كانت «سمر» تحلم بحياة هادئة في بيت صغير بقرية بسيطة، تحيطها ضحكات أولادها وهم يلعبون في فناء البيت، وتستيقظ على صوت زوجها وهو يطلب منها كوب شاي وطعاما ساخنا في الصباح، لم تكن تدري أن من كان شريك العمر، سيصير يومًا قاتلها، وأن بيتها الآمن سيتحول إلى مسرح جريمة تقشعر لها الأبدان، وتبكي لها الحجارة.
بداية القصة
في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الماضي، استيقظت قرية «عزاقة» التابعة لمركز المنيا على صدمة لم تهز بيوتها فقط، بل زرعت الرعب في قلوب سكانها، جريمة بشعة وقعت بين جدران منزل بسيط، لم يخرج منه صوت استغاثة، بل خرجت منه رائحة الموت وسكون الفاجعة.
المتهم يدعي «راضي صلاح عبدالمجيد»، رجل عاطل عن العمل، معروف في القرية بسوء سمعته، وارتباطه بتعاطي المواد المخدرة، قرر في لحظة هوس أن ينهي حياة زوجته، لم تكن مشادة كلامية عابرة، ولا خلافًا زوجيًا كباقي البيوت، بل كانت نية مبيتة، وسكينًا مسمومًا بالغضب وسوء الظن.
الساعة كانت تقترب من الواحدة صباحًا، حين سمع صوت إغلاق الباب بقوة، ولم تمر دقائق حتى غطت الدماء أرضية المنزل، راضي لم يكتف بطعنة واحدة، بل ذبح زوجته، ثم ارتكب ما لا يستطيع عقل أن يتصوره، وفصل رأسها عن جسدها.

في القرية، لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي هذه العلاقة بتلك الوحشية، فالجيران، الذين اعتادوا على سماع صراخ الزوج في وجه زوجته، ظنوا أن الأمر لا يتجاوز مشادة عادية، لكن هذه الليلة حملت شيئًا مختلفًا.
وبعد لحظات من الجريمة، وصلت الشرطة إلى مسرح الحادث، حتي أن المشهد كان صادمًا لرجال الأمن، جسد سيدة بلا رأس، وملامح الرعب ما زالت مرسومة على الجدران، وكأنها تشهد على لحظة خروج الروح غدرًا.
القبض على الزوج
تم القبض على الزوج في مسرح الجريمة، لم يحاول الهرب، جلس في زاوية من البيت، ساكنًا كأن شيئًا لم يكن، بينما الدماء التي على يديه تفضحه، وتشهد على جريمته النكراء.
في التحقيقات الأولية، أقر المتهم بجريمته، واعترف بتفاصيل ارتكابها دون تردد، مدعيًا أن شكوكًا سيطرت عليه بشأن خيانة زوجته له، لم يقدم دليلًا، ولا حتى مبررًا، فقط «شك» زرعه الشيطان في قلبه، فصار سكينًا حادًا أنهى به حياة سيدة لطالما وقفت بجوراه.
التحقيقات كشفت عن أن العلاقة بين الزوجين كانت مضطربة، وأن الزوج معروف بين أهالي القرية بتعاطيه مخدر الآيس، وهو ما دفع بعض الجيران لتجنب التعامل معه، خوفًا من تصرفاته العدوانية.
سكان القرية، الذين توافدوا على منزل الضحية بعد انتشار الخبر، لم يستطيعوا حبس دموعهم، فالصغيرة التي اعتادت أن تُلقي السلام على الجيران بابتسامة، باتت جثة داخل أكياس سوداء، تُنقل في صمت إلى المشرحة.
أمها المكلومة، لم تصدق أن ابنتها قُتلت على يد من أطعمت من يدها، ومن وقفت بجانبه في مرضه، ومن حملت له أولاده.
النيابة العامة بدأت تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مما أمرت بنقل جثة الضحية إلى مشرحة مستشفى المنيا العام، تحت حراسة مشددة، وتم التحفظ على مكان الجريمة بالكامل لإجراء المعاينات اللازمة، فيما تواصل أجهزة الأمن استجواب الشهود.
الجيران أكدوا في أقوالهم أن الزوج كان دائم الشك، ويعامل زوجته بعنف، خاصة بعد أن تدهورت حالته النفسية مؤخرًا نتيجة إدمانه، وأشار بعضهم إلى أن الضحية حاولت مرارًا الاستنجاد بأهلها، لكنها كانت تعود خوفًا على أطفالها.