أخبار عاجلة
قرار جديد من الزمالك تجاه كونراد ميشالاك -

الموسيقار والملحن الراحل محمد بن عبد السلام .. قامة فنية سامقة لن تموت

الموسيقار والملحن الراحل محمد بن عبد السلام .. قامة فنية سامقة لن تموت
الموسيقار والملحن الراحل محمد بن عبد السلام .. قامة فنية سامقة لن تموت

ولد محمد بن عبد السلام بمدينة سلا سنة 1932، وفي سن الثامنة التحق بالميتم البيضاوي، حيث بدأ تعلم الموسيقى على يد الأستاذ أحمد زنيبر.

في هذه الفترة تعلم الموسيقى مع فنانين كبار أمثال عمرو الطنطاوي، وصالح الشرقي، ومحمد السميرس، وأخيه عباس السميرس، وعلي عاكب..

بعد عودته إلى مدينة سلا، قام بتأسيس “جوق الاتحاد السلاوي”، الذي اكتسب شهرة واسعة داخل وخارج أسوار المدينة. وفي سنة 1954 سينضم الراحل إلى جوق “راديو ماروك” تحت قيادة أحمد البيضاوي، الذي كان مقره بزنقة البريهي، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية حاليا، كعازف على آلة الكمان ومعه خليط من كبار العازفين من “جوق التقدم الرباطي” الذي كان يرأسه الراحل عبد النبي الجراري، وجوق “الاتحاد السلاوي” الذي كان يرأسه الراحل محمد بن عبد السلام ليتكون الجوق من فنانين كبار أمثال الراحل الكبير عبد القادر الراشدي، وإسماعيل أحمد، وعبد الرحيم السقاط، ومحمد وعباس السميرس، وأحمد الشجعي، وأيضا الكبير المعطي بنقاسم كعازف على آلة الكونتروباص.

في بداية الستينيات ستزور المغرب الفنانة التونسية الكبيرة عليا فتنبهر بسحر ألحان الراحل محمد بن عبد السلام فتقوم بغناء القطعة الرائعة والصامدة إلى يومنا هذا “أنا من أنا”، وهي من شعر إيليا أبو ماضي ليتغنى بها الشعب المغربي قاطبة وتقوم الراحلة عليا بجولة فنية بالمغرب فقط لأجل عيون هذه الأغنية.

في سنة 1963 سيأمر الراحل الملك الحسن الثاني بتأسيس أجواق جهوية ليلتحق الراحل عبد القادر الراشدي كرئيس لجوق طنجة والراحل الكبير محمد بن عبد السلام كرئيس لجوق مدينة مكناس الجهوي. هناك سيقدم الأصوات التي لن ينساها المغاربة كالراحل محمد الإدريسي ورائعته “عندي بدوية”، والفنانة لطيفة الجوهري وأغنية “كان لازم نتفارقوا”، والراحل إدريس واكواكو ورائعة “يا زهرة جيبي الصينية وكوبي الشاي ليك وليا وفرقي على الحباب”، ويقدم أعمالا أخرى تغنى بها جميع المغاربة.

خلال سنة 1966 وبأمر من صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني سيقوم بتلحين مع الراحل العربي الكوكبي أول أوبيريت في تاريخ المملكة المغربية “أوبيريت بناة الوطن”، التي قام بكتابتها الراحل أحمد الطيب العلج وأخرجها الراحل فريد بنمبارك، وكانت من بطولة أحمد الطيب العلج، وعبد الواحد التطواني، ومحمد حسن الجندي، وإسماعيل أحمد، وأحمد العمري، وعزيز موهوب، وإدريس التادلي إلخ.

لعب الراحل محمد بن عبد السلام دوراً محورياً في إثراء الفن العصري المغربي في بداية الاستقلال، حيث قام باكتشاف وتقديم أصوات ناشئة ساهمت بشكل كبير في تشكيل الهوية الفنية المغربية وتحقيق تقدم كبير في الساحة الفنية.

من هذه الأصوات الفنانة بهيجة إدريس وأختها أمينة إدريس، ومحمد الإدريسي، وإدريس واكواكو، والفنانة لطيفة الجوهري، وعبد الوهاب الدكالي، ثم لاحقا سنوات السبعينيات ابنته غيثة بن عبدالسلام وغيرها من الأصوات التي داعبت أذن المستمع المغربي، بالإضافة إلى تلحينه للعديد من الأغاني الناجحة، مثل أغنية “الظروف” لعبد الهادي بلخياط، التي منعت من الإذاعة لأسباب سياسية، حيث إن ظهورها صادف انعقاد مؤتمر الدول العربية بالمغرب.

وكانت الأجواء متوترة بين بعض رؤساء هذه الدول، مما دفع المسؤولين عن الإعلام إلى منع هذه الأغنية بشكل مؤقت، وكذلك رائعة ”الصنارة”، لكن تبقى أغنية “عيشي عيشي يا بلادي عيشي”، التي كتب كلماتها الشاعر علي الحداني وقام بأدائها الراحل الفنان محمود الإدريسي، القطعة الوطنية التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب جميع المغاربة، حيث تُغنى في المناسبات الوطنية وتعبر عن مشاعر الفخر والولاء للوطن.

رحل الراحل محمد بن عبد السلام، صباح يوم الخميس 9 يناير 2025، بعد معاناة طويلة مع المرض في منزله بمدينة الرباط، تاركًا بصمة واضحة في تاريخ الأغنية المغربية. رحل والجميع يشهد أنه كان فنانًا متواضعًا لم يعتمد على الجدال أو الضجة الإعلامية لجلب الأنظار إليه، بل كان عمله الفني هو الذي يجلب الأنظار إليه، على عكس العديد من الفنانين في هذه الأيام الذين يعتمدون على ثقافة “البوز” والصراع لجلب الانتباه والبقاء كوجوه معروفة، فالعديد من المغاربة لا يعرفون وجه الراحل لكن يعرفون أعماله.

رحل الفنان الكبير محمد بن عبد السلام، لكن القليلين يعرفون أنه كان أيضًا رجلًا عامًا ومسؤولًا محليًا أشرف على تسيير الشأن المحلي لمدينة سلا كمنتخب، حيث عمل على تحسين أوضاع المدينة وتطويرها. ويعتبر الراحل نموذجًا للفنان المسؤول والمعني بالشأن العام.

وأخيرا تبقى نقطة الضوء الرائعة هي برقية التعزية والمواساة من جلالة الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان محمد بن عبد السلام، التي أعرب فيها جلالته عن تأثره العميق بوفاته، داعياً الله تعالى أن يغمره بواسع رحمته. هذه البرقية تعكس الاحترام والتقدير الذي يحظى به الفنان محمد بن عبد السلام والفن المغربي من المؤسسة الملكية، وتؤكد على دور الراحل في تاريخ الفن المغربي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سوهاج.. إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بالأسلحة النارية بأخميم
التالى مصرع فتاة ألقت بنفسها من علي كوبري أخميم الجديد بسوهاج