محطات الفحم الاحتياطية في ألمانيا قد تبقى مدة أطول من المتوقع

خيّب تقرير حديث آمال برلين الرامية إلى التخلص سريعًا من محطات الفحم الاحتياطية في ألمانيا، تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045.

ويهدد إغلاق محطات الطاقة النووية وتأخُّر بناء محطات الغاز، وضع هدف التخلص التدريجي لمحطات الفحم بحلول عام 2038، بحسب تحديثات قطاع الفحم لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرُّها واشنطن).

وحال عدم وجود بدائل، طالبَ مشغّل شبكة الكهرباء شركة أمبريون (Amprion) بالاستعداد لاستمرار محطات الفحم الاحتياطية قيد التشغيل لمدة أطول من المتوقع، رغم التكاليف العالية.

وبحسب الخطط الموضوعة، كان من المقرر إغلاق أغلبية تلك المحطات بحلول عام 2031، وبعضها حتى عام 2026 المقبل.

محطات الفحم الاحتياطية في ألمانيا

يقول الرئيس التنفيذي لشركة أمبريون كريستوف مولر، إن البلاد ربما ستكون بحاجة إلى مواصلة تشغيل محطات الفحم الاحتياطية في ألمانيا "لمدة أطول من المتوقع"، بسبب التأخيرات الشديدة في بناء محطات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي.

وكانت تقديرات سابقة قد أشارت إلى أن خطة التخلص من محطات الفحم في ألمانيا ستتطلب بناء محطات جديدة تعمل بحرق الغاز الطبيعي، بإجمالي قدرات 21 غيغاواط، وذلك بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

لكن فشل بناء جزء من تلك القدرات المخطط لها في الحصول على موافقة البرلمان بسبب انهيار الحكومة المتعثرة ماليًا في شهر ديسمبر/كانون الماضي (2024).

ويتزامن ذلك مع إغلاق آخر محطات الطاقة النووية في ألمانيا خلال عام 2023، ما تسبَّب في انخفاض الإمدادات المتاحة مع زيادة الطلب.

ولذلك يرى مولر أن محطات توليد الكهرباء بالفحم ستساعد في استمرار توليد الكهرباء وقت الحاجة، كما يمكن بدء تشغيلها في وقت قصير.

وحال عدم وجود بدائل لمحطات الفحم، سيستمر وجود تلك المحطات الاحتياطية على مدار العقد المقبل، على الرغم من توقعات باستمرار بعضها حتى عام 2026، والأغلبية حتى عام 2031.

ولذلك، ستتجلى الحاجة -بحسب مولر- إلى إجراء تحليلات مناسبة لبحث متطلبات استمرار تلك المحطات لأوقات أطول من المتوقع في السابق.

يأتي ذلك بالرغم من شكوى شركة ستيج المحلية (Steag) من انعدام الجدوى الاقتصادية لإبقاء محطات الفحم الاحتياطية في وضع الاستعداد.

وإجمالًا، تصل تكاليف استمرار أسطول محطات الفحم الاحتياطية في ألمانيا إلى مليار يورو، بما يعادل 1.04 مليار دولار أميركي.

(اليورو يعادل 1.04 دولارًا أميركيًا).

محطات الفحم الصلب

أكد اتحاد مستوردي الفحم في ألمانيا (VDKI) دور محطات الفحم الصلب بوصفها مصدرًا احتياطيًا لتوليد الكهرباء عند تقطُّع إمدادات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وقال رئيس الاتحاد ألكساندر بيث، إن محطات الفحم الصلب الحديثة "عمود فقري مهم" لشبكات الكهرباء في ألمانيا، وخاصةً بعدما ألحق ارتفاع أسعار بيع الكهرباء بالجملة مؤخرًا أضرارًا بالمصانع، وأضاف أعباء على الأسر.

وشهدت ألمانيا توقُّف إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال المدة بين مطلع نوفمبر/تشرين الثاني حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024).

ونتيجة لذلك، سجّل إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي مستويات قياسية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى 9.55 تيراواط/ساعة، بزيادة بنسبة 79% مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول.

كما ارتفع توليد الكهرباء من الفحم إلى أعلى مستوى في 20 شهرًا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة للقطاع الألماني.

وتبلغ قدرات توليد الكهرباء من الفحم الصلب 16 غيغاواط، أسهمت خلال العام الماضي (2024) بنسبة 5.4% من مزيج الكهرباء في ألمانيا، حسب بيانات وزارة الصناعة.

وانطلاقًا من ذلك الإسهام ولتحقيق إمدادات كهرباء كافية ومضمونة، أكد "بيث" ضرورة إرساء سوق منفتحة على أيّ تقنية وتتميز بالتنافسية والمركزية.

ودعا إلى عدم شيطنة الفحم، وعدم قصر استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه على مشغّلي محطات الغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. توقعات باستمرار محطات الفحم الاحتياطية في ألمانيا من وكالة بلومبرغ
2. تصريح رئيس اتحاد مستوردي الفحم في ألمانيا من وكالة رويترز