مطران القدس يدعو المسيحيين في المشرق إلى التمسك بأوطانهم والبقاء فيها، محذرًا من محاولات تهدف إلى تفريغ المنطقة من وجودهم. وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا في نشر أفكار سامة تهدف إلى زعزعة استقرار المسيحيين واستئصال جذورهم.
رسالة مطران القدس للروم الأرثوذكس للمسيحيين في المشرق
المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، أكد على أهمية البقاء قائلاً: أوجه ندائي لكل المسيحيين في هذه الديار والمشرق أن يحافظوا على ارتباطهم بأوطانهم، فهي تشكل جزءًا جوهريًا من هويتهم. يجب أن تكونوا مسيحيين مخلصين لقيم إيمانكم قبل كل شيء، وأوفياء لأوطانكم التي تحتاج إلى وجودكم ودعمكم لقضايا الحق والعدالة.
وأضاف مطران القدس عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أنه توجد مساعٍ تهدف إلى دفع المسيحيين لمغادرة أوطانهم وتشويه انتمائهم ومسارهم. وشدد على أهمية التحلي بالوعي والحكمة لمواجهة ثقافة الجهل والتطرف والانحراف التي تهدد استقرار المجتمعات.
مطران القدس للمسيحيين التمسك بأوطانهم والبقاء فيها،
أن تكون مسيحياً يعني أن تلتزم بقضايا العدالة والحرية والكرامة الإنسانية، حيث لا يجوز للمسيحي أن يقف صامتاً أمام الظلم أو امتهان كرامة أي إنسان. نحن ندعو إلى السلام، ولكن سلامنا هو السلام الذي يحمي حرية وكرامة الإنسان الفلسطيني، وليس سلام الاستسلام والخضوع.
في هذا الزمن الذي تزداد فيه وسائل التواصل الاجتماعي المليئة بالسموم التي تحاول اقتلاعكم من جذوركم الإيمانية والوطنية، من الضروري أن تتحلوا بالحكمة.
احرصوا على التحلي بوعي عميق يمكنكم من التمييز بين الحق والباطل. ندرك تماماً حجم التحديات وصعوبة الأوضاع، ولكن الخيار الوحيد الذي يجب علينا التمسك به هو الصمود والبقاء في هذه الأرض، لنكون بمثابة الملح والخميرة ومصدراً للخير والبركة لهذه الأرض المقدسة وشعبها الذي يعاني.
مطران القدس نسأل الله أن يحفظ المسيحيين في وطننا
كونوا صوتاً ينادي بالحق والعدالة، ولا تستسلموا لمن يريدون عزلنا وتقوقعنا بعيداً عن محيطنا ومجتمعنا. فالمسيحية ليست مجرد كتاب مقدس نقرأه، بل هي حياة نحياها بكل تفاصيلها في كل وقت وظرف.
نسأل الله أن يحفظ المسيحيين في وطننا وفي هذا المشرق، وأن يحفظ شعبنا وسائر شعوب المنطقة في هذا الزمن. علينا أن نعيش قيم المحبة بأبهى صورها، وأن ننبذ ثقافة الكراهية والعنصرية والطائفية من حياتنا.
