كان هناك زمن لم يكن فيه أحد قادرًا على مجاراة يوفنتوس في إيطاليا، الفريق الذي سيطر على الدوري الإيطالي بتسعة ألقاب متتالية بين عامي 2011 و2020، وخاض نهائيات دوري أبطال أوروبا، وبدا كأنه المنافس الوحيد القادر على كسر هيمنة ريال مدريد أوروبيًا، لكن الأمور تغيرت بشكل جذري، وأصبح مجرد فريق متواضع فاقد للهيبة محليًا ودوليًا.
يرى كثيرون أن نقطة التحول السلبية بدأت مع رحيل كريستيانو رونالدو في صيف 2021، حين قرر النجم البرتغالي العودة إلى مانشستر يونايتد. منذ ذلك الحين، دخل نادي "السيدة العجوز" في دوامة من التراجع المخيف، فقد خلالها بريقه في إيطاليا ومكانته كقوة ضاربة في أوروبا.
أرقام مذهلة للبرتغالي كريستيانو رونالدو وسقوط سريع بعد رحيله
لم يكن تأثير كريستيانو رونالدو في يوفنتوس عاديًا، فقد قضى ثلاث سنوات مع الفريق سجل خلالها 101 هدف في 134 مباراة، وقاد الفريق إلى تحقيق لقب الدوري الإيطالي مرتين، إضافة إلى لقبين في كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي. ورغم عدم تمكنه من إيصال الفريق إلى المجد الأوروبي، ظل النادي حاضرًا بقوة على الساحة المحلية.
لكن بمجرد رحيله، تغير كل شيء.. فشل الفريق في استعادة لقب الدوري ولم يكن حتى قريبًا من المنافسة الجدية، والأسوأ أنه لم يستطع تحقيق أي إنجاز أوروبي يذكر، حيث لم يتبق في سجل الفريق سوى لقب كأس إيطاليا لموسم 2023-2024، وهو نجاح محدود مقارنة بماضي الفريق العريق.
يوفنتوس.. لحظة الانهيار والسقوط إلى القاع
بلغ التراجع ذروته في موسم 2022-2023 عندما احتل النادي الإيطالي المركز السابع في الدوري، ما اضطره للعب في دوري المؤتمر الأوروبي، وهي بطولة لم يكن الفريق يحلم البتة بالمشاركة فيها.
وما زاد من الإحباط أن الفريق لم يتمكن حتى من تحقيق أي إنجاز يذكر في هذه البطولة، مقارنة بأندية إيطالية أخرى مثل روما بقيادة جوزيه مورينيو، الذي توّج باللقب، أو فيورنتينا الذي وصل إلى النهائي مرتين.
أما في دوري أبطال أوروبا، فقد خرج الفريق من دور الـ16 على يد آيندهوفن الهولندي، وهو أمر لم يكن ليحدث في عصر كريستيانو رونالدو.
الأزمة الإدارية تعمق جراح يوفنتوس
لم تكن المشاكل داخل الملعب هي الوحيدة التي عصفت بالفريق بعد رحيل كريستيانو رونالدو، بل تفجرت أزمة كبيرة داخل الإدارة. ففي نوفمبر 2022، استقالت إدارة النادي بالكامل، بما في ذلك الرئيس أندريا أنييلي وأسطورة الفريق بافيل نيدفيد، بعد فضيحة مالية تتعلق بتزوير الحسابات في أزمة تخفيض الرواتب خلال جائحة كورونا.
كان يوفنتوس قد أعلن أن لاعبيه وافقوا على خفض رواتبهم لمدة أربعة أشهر لمساعدة النادي، لكن التحقيقات كشفت أن التخفيض الفعلي لم يتجاوز شهرًا واحدًا، ما أدى إلى اتهام الإدارة بالتلاعب المالي. وبسبب هذه الفضيحة، تم استبدال الإدارة بالكامل، وتولى جانلوكا فيرارو الرئاسة، لكن الفريق لم يستعد عافيته حتى الآن.
هل هناك أمل في عودة يوفنتوس؟
التغييرات الإدارية لم تنعكس حتى الآن على أداء الفريق، الذي لا يزال يعاني من ضعف النتائج وفقدان الهوية. ففي الدوري الإيطالي، يتخبط النادي في المركز الرابع بفارق كبير عن الصدارة، بينما لم يحقق أي تقدم يُذكر في المسابقات الأوروبية.
قد يكون من قبيل الصدفة، أو ربما حقيقة مؤلمة، أن رحيل كريستيانو رونالدو لم يؤثر على يوفنتوس فقط، بل حتى على مانشستر يونايتد، الذي دخل بدوره في دوامة من الأزمات منذ مغادرته. أما ريال مدريد، الفريق الذي اعتاد على التألق، فقد عانى أيضًا بعد رحيل النجم البرتغالي، لكنه استطاع تجاوز الأزمة سريعًا.
في المقابل، يواصل كريستيانو رونالدو مسيرته الناجحة، حيث يسعى للوصول إلى 1000 هدف في مسيرته الاحترافية، بعدما بات قريبًا جدًا من تحقيق هذا الإنجاز بقميص نادي النصر السعودي.