ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة 17 يناير/كانون الثاني (2025) في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية.
وتتجه أسواق النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية رابعة على التوالي، إذ أضرت أحدث العقوبات الأميركية على تجارة الطاقة الروسية بالإمدادات ودفعت أسعار الخام وأسعار الشحن للصعود.
وأقرّت الولايات المتحدة مؤخرًا حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على قطاع الطاقة في روسيا، شملت أكثر من 180 ناقلة تحمل النفط الروسي وعددًا من تجّار النفط ومقدّمي خدمات حقول النفط وشركات التأمين ومسؤولي الطاقة في موسكو، فضلًا عن حظر مشروعين نشطين للغاز المسال ومشروع نفط كبير وشركات تدعم صادرات الطاقة.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 16 يناير/كانون الثاني، على انخفاض بنسبة 2%، بعد أن حققت مكاسب قوية خلال الجلسة السابقة.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 07:01 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:01 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2025، بنسبة 0.31%، لتصل إلى 81.54 دولارًا للبرميل.
كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم فبراير/شباط 2025، بنسبة 0.58%، لتصل إلى 79.14 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يتجه الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) لتسجيل مكاسب أسبوعية بنسبة 2.5% و3.6% على التوالي بدعم من مخاوف بشأن نقص الإمدادات وسط عقوبات أميركية على روسيا، وانخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأميركية، وتحسن توقعات الطلب العالمي.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد توقعت أن يسجل متوسط السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 70.31 دولارًا للبرميل خلال 2025، بارتفاع 1.7% عن تقديرات ديسمبر/كانون الأول 2024، البالغة 69.12 دولارًا.
كما رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعات سعر خام برنت بنسبة 1%، ليصل إلى 74.31 دولارًا للبرميل في 2025، مقابل التقديرات السابقة البالغة 73.58 دولارًا.
تحليل أسعار النفط
قال المحلل لدى فوجيتومي سيكيوريتيز، توشيتاكا تازاوا حول تحليل أسعار النفط: "مخاوف الإمدادات من العقوبات الأميركية على منتجي النفط وناقلاته الروسية، إلى جانب توقعات انتعاش الطلب مدفوعا بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة الأميركية، تدعم أسعار النفط الخام".
وأضاف أن "الزيادة المتوقعة في الطلب على الكيروسين بسبب الطقس البارد في الولايات المتحدة تعد عاملاً داعمًا آخر".
وأعلنت إدارة بايدن يوم الجمعة الماضي توسيع العقوبات التي تستهدف منتجي النفط وناقلاته الروسية، تليها المزيد من الإجراءات ضد القاعدة الصناعية العسكرية الروسية وجهود التهرب من العقوبات.
ويجوب الآن كبار عملاء موسكو، الصين والهند، العالم بحثاً عن براميل بديلة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن.
وينتظر المستثمرون أيضًا بفارغ الصبر رؤية أي مزيد من الاضطرابات المحتملة في الإمدادات مع تولي دونالد ترمب منصبه يوم الإثنين المقبل.
وكتب محللو إيه إن جي (ING) في مذكرة بحثية: "تستمر مخاطر العرض المتزايدة في تقديم دعم واسع النطاق لأسعار النفط"، مضيفين أنه من المتوقع أن تتخذ إدارة دونالد ترمب القادمة موقفًا متشددًا تجاه إيران وفنزويلا، الموردين الرئيسين للنفط الخام.
كما قدمت توقعات تحسن الطلب بعض الدعم لسوق النفط مع تجدد الآمال في خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) بعد أن أظهرت البيانات انحسار التضخم في أكبر اقتصاد في العالم.
قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس إن من المرجح أن يستمر التضخم في التراجع وربما يسمح للبنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وأسرع من المتوقع.
كما أظهرت البيانات الاقتصادية الصينية اليوم الجمعة نموًا اقتصاديًا أعلى من المتوقع للربع الرابع وللعام 2024 بأكمله، مع دخول سلسلة من إجراءات التحفيز حيز التنفيذ.
وأظهرت بيانات حكومية اليوم الجمعة أن إنتاج مصافي النفط في الصين انخفض في عام 2024 للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين باستثناء عام 2022 الذي ضربه الوباء، إذ قلصت المصافي الإنتاج استجابة لركود الطلب على الوقود وانخفاض هوامش الربح.
ومما أثر على السوق أيضًا قول مسؤولي الأمن البحري اليمنيين إن من المتوقع أن تعلن جماعة الحوثي وقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وأدت الهجمات إلى تعطيل الشحن العالمي، مما أجبر الشركات على القيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا لأكثر من عام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
