أخبار عاجلة

رموز خالدة| يوسف إدريس.. الطبيب الثائر والأديب الرائد فى القصة القصيرة سعى إلى تغيير الواقع من خلال أفكاره ولعب دورًا محوريًا في تشكيل الثقافة والسياسة في مصر والعالم العربي

رموز خالدة| يوسف إدريس.. الطبيب الثائر والأديب الرائد فى القصة القصيرة سعى إلى تغيير الواقع من خلال أفكاره ولعب دورًا محوريًا في تشكيل الثقافة والسياسة في مصر والعالم العربي
رموز خالدة| يوسف إدريس.. الطبيب الثائر والأديب الرائد فى القصة القصيرة سعى إلى تغيير الواقع من خلال أفكاره ولعب دورًا محوريًا في تشكيل الثقافة والسياسة في مصر والعالم العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان طبيعيًا أن يصبح يوسف إدريس رائدًا في مجال القصة القصيرة، بأفكاره الجريئة التي تناولها في أعماله الأدبية.. وسنحاول، هنا، أن نرسم ملامح شخصيته من خلال شخصيات حكاياته، ولكن قبل ذلك تعالوا سويًّا نتأمل معًا بعض من أسماء أعماله الإبداعية: "العتب على النظر"، "النداهة"، "انا سلطان قانون الوجود"، "أليس كذلك"، "رجال وثيران"، "البحث عن السادات"، "آخر الدنيا"، "بصراحة غير مطلقة"، "اللحظة الحرجة"، "لغة الآي آي"، "البطل"، "الإرادة"، "البهلوان"، "قاع المدينة"، "المارد"، خلو البال"، "فيينا 60"، "الإيدز العربي"، "المهزلة الأرضية"، "انطباعات مستفزة"، "أهمية أن نتثقف يا ناس"، "اكتشاف قارة"، "مسرحية جمهورية فرحات"، "أرخص ليالي"، "الأب الغائب"، "ملك القطن"، "اقتلها"، "البيضاء"، جبرتي الستينات"، "العسكري الأسود"، "حادثة شرف"، "بيت من لحم"، "عزف منفرد"، "فقر الفكر وفكر الفقر"، "مدينة الملائكة"، "الفرافير"،" عن عمد اسمع تسمع"، "جمهورية فرحات"، "إسلام بلا ضفاف"، "شاهد عصره"، "الجنس الثالث"، "نيويورك 80"، "الحرام"، "العيب"، و"المخططين". 

وبمجرد وضع كل تلك الأسماء أمام عينيك تستطيع ببساطة أن تعرف كيف حقق عنصر الدهشة والتساؤل حول ماهية موضوع الكتاب أو الرواية، فبمجرد أن تقرأ العنوان تجد نفسك أمام جملة اسميه منقوصة الخبر يصحبها تساؤل ما هو الحرام، ومن هو البطل، وما العيب مدينة الملائكة ما بها، ومن هم الفرافير وماذا يفعلون؟ ومن هو الشاهد على عصره، وما حكاية جمهورية فرحات ومن هو فرحات حتى يقوم بعمل جمهورية، وكيف يكون العزف منفردًا.. وهكذا، استطاع أن يحقق عنصر الدهشة ويجعلك تتصفح الكتاب بغض النظر عمَّا كُتب بداخله.. وتلك هي العبقرية التي تحلى بها يوسف إدريس والتى جعلت منه علامة فارقة في عالم الأدب والثقافة والسياسة أيضًا.

أبرز الأصوات الأدبية

"إدريس" هو أحد أبرز الأصوات الأدبية في القرن العشرين، لعب دورًا محوريًا في تشكيل الثقافة والسياسة في مصر والعالم العربي. وُلد في 19 مايو 1927 في إحدى قرى محافظة الشرقية، وتخرج من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1947. وفي سنوات دراسته بالكلية، شارك في عدة مظاهرات ضد المستعمر البريطاني ونظام الملك فاروق. وفي 1951، أُختير السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة. وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وتعرض للسجن وأُبعد عن الدراسة عدة أشهر. وحاول أثناء دراسته للطب كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه. ثم بدأت قصصه القصيرة تظهر في جريدة "المصري" ومجلة "روز اليوسف" حتى صدرت مجموعته الأولى "أرخص الليالي" في 1954. ورغم اشتغاله بالطب عقب التخرج، إلا أن شغفه بالأدب والكتابة كان أقوى من مهنته الطبية، مما دفعه إلى ترك الطب وتفرغ للكتابة والعمل الصحفى، فعمل بصحيفة "الجمهورية" عام 1960. وفي 1961 انضم إلى ثوار الجزائر في الجبال وحارب معارك استقلالهم لمدة ستة أشهر وأصيب أثناء النضال ضد الاحتلال الفرنسى، وأهدته الجزائر وسامًا تقديرًا لجهوده في معركة التحرير، ثم عاد إلى مصر، ليعمل كاتبًا بجريدة "الأهرام" التى استمر بها حتى وفاته في الأول من أغسطس عام 1991.

شارك في المظاهرات ضد المستعمر البريطاني.. وانضم إلى ثوار الجزائر في الجبال وأهدته الجزائر وسامًا تقديرًا لجهوده في معركة التحرير

كان شخصية جدلية في الوسط الثقافي وعبّرعن آرائه بصراحة حتى لو كانت مخالفة للسائد

امتلك صوتًا جريئًا في نقد الأنظمة واستطاع أن يعبر عن آرائه السياسية من خلال إبداعاته القصصية

 

 

فكر الفقر وفقر الفكر 

والتساؤل هنا ما هي العوامل التي جعلت من إدريس رائدًا في مجاله؟ وكيف أثرت أعماله على الثقافة والسياسة في المنطقة العربية؟ ولعل الإطلالة السريعة على كتابه "فقر الفكر وفكر الفقر" أكبر دليل على قدرته الفكرية والثقافية والتأملية التى جعلته يحصل وبكل جدارة عن تلك الريادة.. فمن الناحية الثقافية، يُعتبر إدريس أحد رواد القصة القصيرة في الأدب العربي، إذ تمكن من تطويع اللغة العامية في نصوصه بأسلوب سلس ورشيق، مما جعل تلك النصوص قريبة من وجدان القارئ العربي، فقد كانت لغته الحية والنابضة بالحياة تجذب القراء من مختلف الطبقات الاجتماعية، لتعكس واقعهم اليومي، كما ناقشت أعماله قضايا اجتماعية معقدة مثل الفقر والظلم والفساد وهو ما نجده متجسدًا في الحرام والنداهة وغيرها من الأعمال، كما أنها كاشفة عن عمق التناقضات الاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري.

في هذا الكتاب يأخذنا يوسف إدريس في رحلة عصف ذهني ورحلة كبيرة من التساؤلات بكلمتين فقط "الفقر" و"الفكر"، والتي أراد من خلالها أن يسلط الضوء على القضية الحقيقة هل نحن نعاني من فقر حقًّا؟ أم أننا نعاني من فقر في الأفكار التي يمكن أن تخرجنا من هذا الفقر؟ هذا العنوان العبقري كاشف لحقيقة الأزمة، أو كما يقول: «إنَّ الفَقرَ ليسَ وضْعًا اقتِصاديًّا فقَط، إنَّه وَضعٌ مِن أَوْضاعِ البَشَر؛ وضْعٌ عَام، يَتصرَّفُ فِيهِ الإِنْسانُ بفَقْر، ويُفكِّرُ بفَقْر».

الفقر المادي الحقيقي

ويقول يوسف إدريس عن الفقر الحقيقي: "فالفقر له فكر معيَّن، وحين أقول الفقر لا أعني شدة الاحتياج فقط، ولا أعني هبوط المستوى المادي لمجتمع إلى مستوًى أقلَّ من مثيله في البلاد الأخرى، ولكن الفقر المادي الحقيقي قد يكون لأناس ميسوري الحال، ولكن طريقتهم في التصرُّف في ثرائهم فقيرة غاية ما يكون الفقر، إنَّ الفقر ليس وضعًا اقتصاديًّا فقط، إنه وضع من أوضاع البشر، وضع عام، يتصرَّف فيه الإنسان بفقر، ويُفكِّر بفقر، أفكار تؤدِّي إلى فقر أكثر واحتياج للغير أكثر، بمعنًى آخر هو مرض يُصيب الاقتصاد ويصيب العقول ويُصيب الخيال أيضًا".

ويتابع ليستكمل فكرته عن الفقر: "ونحن مغرمون دائمًا بكلمة أزمة، نطلقها على كل شيء؛ أزمة لحمة، أزمة مساكن، أزمة ثقة، أزمة قصة، أزمة مواصلات، والذي أريده هنا هو أن نمتنع تمامًا عن ذكر كلمة "أزمة"، أو نتأدب ونضحك على أنفسنا ونُسمِّيها اختناقًا أو اختناقات؛ فالكلمة الحقيقية التي لا بُدَّ أن نستعملها هي كلمة فقر، وإذا أحلَلناها محل كلمة الأزمة، فإنني أعتقد أن الصورة تتَّضح بطريقة تساوي نصف الحل؛ فلو قلنا فقر لحمة، وفقر مساكن، وفقر ثقة، وفقر مسرح، وفقر سينما، وفقر صحافة، وفقر كتابة، لكانت التسمية والتشخيص أدق، الفقر هنا بالضبط هو عكس الغِنى، والغِنى ليس الغِنى المادي، إنما هو أوَّلًا وأساسًا غِنى النفس، النفس الغنية غنية حتى لو كانت تَقتات أو حتى تبيت على الطوى، والنفس الفقيرة فقيرة حتى لو كانت تملك الملايين".

ما بين الغناء والفقر يأخذنا يوسف إدريس في رحلة على تدبر الأمر وإعادة التفكير من أين نبدأ وكيف نبدأ في إعمال الفكر حتى نخرج من تلك الأزمات بالرغم من انه يكره استخدام كلمة أزمة.

وبالنظر إلى إسهاماته في المسرح، نجد أنه أضاف الكثير إلى هذا المجال أيضًا، حيث قدم مسرحيات تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي، مثل "الفرافير" و"البهلوان"، ولم تكن هذه الأعمال مجرد انعكاس للواقع بل دعوة صريحة للتفكير والنقد والتغيير.

السعي إلى التغيير 

  أما من الناحية السياسية، فقد كان إدريس صوتًا جريئًا في نقده للأنظمة السياسية والاجتماعية، عاش في فترة شهدت تحولات سياسية كبيرة في مصر، بدءًا من ثورة 1952 وانتهاءً باتفاقية كامب ديفيد، واستطاع إدريس أن يعبر عن آرائه السياسية بشكل كبير مستخدمًا القصة كأداة لنقد الأنظمة السياسية، والتي كانت انعكاسًا لنقده السياسي، فقد كان من الداعمين للثورة في بدايتها، ولكنه لم يتردد في نقد النظام، وظل مثابرًا على التعبير عن رأيه بصراحة، ونشر في 1969 "المخططين" منتقدًا فيها نظام عبد الناصر ومُنعت المسرحية.

لم يكن إدريس مجرد كاتب يصف الواقع، بل كان أيضًا مفكرًا يسعى إلى تغييره، من منطلق رغبته الحقيقة في الإصلاح الاجتماعي والسياسي، فكان يرى أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتغيير، فلم يكن معزولًا عن التيارات الثقافية العالمية، فقد تأثر بالأدب الغربي والأفكار التقدمية التي كانت سائدة في تلك الفترة، واستطاع أن يمزج بين التراث العربي والأفكار الحديثة ليخلق أسلوبًا فريدًا يجمع بين المحلية والعالمية.

كتابه «البحث عن السادات» أثار ضجة كبير وأدى إلى مواجهة حادة مع السلطة

تمكن من تطويع اللغة العامية بأسلوب قريب من وجدان القارئ العربي وجذب القراء من مختلف الطبقات 

 

معارك إدريس "المثير للجدل" 

إلى جانب إسهاماته الأدبية، كان يوسف إدريس شخصية جدلية في الوسط الثقافي، إذ لم يكن يخشى التعبير عن آرائه بصراحة، حتى وإن كانت مخالفة للسائد. وقد أدى ذلك إلى مواجهات مع السلطات والرقابة في عدة مناسبات، وهو ما يعكس التحديات التي يوجهها المثقف في سبيل التعبير عن الحقيقة، فكيف أدار "إدريس" معركته ضد السلطة حينما نشر كتابه "البحث عن السادات" والذي أثار ضجة كبيرة في حينها، ما جعله يخرج بملف كامل حمل عنوان «ملف خاص عن محاولة اغتيال كاتب لأنه كتَب البحث عن السادات»، والذي حاول من خلاله توضيح الأزمة وكيف وصل لمكتب النائب العام وكيف اضطر للنشر خارج مصر والحملة التي خرجت ضده لمجرد أنه حاول انتقاد الوضع السياسي، ونخرج من هذا الملف بتساؤل أهم كيف يمكن للمثقف أن يحافظ على استقلاليته في مجتمع يفرض قيودًا على حرية التعبير؟.

يقول "أدريس" عن حقيقة الحملة الممنهجة والتي وصلت إلى الصراع مع رئيس الجمهورية آنذاك وجها لوجه: "أعتقد أن القراء يَذكرون الحملة الضارية التي قامت ضدِّي حين كتبت المقالات السبع تحت عنوان «البحث عن السادات»، تلك الحملة التي بدأت بكذبة دنيئة من أنني قلت عن حرب أكتوبر في ذلك الكتاب أنها كانت تمثيلية متَّفقٌ عليها، والتي انتهت حين وقف السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك يُهاجمني في خطبة أول مايو 83 المشهورة، وقد آثرتُ أن أُضمِّن هذا الكتاب بعض الوثائق الخاصة بهذا الموضوع، ليس دفاعًا عن النفس، وإنما مجرَّد إثبات لأحداث وقعت، ومؤامرة تمَّت ضدي، وبنجاح شديد".

تلك الأزمة التي مُورست ضده كان فيها كل أشكال التنكيل، وقف نشر، مقالات هجومية في الصحف القومية، رفض النشر له للدفاع عن موقفه وتوضيح موقفه، سخرية، هجوم، اتهامات.. هكذا عاش يوسف إدريس فترة رهيبة من التنكيل والاقصاء، خطابات للنائب العام ولرئيس الجمهورية "حسني مبارك" معركة إنسانية خاضها إدريس وحده لمحاولة توضيح الأمور وفك الاشتباك حول الأفكار التي حاول أن يوضحها حول حقيقة سلسلة تلك المقالات.. كل هذا الإقصاء لم يمنعه عن الاستمرار في قضيته وربما نحتاج إلى الكثير من الكتابات لعرض تلك المعركة التي خاضها "إدريس" ضد كل هؤلاء فقط للدفاع عن نفسه، ونتذكر ذلك الخطاب الذي أرسله للرئيس محمد حسني مبارك والذي حمل عنوان "سيادة الرئيس.. إني أتظلم منك إليك!"، حاول من خلال هذا الخطاب أن يوضح كل ملابسات الموضوع والحملة الممنهجة التي وجهت إليه وكأنه الغريب في مجموعته القصصية "آخر الدنيا" ليكون هذا الخطاب بمثابة رصاصة الغريب وهو يقول "وانطلقت مرة أخرى، وكأنني مسدس الخائف حين لا يصبح همه إلا أن يطلق الرصاص.. ولا يكف إلا بعد أن يفرِّغ رصاصَه" فلم يكن إدريس يملك سوى كلمات يحاول من خلالها إصلاح الوضع في شتى المجالات ولا نجد سوي كلمات الغريب، وخطابه نفسه الذي حاول أن يدافع به عن نفسه أمام الشعب حينما حاولت إحدى المقالات أن توقع بين يوسف إدريس وجيش مصر العظيم: «إنَّ قلة من صغار الصحفيين حاوَلَت أن تُوقع بيني وبين القوات المسلَّحة بادعائهم أني قلت عن حرب أكتوبر أنها مسرحية، وأتحدى هؤلاء الناس أن ينشروا ما قلته، فما قلته كان مجرد تساؤلات حول الثغرة التي التفَّت حول بطولة الجيش المصري العظيمة وأدائه الرائع المجيد. كان من الممكن أن تُستثمَر نتائج حرب أكتوبر لإعادة سيناء كاملة دون قيد أو شرط ودون تقييد مصر العظيمة بقيود كامب ديفيد الحديدية، إني إذن أعلنها لمن في آذانهم صمم، لن تستطيعوا الإيقاع بيني وبين شعبنا وجيشنا؛ فأنا من قلب شعبنا وجيشنا، وجيشنا وشعبنا من قلبي، فكفوا عن هذه المحاولة، لقد كتبتُ عن حرب 73 والعبور أصفُها بأنها أعظم حرب خاضها الجيش المصري الحديث».

أما حديثه للرئيس محمد حسني مبارك فسوف نأخذ منه أهم المقتطفات والتي تعتبر درسًا في كيفية الدفاع عن النفس ووجهة النظر والأفكار، إذ يقول: "حين أدركتُ أنني الكاتب المقصود أُصبتُ بنَوع غريب من الذهول، ذهول سببه الأكبر لم يكن ما ورَد في خطابكم الكريم عنِّي، وإنما سببه الأكبر ذهولي من كيف انقلب الموضوع من تراشُق صحفي محفوظ الكلمات والتعابير إلى خبر خطير وعلى لسان رئيس الدولة الذي نكنُّ له جميعًا، وأُكنُّ له بشكل خاص، أسمى آيات التقدير والإعجاب، وأضيفُ أنا والحبَّ الشديد أيضًا".

قول الحقيقة 

ويتابع سرد بعض من الحقائق قائلًا: مِن واجبي أن أقولَ الحقيقة للناس؛ فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرَس، وأنا بسكوتي سأكون بمَثابة فرد مُتآمِر في عصابتهم وسأُساعِدُهم على التنكُّر أكثر وعلى الإيغال في خداع الناس وخداع السلطات والمضيِّ في غيِّهم إلى آخر المدى، ورجائي يا سيادة الرئيس أن تقرأ كلماتي بإمعان؛ فقد أكون أنا الأول في القائمة، ولكني لستُ الأخير؛ فالقائمة طويلة، وهي تقريبًا تضمُّ كل المُخلِصين عن حق، وكل الشرفاء في هذا البلد، ولا يُمكن لضميرك أن يرضى أن يجعلوا من الدولة ومن جهازها الهائل آلة سحق «يفرمون» بها كلَّ مَن هو ليس بانتهازي أو كاذب أو دَعي أو مُلفِّق.

إن تحليل دور يوسف إدريس الثقافي والسياسي يوفر لنا فهمًا أعمق لكيفية تفاعل الأدب مع المجتمع، وكيف يمكن للأديب أن يكون صوتًا للضمير الجمعي وقدوة في زمن التغيير. في النهاية، وتلك الرسالة هي أكبر دليل لنا كيف ندافع عن حقنا في قول الحقيقة وأن نواجه المُدعين والكاذبين وملفقي التهم لمجرد عرض وجهة نظر أو رأي.

 يوسف إدريس كان ولا يزال أحد أعمدة الأدب العربي الحديث، واستحق عن جدارة وسام الجمهورية عام 1963، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1980، وكان له دور بارز في تأسيس مجلة «القصة» التي كانت منبرًا للكتاب الشباب، وأيضًا في مشاركته الفعالة في الندوات والمؤتمرات الثقافية التي كانت تناقش قضايا الساعة، وكان يؤمن بأهمية الحوار الثقافي كمحرك للتغيير، وكمكان لتبادل الأفكار والرؤى بين المثقفين، فقد أثرت أعماله وروحه النقدية في أجيال من الكتاب والمثقفين، وجعلته أحد الأصوات الرائدة في الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي والسياسي، لما تركه لنا من إرث أدبي وثقافي وفكري يظل حيًا في ذاكرتنا جميعًا ولو أعدنا قراءة ونقد تلك الأعمال أعتقد أننا سنجد بداخلها الكثير من الحلول حول ما نعيشه الآن، وحتى نعمل العقل ونعيد التفكير حتى لا يتهمنا بفقر الفكر ونستطيع أن نواجهه اليوم في ظل العالم المتغير.

700.jpg
يوسف إدريس
699.jpg
يوسف إدريس
701.jpg
مع قمم مصر: نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس
702.webp
يوسف إدريس مع ثوار الجزائر.. يمين الصورة الأول فى الجالسين

 

705.jpg

 

704.jpeg
706.webp
711.jpg
707.jpg
708.jpg
712.jpg
714.webp
713.jpg
710.jpg

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بث مباشر.. مشاهدة مباراة ايفرتون وروما الودية الدولية
التالى "276 مركز تكنولوجيا متنقل لخدمة المواطنين.. نقلة نوعية في تقديم الخدمات الحكومية"