ارتفعت أسعار النفط هامشيًا خلال تعاملات اليوم الخميس 30 يناير/كانون الثاني (2025) في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية وسط ترقب لموقف رسوم ترمب الجمركية.
يأتي ذلك مع تأهب الأسواق لتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا، أكبر موردين للنفط الخام إلى الولايات المتحدة، وانتظار اجتماع لمنتجي أوبك+.
وارتفعت مخزونات النفط الأميركية نحو 3.5 مليون برميل بأكثر من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، لتصعد للمرة الأولى في 10 أسابيع متتالية، ليصل الإجمالي إلى 415.1 مليون برميل، ما أدى إلى حالة تقلب في الأسواق.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني، على ارتفاع بنحو 1.5% لتتخلى عن مكاسب الجلسة الماضية، وسط مؤشرات على زيادة المعروض.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:51 صباحًا بتوقيت غريتنش (09:51 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2025، بنسبة 0.08%، لتصل إلى 76.64 دولارًا للبرميل.
كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس/آذار 2025، بنسبة 0.08%، لتصل إلى 72.68 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتواجه أسواق النفط رياحًا معاكسة إثر بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، بعد أن أعلنت بكين انكماشًا غير متوقع بنشاط التصنيع في يناير/كانون الثاني، فضلًا عن توقعات تحسّن الطقس في أوروبا وأميركا، مما يشير إلى تدهور توقعات الطلب.
وكانت أسعار النفط قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها خلال عدّة أسابيع في وقت مبكر من هذا الأسبوع، إذ أثارت أنباء الاهتمام المتزايد بنموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة لشركة "ديب سيك" (DeepSeek) الصينية الناشئة المخاوف بشأن الطلب على الطاقة لتشغيل مراكز البيانات، مما هزّ قطاع الطاقة عمومًا.
تحليل أسعار النفط
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت يوم الثلاثاء إن ترمب لا يزال يعتزم الوفاء بوعده بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك يوم السبت المقبل 1 فبراير/شباط.
وعلى صعيد الطلب، ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 3.46 مليون برميل الأسبوع الماضي، متجاوزة تقديرات المحللين لزيادة قدرها 3.19 مليون برميل، إذ أثرت العواصف الشتوية التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي على الطلب.
وعلى جانب العرض، قال التجار إن صادرات النفط الخام من المواني الغربية لروسيا في فبراير/شباط من المقرر أن تنخفض بنسبة 8% عن خطة يناير/كانون الثاني مع تعزيز موسكو لتكريرها، بعد أن أدت العقوبات الأميركية الأخيرة إلى تقليص صادرات الخام.
ويتطلع المستثمرون أيضًا إلى اجتماع لجنة المراقبة الوزارة لتحالف أوبك+، التي تضم لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاء من الخارج بقيادة روسيا المقرر عقده في 3 فبراير/شباط.
وقالت قازاخستان إن تحالف أوبك+ من المقرر أن يناقش جهود ترمب لزيادة إنتاج النفط الأميركي واتخاذ موقف مشترك بشأن هذه المسألة.
ودعا ترمب منظمة أوبك وأعضائها الرئيسين، المملكة العربية السعودية، إلى خفض أسعار النفط، قائلًا: "إن القيام بذلك من شأنه أن ينهي الصراع في أوكرانيا"، كما وضع أجندة لزيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز إلى الحد الأقصى، وهو الأكبر بالفعل في العالم.
ومع ذلك، يعتقد المحللون أن حرب أسعار النفط بين الولايات المتحدة وأوبك+ غير مرجحة لأنها قد تضر كليهما.
وقال محللون في بي إم آي (BMI) أحد أقسام مجموعة فيتش: "إن حرب أسعار النفط مع الولايات المتحدة قد تدفع منتجي أوبك+ بتعظيم إنتاجهم وهو ما قد يؤدي إلى دفع إنتاج النفط الصخري إلى الانخفاض".
ويتوقعون أن ينخفض سعر خام برنت إلى أقل من 50 دولارًا، إذ يمكن لـ "أوبك+" إضافة أكثر من 5 ملايين برميل من النفط يوميًا في طاقته الاحتياطية، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وتُطبّق 8 دول من تحالف أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا، تخفيضات طوعية تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، منذ يناير/كانون الثاني 2024 وتم تمديدها لنهاية الربع الأول 2025، إلى جانب خفض طوعي آخر قدره 1.65 مليونًا مستمر لنهاية 2026.
يأتي ذلك فضلًا عن سياسة إلزامية يتبعها التحالف لخفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتم تمديده مؤخرًا إلى نهاية 2026.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
