أخبار عاجلة
النصر الإماراتي يهتم بخدمات زياش‎ -

أمطار غزيرة تضيع قرب سواحل المغرب .. تفسيرات علمية لظاهرة "مُحيرة"

أمطار غزيرة تضيع قرب سواحل المغرب .. تفسيرات علمية لظاهرة "مُحيرة"
أمطار غزيرة تضيع قرب سواحل المغرب .. تفسيرات علمية لظاهرة "مُحيرة"

أمطار غزيرة تتهاطل على بُعد كيلومترات قليلة من سواحل الواجهة الأطلسية للمملكة مقابل استمرار جفاف على طول مناطق اليابسة، ظاهرةٌ وصفها البعض بـ”المُحيرة” تابَعها ورصدها عدد من المتابعين لشؤون المناخ وأحوال الطقس خلال الأيام القليلة الماضية، قبل أن يتساءلوا عن السبب في استمرار محاذاة السحب الممطرة للسواحل المغربية وعدم استفادتها منها مقابل هطولها في بلدان أوروبية مجاورة.

وفي محاولة لتفسير الظاهرة، تواصلت جريدة هسبريس الإلكترونية مع المديرية العامة للأرصاد الجوية، التي أكدت إمكانية تفسير ذلك بـ”تأثير المرتفع الإفريقي الذي يجلب معه كتلا هوائية جافة وحارة من الجنوب ويحُول دون وصول كتل رطبة من المحيط الأطلسي؛ مما يعزز استقرار الأجواء ويحد من تشكل السحب الممطرة ووصولها إلى المغرب”.

“عوامل جوية معقدة”

حسب المعطيات التي توصلت بها هسبريس، فإن عدم هطول الأمطار في المغرب واقتصارها على المحيط الأطلسي وأوروبا الغربية، خلال هذه الفترة، يعود إلى تفاعل عوامل جوية معقدة.

وبسطت المديرية التابعة لوزارة التجهيز والماء أهم هذه العوامل المؤثرة شارحة، من خلال صور للأقمار الاصطناعية مدت بها هسبريس، أن “امتداد المرتفع الإفريقي وقوة المرتفع الآصوري وتموقع التيار النفاث”.

وأوضحت الأرصاد الجوية، على لسان مسؤول التواصل بها، أن “المرتفع الإفريقي، الذي يتشكل فوق الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا، يكون بمثابة حاجز مانع لتقدم المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الأطلسي، مقابل تحريكه لكتل هوائية جافة وحارة تعزز استقرار الأجواء”.

بدوره، يمثل “المرتفع الآصوري” “حاجزا إضافيا لمرور الاضطرابات الجوية”، أوردت مديرية الأرصاد حسب تتبعها للظاهرة، مبرزة أن “التيار النفاث شبه المداري، إذا كان بعيدا أو ضعيفا، فإنه يقلل من فرص وصول المنخفضات الجوية الباردة الضرورية لتشكل الأمطار فوق المملكة”، مردفة بأنه “عندما يتزامن قوة المرتفع الإفريقي مع تيار نفاث بعيد أو ضعيف يؤدي ذلك إلى منع تقدم المنخفضات الجوية واستقرار الأجواء؛ ما يفسر عدم هطول الأمطار في المغرب… وقد تتغير هذه الظروف لاحقا مع تحرك الأنظمة الجوية”.

وجوابا عن سؤال “هل هناك عوامل أخرى غير مباشرة فاعلة في ذلك؟”، أشار مسؤول التواصل بالأرصاد الجوية المغربية إلى تزايد أثر “التغيرات المناخية العالمية مثل ظاهرة “النينيو” (أو “النينيا”)، التي يمكنها أن تؤثر على أنماط الطقس في المنطقة”؛ بالإضافة إلى تذبذب شمال الأطلسي (NAO) هو ظاهرة مناخية تعكس التغيرات في فرق الضغط الجوي بين منطقة الضغط المرتفع فوق الآصور ومنطقة الضغط المنخفض فوق آيسلندا”.

وأبرزت المعطيات العلمية ذاتها أن الدينامية المناخية المُحفزة على وصول الأمطار إلى المغرب تتطلب “توازنا دقيقا بين عوامل جوية عديدة؛ بما فيها ضعف المرتفع الآصوري والمرتفع الإفريقي في مناطق المغرب، فإذا كان المرتفع الآصوري ضعيفا أو متحركا، فإنه يسمح بوصول المنخفضات الجوية الممطرة عند ابتعاد المرتفع الإفريقي”. كما أن اقتراب “التيار النفاث” (تيار هوائي سريع يتحرك على ارتفاعات عالية في الغلاف الجوي) من المغرب أو جنوب أوروبا يساعد على توجيه المنخفضات الجوية نحو مناطقنا؛ إذ بإمكانه “التيار النفاث القوي تعزيز نشاط المنخفضات وزيادة فرص هطول الأمطار”.

كما يعد “هبوط الكتل الهوائية الباردة من الشمال أو من الشمال الشرقي” عاملا مساعدا في وصول أمطار، بالإضافة إلى توفر شروط مناخية مجتمعة هي “امتداد الجبهة المدارية الرطبة” التي تساعد في صعود كتل مدارية رطبة من الجنوب أو الجنوب الغربي للبلاد، إلى جانب نشاط المنخفضات الأطلسية وتدفق الرطوبة من المحيط، وتأثير التضاريس”، حسب المعطيات الرسمية.

ولفتت المعطيات التي توفرت لهسبريس الانتباه إلى “تأثير المرحلة السالبة من تذبذب شمال الأطلسي (NAO-)، بضُعف الفرق في الضغط الجوي بين منطقتي الآصور وآيسلندا، المفضي لتغيرات في أنماط الطقس، خاصة في أوروبا وشمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب”.

“اختلال الآلة الجوية”

من جانبه، أبرز محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن ظاهرة محاذاة السحب الممطرة للسواحل المغربية وعدم استفادتها منها مقابل هطولها في بلدان أوروبية مجاورة تتعلق أساسا بـ”اختلال طال ميكانيزمات اشتغال الآلة الجوية” حسب توصيفه، مشددا على أن “توزيع الحرارة على سطح الأرض يختلف بشكل كبير عن المعتاد، مع ارتفاع ملموس لها فوق المحيط الأطلسي، وليس فوق اليابسة”.

وفي تفسيرات بسطها لجريدة هسبريس، أكد قروق أن “المحيط الأطلسي يلعب دورا كبيرا في تغذية الغلاف الجوي بالطاقة الإضافية للآلة الجوية”، مدققا بأن “التيار النفاث القطبي يتسبب عادة في هطول الأمطار في منطقة المغرب وغرب أوروبا؛ غير أنه صار متموجا في الفترة الباردة الحالية، وهو ما كان قد أعاد الأمطار الغزيرة بين سنوات 2006 و2016”.

وحسب خبير المناخ، فإن “انخفاض درجات الحرارة حاليا في الصحراء الكبرى الإفريقية عامل مؤثر يجب ألا يغيب عن تحليل هذا الوضع، بوصفه يؤدي إلى استقرار الضغط السطحي الشاسع”، لافتا إلى حركية “التموج في التيار الغربي في طريقه نحو الأعلى بشكل يدفع الكتل الحارة نحو الشمال، وحين نزوله فإنه يأتي بالبرودة نحو شمال إفريقيا”. كما يعمل “المنخفض الجوي الموجود غرب إنجلترا على جلب الهواء الموجود في الجنوب بقوة سريعة جدا؛ ما يسرع امتصاص الكتل الهوائية الرطبة التي يمكن أن تُمطر في المغرب ويجلبها إلى الشمال”، حسب المتحدث.

وتابع قروق شارحا: “المرتفع الصحراوي يمكن أن يتغير بسرعة، بينما المرتفع الآصوري مستقر؛ ولكنه في وضعية ضَعف هذا العام مقارنة مع السنوات السابقة التي شهدت ظاهرة النينيو التي كانت توفر طاقة إضافية للمناخ”، مسجلا أن “استقرار الضغط الصحراوي يؤثر على هطول الأمطار، والالتواءات تضمن استمرارها”؟

وختم الأستاذ الجامعي المختص في علم المناخ: “طالما أن الضغط الصحراوي مستقر فوق دول شمال إفريقيا، فإننا انتظار الأمطار قد يطُول مع بقاء الالتواءات؛ لأنها تضمن هطولها فوق المغرب”، متوقعا “زوال أثر الضغط الصحراوي في أقرب وقت ممكن”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس السيسى للمصريين: "جيشنا وشرطتنا ملك مصر مش حد تانى"
التالى الرئيس السيسي: كلما زادت الشائعات والأكاذيب كلما زاد الاستهداف للدولة