في دراسة حديثة، تناولت بيانات من أكثر من 12,000 مشارك، تم اكتشاف أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة كوفيد طويل الأمد مقارنة بالرجال.
وفقًا لهذه الدراسة، تبين أن الإناث لديهن زيادة في احتمالية الإصابة بمقدار 1.31 مرة مقارنة بالذكورهذه النتائج تبرز أهمية فهم العوامل المؤثرة على هذا المرض المزمن، والذي لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا للباحثين والأطباء في سبيل تطوير حلول فعالة لعلاجه ويستعرض تحيا مصر التفاصيل الكاملة
ما هو كوفيد طويل الأمد؟
في عام 2024، قدم خبراء من الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب تعريفًا رسميًا لمتلازمة كوفيد طويل الأمد، مشيرين إلى أنها حالة صحية مزمنة تحدث بعد الإصابة بفيروس كورونا، وتستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تؤثر على العديد من أجهزة الجسم.
وتشمل الأعراض المحتملة لهذه المتلازمة أكثر من 200 عرض مختلف، مثل الإرهاق المستمر، وضيق التنفس، وآلام العضلات والمفاصل، واضطرابات في الذاكرة والتركيز، مما يجعل من الصعب تحديد علاج شامل ومناسب لكل هذه الأعراض المتنوعة.
النساء أكثر عرضة للإصابة
تعمقت الدراسة الحالية في فهم تأثير كوفيد طويل الأمد على مختلف الفئات العمرية والجنسية، وركزت على ما إذا كانت هناك اختلافات بين الرجال والنساء في هذا الصدد. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن النساء، عند أخذ العديد من العوامل في الاعتبار مثل العمر، الحاجة إلى التنويم في المستشفى، وحالة التطعيم، هن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض المزمن.
وأشار الباحثون إلى أن النساء في الفئة العمرية من 40 إلى 54 سنة هن الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد، ما يعكس وجود احتمالية لوجود تفسير بيولوجي لهذا الاختلاف. وقد تكون الاختلافات الهرمونية أو الوظيفة المناعية أحد العوامل التي تساهم في جعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة الصحية المزمنة.
العوامل البيولوجية هل لها دور؟
تعتبر الفروقات البيولوجية بين الجنسين من العوامل التي قد تفسر لماذا تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد. ففي حين أن الرجال قد يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بالأمراض الحادة والوفاة بسبب فيروس كورونا، إلا أن النساء قد يعانين بشكل أكبر من تأثيرات طويلة الأمد بعد الشفاء من العدوى. هذه الظاهرة قد ترتبط بتأثيرات الهرمونات الأنثوية على جهاز المناعة، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الاستجابة المناعية لدى النساء قد تكون أكثر نشاطًا، مما يؤدي إلى زيادة احتمال تعرضهن للأعراض المزمنة.
متلازمة التعب المزمن
تزامنت هذه الدراسة مع دراسة أخرى تناولت تأثير كوفيد-19 على زيادة حالات متلازمة التعب المزمن، حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة ارتفع بمقدار 15 مرة عن المعدل الطبيعي قبل الجائحة. كما بينت أن الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 هم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التعب المزمن بمعدل 8 أضعاف مقارنة بالذين لم يصابوا بالفيروس. هذه الأرقام تشير إلى أن كوفيد-19 لا يؤثر فقط على الأشخاص أثناء فترة الإصابة، بل قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل صحية طويلة الأمد تحتاج إلى علاج ودعم مستمر.
تشير هذه الدراسات إلى أهمية البحث المستمر لفهم متلازمة كوفيد طويل الأمد وكيفية تأثيرها بشكل متفاوت على الفئات المختلفة من الناس.
من الضروري أن يواصل العلماء والأطباء دراسة العوامل البيولوجية والبيئية التي قد تساهم في زيادة عرضة النساء لهذه المتلازمة، والعمل على تطوير علاجات أكثر فعالية للحد من الأعراض وتحسين نوعية الحياة للأشخاص المتضررين.
