تُعدّ أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا المحور الرئيس الذي يؤدي الدور الأهم بدعم الشبكة الوطنية في البلاد، الذي يتصدر أولويات القطاع.
وتتوزع هذه المحطات في مواقع إستراتيجية لتلبية احتياجات المناطق المختلفة، معتمدةً على تقنيات متنوعة بين الغازية، والبخارية، والكهرومائية.
ورغم دور أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا في تأمين الكهرباء، فإنها تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتلوث، ونقص الوقود، وتداعيات الحرب، كما تظل عنصرًا رئيسًا في البنية التحتية الوطنية.
ووفقًا لبيانات قطاع الكهرباء السوري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تختلف المحطات من ناحية القدرات الإنتاجية، إذ تُعدّ محطة دير علي الأبرز باستطاعتها الكبيرة، في حين إن محطة بانياس تعاني من تحديات بيئية حادّة.
أمّا محطة حلب الحرارية، فقد عادت مؤخرًا إلى العمل بعد أضرار جسيمة، مما يعكس جهود إعادة الإعمار، ومن جهة أخرى، يمثّل سد الطبقة نموذجًا بارزًا للطاقة الكهرومائية.
وفي هذا السياق، يقدّم هذا التقرير نظرة تفصيلية على كل محطة من المحطات الـ5، موضحًا قدراتها الإنتاجية، وتقنياتها، وأبرز التحديات التي تواجهها.
محطة دير علي الحرارية
تعدّ محطة دير علي الحرارية، الواقعة جنوب دمشق، من أكبر المنشآت الكهربائية في سوريا، بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 1500 ميغاواط.
وتتألف المحطة من دائرتين مركبتين، تحتوي كل منهما على عنفتين غازيتين وأخرى بخارية، باستطاعة 250 ميغاواط لكل عنفة.
بدأ مشروع التوسع الثاني للمحطة في عام 2011، وشُغِّلَ تجريبيًا عام 2019، ما أضاف 750 ميغاواط إضافية للشبكة، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 670 مليون يورو (697.62 مليون دولار أميركي).
وتُعدّ دير علي الأهم ضمن أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا بفضل كفاءتها العالية وقدرتها الإنتاجية، وتعمل المحطة بشكل رئيس على الغاز مع إمكان استعمال المازوت.
محطة توليد جندر
تقع محطة توليد جندر على بعد 30 كيلومترًا جنوب محافظة حمص، وتبلغ استطاعتها الإجمالية 1290 ميغاواط.
وتعتمد المحطة على تقنية الدورة المركبة، إذ تستعمل الحرارة الناتجة عن العنفات الغازية لتوليد بخار يُشغّل عنفات بخارية إضافية.
وتضم المحطة 4 مجموعات غازية ومجموعتين بخاريتين، ما يجعلها من بين أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا، بفضل كفاءتها وتنوُّع تقنياتها.
محطة حلب الحرارية
تُعدّ محطة حلب الحرارية إحدى المحطات الإستراتيجية في شمال سوريا، التي توفر الكهرباء للمناطق المحيطة، إذ تتألف من 5 مجموعات بخارية بطاقة إجمالية 1100 ميغاواط، ما يجعلها إحدى الركائز الأساسية بين أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا.
تعرضت المحطة لأضرار جسيمة خلال الحرب السورية، ما أدى إلى توقُّفها عن العمل في 2015، ومع ذلك، عادت المجموعة الخامسة إلى الخدمة في 2022 بطاقة 200 ميغاواط.
سدّ الطبقة
يُعد سدّ الطبقة، المعروف أيضًا بسدّ الفرات، أحد أهم مشروعات الطاقة الكهرومائية في سوريا.
بُني السد في عام 1955، وتبلغ قدرته الإجمالية 880 ميغاواط، ويضم 8 مجموعات توليد، تبلغ طاقة كل منها 110 ميغاواط، وفق بيانات قطاع الكهرباء السوري لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وإلى جانب دوره في إنتاج الكهرباء، يسهم السدّ في الري وتنظيم المياه، ما يجعله جزءًا مهمًا من البنية التحتية للطاقة في البلاد، ومثالًا بارزًا على نجاح المشروعات الكهرومائية.
محطة بانياس
تقع محطة بانياس شمال غرب سوريا، وهي إحدى أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا، إذ بُنيت على مرحلتين، الأولى دُشّنت عام 1982 والثانية عام 1989، باستطاعة إجمالية 680 ميغاواط.
وتعتمد المحطة على الوقود الثقيل، مما يجعلها مسؤولة عن نسبة كبيرة من التلوث في المنطقة.
وتواجه محطة بانياس تحديات بيئية كبيرة بسبب انبعاثاتها، ما يثير انتقادات واسعة، ومع ذلك، تظل المحطة عنصرًا حيويًا في تأمين الكهرباء للبلاد.
محطة الزارة
تُعدّ محطة الزارة في حماة واحدة من أحدث المحطات في البلاد، وتعمل باستطاعة إجمالية قدرها 660 ميغاواط، موزعة على 3 مجموعات بخارية.
وتعتمد المحطة بشكل رئيس على الغاز، مع إمكان استعمال الفيول عند الحاجة، وتتميز بوجود أنظمة متقدمة لإدارة الكهرباء والصيانة، ما يجعلها نموذجًا للتطور التقني بين أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا.
الخلاصة
تشكّل أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا العمود الفقري لشبكة الكهرباء الوطنية، إذ تسهم في تلبية الطلب المتزايد رغم التحديات، ما يعكس ضرورة أن تحظى بعمليات صيانتها وتطويرها بأولوية قصوى من جانب الحكومة الجديدة.
فمن دير علي ذات الإنتاجية الأعلى إلى سدّ الطبقة الذي يجسّد إمكانات الطاقة الكهرومائية، تؤدي كل محطة دورًا محوريًا في تلبية الاحتياجات المتزايدة.
ومع استمرار جهود التطوير وإعادة التأهيل، تظل هذه المحطات أملًا لعودة وتعزيز استقرار الكهرباء في سوريا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- مشروع توسعة محطة دير علي من موقع رئاسة مجلس الوزراء في سوريا.
- إطلاق مجموعة التوليد الخامسة من محطة حلب الحرارية بعد تأهيلها من موقع رئاسة مجلس الوزراء