ألقى علماء الآثار مؤخرا المزيد من الضوء على شكل الحياة قبل آلاف السنين في محافظة سوهاج المصرية، وذلك بفضل اكتشافات جديدة مذهلة تمتد من عام 1700 قبل الميلاد إلى العصر البيزنطي، وفقًا لصحيفة جريك ريبورتر اليونانية.
واكتشفت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية التابعة لجامعة بنسلفانيا مقبرة ملكية في أبيدوس، فيما اكتشفت اللجنة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار ورشة فخار كاملة تعود إلى العصر الروماني ومقبرة تعود إلى القرن السابع في قرية بناويت.
ومن بين النتائج مجموعة من القطع الفخارية الصغيرة التي كانت تستخدم كسطح للكتابة، تحمل كتابات باللغة اليونانية، وحُفرت المقبرة الملكية الجديدة في أبيدوس على عمق حوالي سبعة أمتار تحت سطح الأرض.
وتتألف من حجرة دفن من الحجر الجيري مغطاة بأقبية من الطوب اللبن، كان ارتفاعها الأصلي حوالي خمسة أمتار.
اكتشاف مقبرة أبيدوس المصرية
حُفرت المقبرة الملكية الجديدة في أبيدوس على عمق حوالي 7 أمتار تحت سطح الأرض، وتوجد على جانبي المدخل المؤدي إلى حجرة دفن الإلهتين إيزيس ونفتيس بقايا نقوش، إلى جانب أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل اسم الملك بالهيروغليفية، بحسب الدكتور جوزيف فاجنر، رئيس البعثة.
ورغم أن اسم صاحب المقبرة لم يتم التعرف عليه حتى الآن، إلا أن الدكتور محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس، يعتقد أنها تخص الملوك السابقين للملك سنبكاي، الذي اكتشفت البعثة مقبرته في أبيدوس عام 2014.
وأضاف أن المقبرة المكتشفة حديثا أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والتي تنسب إلى أسرة أبيدوس، وهي سلسلة من الملوك الذين حكموا صعيد مصر بين عامي 1700 و1600 قبل الميلاد.
ومن المتوقع أن يقدم هذا الاكتشاف أدلة علمية جديدة على تطور المقابر الملكية في مقبرة جبل أنوبيس وملوك أسرة أبيدوس، كما يوفر فهمًا أعمق للتاريخ السياسي المعقد في فترة الانتقال الثاني في مصر، وفقًا للدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر.
وسوف يتم إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لتحديد التاريخ الدقيق لبناء القبر.
موقع أقدم مقبرة ملكية مزخرفة في مصر القديمة
تعتبر مقبرة جبل أنوبيس واحدة من أهم المقابر في منطقة أبيدوس، وهي عبارة عن مقبرة ملكية، والجبل نفسه يأخذ شكل الهرم.
واختار الملك سنوسرت الثالث (1874-1855 قبل الميلاد) هذا الموقع لبناء مقبرته الضخمة أسفل قمة الهرم الطبيعي، وهو ما يعد الأول من نوعه في الحضارة المصرية، وقد اختاره أيضًا عدد من ملوك الأسرة الثالثة عشرة، ثم ملوك أسرة أبيدوس، فبنوا مقابرهم في أعماق الصحراء بالقرب من الجبل وأشهرها مقبرة الملك سنبكاي، التي تعتبر أقدم مقبرة ملكية مزخرفة في مصر القديمة.

اكتشاف ورشة فخار تعود للعصر الروماني في مصر
وفي محافظة سوهاج المصرية، حيث تقع مدينة أبيدوس، تم اكتشاف ورشة كبيرة لصناعة الفخار تعود إلى العصر الروماني ومقبرة تعود إلى القرن السابع الميلادي بالقرب من قرية بنويت.
يُعتقد أن الموقع كان جزءًا من وحدة صناعية زودت المنطقة بالفخار والزجاج. ويضم مجموعة كبيرة من الأفران ومستودعات واسعة لتخزين الأواني.
ومن بين الاكتشافات مجموعة مكونة من 32 قطعة فخارية عليها كتابات بالخط الديموطيقي واليوناني.

وكانت البيانات تتضمن تفاصيل المعاملات التجارية في ذلك الوقت وطريقة دفع الضرائب.
خراطيش مكتوب عليها باليونانية
عُثر على خراطيش عليها كتابات باللغة اليونانية في ورشة فخار تعود للعصر الروماني بمحافظة سوهاج المصرية، وقال الأستاذ الدكتور محمد عبد البديع إن الدراسات والدلائل الأولية تشير إلى أن هذا الموقع كان يستخدم في العصر البيزنطي وأعيد استخدامه كمقبرة في القرن السابع الميلادي، وربما امتد إلى القرن الرابع عشر الميلادي.
وقد تم العثور في الموقع على عدد من المدافن، بما في ذلك مقابر من الطوب اللبن تحتوي على هياكل عظمية ومومياوات، والتي من المرجح أنها تمثل مقابر عائلية للرجال والنساء، وكان أغلبهم من الأطفال ولعل الاكتشاف الأكثر إثارة الذي توصلت إليه البعثة هو مومياء طفل يرتدي قبعة قماش ملونة.