وسط خريطة اقتصادية متغيرة، تتقدم مصر بخطى ثابتة نحو موقع الريادة الإفريقية، بينما تتصارع دول القارة على النفوذ الاقتصادي ومصادر الثروة المتنوعة، فمن يتصدر السباق في 2025؟
مشهد اقتصادي إفريقي متحول
في عام 2025، لا تبدو إفريقيا كما كانت قبل عقد مضى. فقد أكد تقرير صادر عن موقع “Brand Vision Insights” أن الاقتصادات الإفريقية تشهد تحولات نوعية، تتجاوز الموارد الطبيعية التقليدية، إلى تنويع استراتيجي في مصادر الدخل والاندماج في الأسواق العالمية.
وصرّح خبراء الاقتصاد أن صعود الناتج المحلي الإجمالي في عدد من الدول الإفريقية لا يُعزى فقط إلى النفط أو الذهب، بل إلى سياسات اقتصادية ذكية، واتجاهات سكانية شابة، واستثمارات في البنية التحتية والخدمات.
1. جنوب إفريقيا – 410 مليارات دولار
لا تزال جنوب إفريقيا في الصدارة كأغنى اقتصاد إفريقي. وبحسب التقرير، فإن قوة جنوب إفريقيا تستند إلى قاعدة صناعية متينة، وقطاع تعدين عالمي يُنتج الذهب، البلاتين، والماس.
وفي ذات السياق، لفت المحللون إلى أن الاستقرار المالي وتطور القطاع الخدمي، لا سيما السياحة، أصبحا يشكلان دعامة متنامية للناتج المحلي الإجمالي، ما يرسّخ من موقع الدولة في الساحة الاقتصادية الدولية.
2. مصر – 347 مليار دولار
احتلت مصر المرتبة الثانية في التصنيف، مدفوعة باقتصاد متنوع يشمل السياحة، الزراعة، التصنيع، البترول، والغاز. كما تلعب قناة السويس دورًا استراتيجيًا في تعزيز مكانة مصر كممر اقتصادي عالمي.
وقال محللون إن الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، وقطاع التكنولوجيا، والتنمية العمرانية، جعلت من مصر واحدة من أكثر الاقتصادات مرونة في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.
وفي السياق ذاته، أشاد التقرير باستراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة، خصوصًا في مجالات مثل تصنيع الأغذية، والمنسوجات، وقطاع البناء.
3. الجزائر – 269 مليار دولار
يعتمد الاقتصاد الجزائري بشكل شبه كامل على صادرات النفط والغاز، مما يجعله عرضة لتقلبات أسعار الطاقة. وأكد التقرير أن ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة ساهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي، رغم بقاء قطاعات أخرى مثل الزراعة والبناء في المرتبة الثانية.
وفي هذا الإطار، دعا خبراء الاقتصاد الحكومة الجزائرية إلى تكثيف جهود تنويع الاقتصاد، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
4. نيجيريا – 188 مليار دولار
أوضح التقرير أن نيجيريا، صاحبة أكبر عدد سكان في إفريقيا، تجمع بين ثروة نفطية هائلة وسوق استهلاكية ضخمة. ومع ذلك، لا يزال اقتصادها هشًا أمام صدمات أسعار النفط، ما يستدعي دعم القطاعات غير النفطية مثل الزراعة، الاتصالات، والخدمات المصرفية.
وصرّح الخبراء أن إمكانيات نيجيريا تظل غير مستغلة بالكامل بسبب مشاكل البنية التحتية والفساد الإداري.
5. المغرب – 166 مليار دولار
أصبح المغرب مركزًا إقليميًا في تصنيع السيارات والطائرات، إلى جانب دوره القيادي في تصدير الفوسفات والزراعات الموسمية.
وأشار التقرير إلى أن السياحة، والخدمات المالية، والاستثمارات الأجنبية، تساهم بشكل متزايد في تنويع الاقتصاد المغربي.
وقال مراقبون إن التخطيط الاقتصادي طويل الأجل والتكامل مع أوروبا يمنح المغرب مزايا تنافسية في محيطه الإفريقي.
6. كينيا – 132 مليار دولار
تتبوأ كينيا موقعًا استراتيجيًا في شرق القارة، حيث تشهد نيروبي تحولا متسارعًا نحو مركز مالي ولوجستي. وبحسب التقرير، فإن الزراعة – خصوصًا الشاي والقهوة – لا تزال تحتفظ بمكانتها، في حين تسجل قطاعات الخدمات والنقل والبنية التحتية نموًا مضطردًا.
7. إثيوبيا – 117 مليار دولار
أوضح التقرير أن إثيوبيا تشهد نموًا اقتصاديًا ملحوظًا بفضل مشروعات ضخمة في البنية التحتية، وزيادة الإنتاج الزراعي، لا سيما في البن، الجلود، والمنسوجات.
وفي ذات السياق، حذر خبراء التنمية من أن استمرار هذا الزخم يتطلب تحقيق استقرار سياسي، وتوسيع قاعدة التصنيع.
8. أنجولا – 113 مليار دولار
النفط يمول إعادة الإعمار.. لكن ماذا بعد؟
تعتمد أنجولا بشدة على صادرات النفط والماس، والتي تمول عمليات إعادة البناء بعد عقود من الحرب الأهلية. وأشار التقرير إلى وجود جهود لتطوير قطاعات الزراعة والثروة السمكية، لكن الاعتماد على النفط لا يزال العائق الرئيسي أمام التنوع الاقتصادي.
9. كوت ديفوار – 94 مليار دولار
كأكبر مصدر للكاكاو في العالم، تعتمد كوت ديفوار على الزراعة التصديرية بشكل رئيسي. وفي ذات الإطار، أكد التقرير أن الاستقرار السياسي والتحسينات في البنية التحتية، خصوصًا حول ميناء أبيدجان، ساهمت في استقطاب استثمارات جديدة.
10. غانا – 88 مليار دولار
تتمتع غانا بثروة من الذهب والنفط والكاكاو، مدعومة باستقرار سياسي يميزها عن جيرانها. كما أشار التقرير إلى أن الخدمات المالية، والاتصالات، والتجارة تضيف توازنًا مهمًا للاقتصاد.
هل تتجه إفريقيا نحو عصر جديد من الازدهار؟
يوضح هذا التصنيف أن إفريقيا لم تعد قارة الموارد فقط، بل قارة الفرص والاستراتيجيات الذكية. فبينما لا تزال بعض الدول رهينة النفط والغاز، تشهد أخرى انطلاقة حقيقية نحو التنوع والتكامل مع الأسواق العالمية.
وصرّح عدد من الخبراء أن مستقبل القارة سيتحدد من خلال تحقيق العدالة الاقتصادية، وتوسيع التعليم والاستثمار في الإنسان، ورفع كفاءة الحوكمة. ففي ظل هذه المقومات، قد تكون إفريقيا هي المفاجأة الاقتصادية للعالم في العقود المقبلة