انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، الجمعة، قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر بالموافقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة شمال القطاع، واصفًا القرار بأنه "كارثة ستقود لكوارث أخرى"، فيما اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان نتنياهو بـ"التضحية بالإسرائيليين من أجل الحفاظ على منصبه".
وكان المجلس الأمني المصغر قد وافق في وقت مبكر الجمعة على اقتراح نتنياهو بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، بعد إعلان الأخير مساء الخميس أن إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل قطاع غزة عسكريًا. وتسيطر إسرائيل حاليًا على 75% من مساحة القطاع، بينما تقع مدينة غزة ضمن الـ25% المتبقية إلى جانب عدد من مخيمات اللاجئين في وسط القطاع. وتستوجب السيطرة على المدينة نزوح نحو 800 ألف فلسطيني وتقليص مساحة سكن أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
وتتضمن الخطة الجديدة السيطرة العسكرية على مناطق إضافية من وسط غزة، بما فيها مدينة غزة، في عملية قد تستمر عدة أشهر وتشمل تهجير نحو مليون فلسطيني.
لبيد: كارثة ستقود لكوارث أخرى
قال لبيد إن القرار "يتناقض مع رأي المسؤولين العسكريين والأمنيين في تل أبيب، ولا يأخذ في الاعتبار إرهاق الجيش"، مشيرًا إلى معارضة رئيس الأركان إيال زامير للخطة.
وأضاف أن "وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يجران نتنياهو إلى خطوة ستؤدي إلى قتل المحتجزين والجنود، وستكلف عشرات المليارات، فضلًا عن انهيار دبلوماسي كبير لتل أبيب".
ليبرمان: نتنياهو يضحي بالإسرائيليين ليبقى في منصبه
بدوره، قال ليبرمان إن خطة نتنياهو للسيطرة على قطاع غزة "تضحي بالمواطنين الإسرائيليين من أجل الحفاظ على منصبه وسلطته"، مشيرًا إلى معارضة رئيس الأركان لها وتحذيره من مخاطرها على إسرائيل.
جولان: كارثة لأجيال
من جانبه، اعتبر يائير جولان، زعيم حزب "الديمقراطيين"، أن القرار "يعني التخلي عن مزيد من المحتجزين ليموتوا"، واصفًا نتنياهو بأنه "ضعيف ويخضع للضغوط ويفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرار"، مضيفًا: "أبناؤنا وأحفادنا سيجوبون أزقة غزة لسنوات، وسندفع مئات المليارات، وكل ذلك من أجل البقاء السياسي لنتنياهو". وتساءل عن خطة الحكومة لنزع سلاح القطاع، قائلاً: "هل سنزحف داخل الأنفاق لنستخرج آخر بنادق الكلاشينكوف؟".
نتنياهو: نريد محيطًا أمنيًا
وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة FoxNews: "نعتزم السيطرة على كامل القطاع، لا للاحتفاظ به، بل لإقامة محيط أمني، وتسليمه لقوات مسلحة تحكمه بشكل مناسب". وأسفر اجتماع المجلس الأمني المصغر الذي استمر حتى صباح الجمعة عن الموافقة على خطة الجيش للسيطرة على مدينة غزة شمال القطاع.
تحفظات عسكرية
حذر رئيس الأركان إيال زامير من أن "حياة المحتجزين ستكون في خطر" إذا نُفذت الخطة، ورغم معارضته، من المتوقع أن يبقى في منصبه. وتشمل المرحلة الأولى من الخطة إصدار أوامر إخلاء لسكان مدينة غزة، البالغ عددهم نحو مليون شخص، لإتاحة الوقت لبناء بنية تحتية مدنية في وسط القطاع، على أن تبدأ العملية العسكرية في المرحلة الثانية، بالتزامن مع خطاب مرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تسريع المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع إسرائيل.
