ماذا سيفعل ترامب في ولايته الثانية؟.. محلل سياسي يكشف لـ"بلدنا اليوم"

أكد الدكتور هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية بمركز العرب، أن دونالد ترامب أظهر خلال فترته الرئاسية الأولى قدرة على ممارسة ضغط قوي على الأطراف الإقليمية لتحقيق مصالحه الخاصة.

كما أشار إلى إرسال ترامب لمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط قبل توليه الرئاسة رسميًا، وهو ستيفن ويتكوف، مما يعكس نهجًا غير تقليدي في إدارة الأزمات والمواقف الدولية.

 النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي

وأوضح الجمل، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن ترامب استخدم نفوذه بشكل ملحوظ للضغط على طرفي النزاع في غزة، من خلال الدفع نحو تحقيق هدنة إنسانية بين حماس ونتنياهو، وهي خطوة تظهر حرصه على تثبيت استقرار المنطقة وفقًا لمصالح الولايات المتحدة.

وأضاف الجمل أن تصرفات نتنياهو خلال إدارة بايدن أظهرت محاولاته للابتعاد عن العباءة الأمريكية، ما يفسر عودة ترامب للاهتمام بإعادة تشكيل التحالفات مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة وفقًا للرؤية الأمريكية.

التطبيع بين السعودية وإسرائيل

توقع الجمل أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات كبيرة في ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مشددًا على أن تحركات ترامب في غزة وسوريا تهدف إلى تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في منطقة غاز شرق المتوسط، بما يضمن للولايات المتحدة موطئ قدم في مصادر الطاقة الاستراتيجية، وهو ما يعكس أهمية المنطقة في سياسة واشنطن الخارجية.

تأثير الكوارث الطبيعية

وفيما يتعلق بتأثير الحرائق والكوارث الطبيعية الأخرى التي شهدتها ولاية كاليفورنيا على السياسة الداخلية الأمريكية، أشار الجمل إلى أن هذه الأزمات ستؤدي إلى إعادة هيكلة داخلية في الولايات المتحدة لمواجهة الكوارث الكبرى. كما توقع أن يتم توسيع دور إدارة الأزمات في الولايات المتحدة وزيادة التنسيق بين الإدارة الفيدرالية وحكام الولايات.

ورغم تلك الكوارث، استبعد الجمل أن يعود ترامب إلى اتفاقية المناخ، مؤكدًا أنه يفضل تعزيز الجهود المحلية للتعامل مع الأزمات بدلًا من الالتزامات الدولية التي قد تؤثر على استراتيجياته الداخلية.

سياسة ترامب الخارجية

وأشار الجمل إلى أن دول الخليج ستسعى لاستغلال نفوذها الاقتصادي في إبرام صفقات مع إدارة ترامب الجديدة، خاصة في ظل التوترات مع إيران.

وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تحجيمًا لنفوذ الاتحاد الأوروبي والصين وإيران في الشرق الأوسط، وهو ما يصب في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، مؤكداً أن ترامب سيعزز من قدراته في إدارة الصراعات وفقًا لمصالح بلاده في المنطقة.