حسمت الحكومة المصرية مصير الطلاب المدرجين على برامج المنح الأمريكية، وقررت تحمل النفقات الدراسية لـ 1077 طالبًا مصريًا مستفيدًا من منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية US AID.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد مساعدات بلاده الخارجية 90 يومًا لحين تقييمها، فيما ستتكفل الجامعات الحكومية بمصروفات الطلاب حتى انتهاء الفصل الدراسي الثاني، وسلطت شبكة سي إن إن الأمريكية الضوء على القرار المصري.
وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية: "تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر منذ أكثر من 40 عامًا، قدمت خلالها مساعدات بلغ إجماليها 30 مليار دولار- وفق الموقع الرسمي للوكالة - شملت ملفات عدة، أبرزها الصحة والحوكمة والاقتصاد والتعليم.
وفي الملف الأخير، توفر الوكالة منحًا دراسية مجانية للطلاب المصريين للدراسة في 13 جامعة مصرية حكومية وغير حكومية."
وقدمت الوكالة قرابة 145 منحة دراسية من خلال برنامج المنح الجامعية و227 منحة دراسية من خلال برنامج رواد وعلماء مصر، في العام الماضي، وبعد قرار إدارة ترامب، تلقى الطلاب المستفيدون من منح الوكالة الأمريكية، رسائل عبر البريد الإلكتروني بوقف الاستفادة من المنح. وبعدها عقد المجلس الأعلى للجامعات اجتماعًا طارئًا قرر خلاله التزام الجامعات بكافة المخصصات والمصروفات الدراسية التي كانت تخصصها الوكالة للطلاب، البالغ عددهم 1077 طالبًا حتى انتهاء الفصل الدراسي الثاني، وكذلك دعم الطلاب لمواجهة أي تحديات مستقبلية.
وفور صدور قرار المجلس الأعلى للجامعات، أعلنت جامعة عين شمس تكفلها بالمصروفات الدراسية لطلاب المنح، بما في ذلك تقديم الدعم الأكاديمي والإقامة بالمدن الجامعية بنفس المستوى الذي اعتادوا عليه، بشرط الالتزام بالمعايير الأكاديمية والانضباط كما أعلن المجلس تحمل الجامعة الأمريكية نفقات الطلاب المصريين المسجلين بالمنحة، وعددهم 200 طالب خلال الفصل الدراسي الثاني.
وقال أحد الطلاب المستفيدين من منحة الوكالة الأمريكية: إن "الطلاب تلقوا رسائل عبر البريد الإلكتروني بوقف تحمل الوكالة المصروفات للمنح الدراسية لمدة 90 يومًا، ولذا خاطبنا وزارة التعليم العالي للتدخل لمعرفة مصيرنا بعد هذا القرار المفاجئ".
وأضاف: أن "وزارة التعليم العالي قرّرت تحمل الجامعات المصروفات الدراسية حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي، وسننتظر بعدها موقفنا من استكمال المنحة من عدمه، والذي سيحدده الرئيس الأمريكي ترامب".
طالب الدارسون الوكالة الأمريكية بالاستمرار في تحمل مصروفات تكلفة المنح الدراسية خاصة وأن الفصل الدراسي الثاني بمعظم الجامعات سيبدأ قريبًا، قائلين: "إذا كانت الوكالة الأمريكية لن تستكمل المنحة، فيجب أن يكون هناك بدائل لتحمل مصروفات المنحة، لأن الطلاب لن يستطيعوا تحمل تكلفة هذه المصروفات".
وحصل الدارسون المنتفعون بالمنح على مجموع مرتفع بمرحلة الثانوية العامة بنسبة 87% أو أعلى، وتقدموا للوكالة الأمريكية للاستفادة من برنامج المنح الدراسية المجانية بالجامعات المصرية، وتم قبولهم بالمنحة بعد عدة اختبارات لتحقيق حلمهم بالحصول على شهادة جامعية، وإنشاء مشروعهم الخاص، ولذا يتمنون استكمال المنحة، وأشار أحد الطلاب المستفيدين من المنحة الأمريكية إلى أنه تم إبلاغ طلاب برنامجي المنح الجامعية ورواد وعلماء مصر، الممولين من الوكالة الأمريكية، بتعليق تمويلها لمدة 90 يومًا، رغم قرب بدء الفصل الدراسي الثاني، لافتا أن المصروفات تختلف من طالب لآخر على حسب تخصصه ودراسته.
وأوضح أن "الوكالة الأمريكية تتحمل كل مصروفات الدراسة للطلاب المستفيدين وكذلك تكاليف الإقامة ومصروف شهري لكل طالب، وننتظر معرفة إذا كانت وزارة التعليم العالي ستتحمل فقط المصاريف الدراسية والإقامة فقط، دون سداد مصروف شهري للطالب، الذي ينفقه في الأمور الدراسية مثل شحن باقات الإنترنت لدراسة بعض المواد التعليمية إلكترونيًا، وكذلك ننتظر معرفة إذا كانت الجامعات ستتحمل مصروفات الطلاب لحين انتهاء دراستهم الجامعية حال توقف المنحة بشكل نهائي".
وأشار إلى أن وقف المنح الدراسية للوكالة الأمريكية من شأنه أن "يؤثر سلبًا على مستقبل الطلاب المستفيدين من المنحة، الذين لا يمكنهم تحمل المصروفات الدراسية للطلاب لاستكمال دراستهم الحالية، وكذلك لا يمكنهم العودة مرة ثانية للدراسة في جامعات حكومية بسبب انتهاء فترة التنسيق الجامعي لهؤلاء الطلاب".