أخبار عاجلة
زميل مرموش يفجر مفاجأة حول رحيله عن فرانكفورت -

التربية الدينية ضمن المجموع في البكالوريا ..تحتاج إعادة نظر

التربية الدينية ضمن المجموع في البكالوريا ..تحتاج إعادة نظر
التربية الدينية ضمن المجموع في البكالوريا ..تحتاج إعادة نظر

التربية الدينية ضمن المجموع في البكالوريا تحتاج إعادة نظر، القيم والمبادئ لا تُغرس فجأة في سن المراهقة، بل تحتاج إلى سنوات طويلة من التربية والتوجيه، التربية على الأخلاق والسلوكيات السوية تبدأ منذ نعومة أظافر الطفل، عبر مواقف الحياة اليومية التي تشكل وجدانه. فكيف يمكن للطالب الذي لم يتلقَ توجيهًا دينيًا كافيًا خلال سنوات التعليم الأساسي أن يتعامل فجأة مع مادة دينية مضافة للمجموع؟ القرار يبدو وكأنه محاولة متأخرة لسد فجوة تربوية عميقة تراكمت مع مرور السنوات.

 

 

مراهق يبحث عن هوية أم طالب مثقل بالضغوط؟

 

المراهق في هذه المرحلة الحساسة يتأرجح بين الرغبة في الاستقلالية والاحتياج إلى التوجيه، وهو ما يتطلب مناهج دينية عميقة تلبي احتياجاته النفسية والفكرية. لكن المناهج الحالية غالبًا ما تتسم بالسطحية، فتقدم مفاهيم الدين بشكل نظري بعيد عن التفاعل مع قضايا المراهقين مثل الحجاب، الطهارة، السلوكيات اليومية، والعلاقات الاجتماعية. كيف ننتظر من الطالب أن يتقبل منهجًا لم يُصمم أصلًا للإجابة عن أسئلته الملحة؟

 

بين منهجين منفصلين وعدالة غائبة

 

قرار إدخال التربية الدينية ضمن المجموع  فى نظام البكالوريا يضعنا أمام تحدٍ جوهري: هل نقدم منهجًا موحدًا لجميع الطلاب أم نفصل بين منهجي الدين الإسلامي والمسيحي؟ المنهج الموحد يفتقد إلى الخصوصية والعمق، بينما المناهج المنفصلة تخلق إشكالية عدم تكافؤ الفرص بسبب اختلاف المحتوى ومستويات الصعوبة. كيف يمكن أن نضمن أن امتحانات التربية الدينية ستُجرى بعدالة تامة بين جميع الطلاب؟ هذا التساؤل يفتح بابًا واسعًا أمام احتمالات غياب الإنصاف في توزيع الدرجات.

 

الامتحانات بين الإنصاف والتعقيد

 

النظام الحالي للامتحانات يعتمد على نسخة موحدة لضمان تكافؤ الفرص، فكيف سيتم تطبيق هذا المبدأ على مادة تختلف في محتواها باختلاف ديانة الطالب؟ غياب معايير موحدة لتقييم الامتحانات يهدد بتحقيق العدالة في توزيع الدرجات، خاصةً في ظل نظام تنسيق جامعي يعتمد كليًا على المجموع النهائي. هذه الفجوة قد تخلق بيئة تعليمية غير عادلة تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الطلاب.

 

التربية الدينية بين المعرفة والتربية القيمية

 

عندما تتحول مادة التربية الدينية إلى مادة أكاديمية تضاف إلى المجموع فى شهادة البكالوريا، فإنها تفقد جوهرها التربوي والوجداني. سيصبح التركيز منصبًا على حفظ المعلومات بدلًا من فهمها وتطبيقها، وسنشهد ظهور سوق جديدة للدروس الخصوصية والمذكرات المختصرة، مما يحول الدين إلى أرقام ودرجات بدلًا من كونه سلوكًا وممارسة. فهل هذا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه؟

 

حلول بديلة لتعزيز القيم دون إثقال الكاهل

 

إذا كان الهدف الحقيقي هو تعزيز اهتمام الطلاب بدينهم، فهناك حلول أكثر واقعية وفاعلية من إدخال المادة ضمن المجموع. يمكن رفع نسبة النجاح في مادة التربية الدينية إلى 70% بدلًا من 50% دون إدخالها في المجموع، ما سيجعل الطالب أكثر التزامًا بدراستها. كما يمكن تنظيم ندوات وورش عمل بالتعاون مع الأزهر والكنيسة، وتقديم حوافز للطلاب للمشاركة في أنشطة دينية وثقافية تساهم في تعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية.

 

أعباء اقتصادية تضاف إلى كاهل الأسر

 

إضافة مادة جديدة إلى المجموع  فى شهادة البكالوريا تعني زيادة الطلب على الدروس الخصوصية، مما يشكل عبئًا اقتصاديًا إضافيًا على الأسر. الأسر تعاني بالفعل من تكاليف التعليم المرتفعة، وإضافة الدين إلى المجموع ستفتح بابًا آخر للإنفاق دون تحقيق فائدة تعليمية حقيقية. كيف نطالب الأسرة بتحمل المزيد من التكاليف في ظل الظروف الاقتصادية الحالية؟

 

نحو منهج ديني متكامل يبدأ من الطفولة

 

الحل الأكثر فاعلية هو بناء منهج ديني شامل يبدأ من المراحل الابتدائية ويتدرج مع الطالب حتى الثانوية. يجب أن يكون هذا المنهج متكاملًا ومتوازنًا بين المعلومات الدينية والتطبيقات الحياتية، لينمو مع الطالب ويصبح جزءًا من شخصيته. التعليم المبكر للقيم الدينية هو السبيل الأفضل لغرس الأخلاق والسلوكيات السوية، بدلًا من محاولة تعويض هذا الغياب في سن متأخرة.

 

قرارات غير مدروسة أم غياب للرؤية؟

 

القرارات التي تخص مستقبل التعليم يجب أن تكون مبنية على دراسات علمية وتربوية شاملة. إدخال التربية الدينية ضمن المجموع قرار يحمل أبعادًا اجتماعية ونفسية واقتصادية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. غياب التخطيط المدروس قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مما يجعل الطالب والأسرة ضحية لقرارات غير مدروسة.

 

التربية ليست سباقًا للدرجات بل رحلة بناء متكاملة

 

التربية لا تقاس بالدرجات ولا تتحقق بإضافة مادة للمجموع، بل هي عملية مستمرة تبدأ منذ الصغر وتستمر مدى الحياة. القيم والأخلاق لا تُفرض عبر الامتحانات، بل تُغرس عبر المواقف اليومية والتعليم المتدرج. قبل أن نفكر في إضافة الدين للثانوية العامة، يجب أن نعود خطوة إلى الوراء لنُعيد بناء منظومة التعليم القيمي في المراحل المبكرة. 

 

ختامًا... أين المنطق في هذا القرار؟

 

لسنا ضد تعليم الدين أو تعزيز القيم، بل نؤمن بأهميته في بناء شخصية متوازنة. لكن إدخال التربية الدينية ضمن المجموع بهذه الطريقة يفتقر إلى الرؤية الشاملة والتخطيط المتكامل. التربية ليست قرارًا يُفرض فجأة، بل هي مشروع متكامل يبدأ منذ الطفولة. إذا أردنا حقًا جيلًا ملتزمًا بقيمه وأخلاقه، فعلينا أن نبدأ من الجذور، لا أن نحاول إصلاح ما أفسدته السنوات في اللحظة الأخيرة.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13 يناير 2025.. للصائمين في رجب
التالى قبل أسبوع من تنصيب ترامب.. إيران تجري تدريبات قرب منشأتين نوويتين