ذكرت صحيفة تورنتو ستار الكندية أن إسرائيل ستبقى "إلى أجل غير مسمى" على قمة جبل الشيخ في سوريا، وتسعى إلى إقامة علاقات ودية مع الدروز.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ والمنطقة الأمنية إلى أجل غير مسمى لضمان أمن مجتمعات مرتفعات الجولان والشمال، وجميع سكان إسرائيل".
ومن المتوقع أن تبقى القوات الإسرائيلية التي استولت على أرض استراتيجية في جنوب سوريا بعد سقوط بشار الأسد على قمة جبل الشيخ ذي الموقع الاستراتيجي "إلى أجل غير مسمى" على الرغم من مزاعم إسرائيل في ديسمبر الماضي بأن وجودها هناك سيكون "مؤقتًا" فقط.
وأضاف يسرائيل كاتس: "لن نسمح لقوات معادية بتأسيس نفسها في المنطقة الأمنية في جنوب سوريا... سنعمل ضد أي تهديد"، وتسعى إسرائيل إلى تقليل مخاطر الاحتكاكات المحلية من خلال تكوين صداقات مع السكان الدروز، الذين أعلن قادتهم عن تمسكهم بوطنهم السوري.
وقال كاتس إن إسرائيل ستتواصل مع "السكان الودودين" في منطقة جنوب سوريا، "مع التركيز على المجتمع الدرزي الكبير الذي لديه علاقات تاريخية وعائلية وثيقة مع إخواننا الدروز في إسرائيل".
ويطل جبل الشيخ، وهو مجموعة ضخمة من قمم الجبال المغطاة بالثلوج التي تطل على الحدود السورية اللبنانية، على ريف دمشق وكذلك مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، والتي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب الشرق الأوسط عام 1967.
وتقول إسرائيل إن قواتها اتخذت مواقع داخل منطقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة داخل سوريا، وقد غامر البعض منها بالخروج منها. وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إن هذه التحركات كانت محدودة ومؤقتة، لضمان أمن الحدود الإسرائيلية.
وقد تعرضت الخطوة الإسرائيلية إلى الأراضي السورية لانتقادات شديدة من جانب عدد من الدول والأمم المتحدة، التي دعت إلى سحب القوات، وكانت إسرائيل قد استولت على المنطقة منزوعة السلاح على الهضبة الاستراتيجية، بعد ساعات فقط من إطاحة المتمردين السوريين بالرئيس المخلوع بشار الأسد من السلطة.
ومنذ ذلك الحين، شن الجيش الإسرائيلي مئات الضربات الجوية والبحرية ضد الأصول العسكرية السورية، مستهدفا كل شيء من مخازن الأسلحة الكيماوية إلى الدفاعات الجوية لمنعها من الوقوع في أيدي المتمردين.
وقال المتحدث باسم كاتس آنذاك: "نظرا للوضع في سوريا، فإن الحفاظ على وجودنا على قمة جبل الشيخ له أهمية أمنية بالغة، ويجب بذل كل ما في وسعنا لضمان جاهزية (الجيش) في الموقع لتمكين المقاتلين من البقاء هناك على الرغم من الظروف الجوية الصعبة".
تجدر الإشارة إلى أن جبل الشيخ هو أعلى قمة في سوريا، وكان يضم منذ فترة طويلة نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في قمته، وفي تبريره لتوغل إسرائيل، زعم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت إن انهيار حكم الأسد خلق "فراغًا على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة" وأضاف: "هذا الانتشار مؤقت إلى أن يتم إنشاء قوة ملتزمة باتفاقية الهدنة لعام 1974 ويمكن ضمان الأمن على حدودنا".
واستولت إسرائيل على معظم مرتفعات الجولان من سوريا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، واحتفظت بالمنطقة خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 وفي عام 1981 ضمت المنطقة في خطوة لم تعترف بها إلا الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.
ويتوقع مايكل هورويتز، الخبير في الجغرافيا السياسية الإقليمية، أن تظل القوات الإسرائيلية في المنطقة لعدة أشهر، مضيفًا: "هناك أيضا مسألة محددة تتعلق بجبل الشيخ، وهي نقطة استراتيجية لأنها تهيمن على ثلاث دول (لبنان وسوريا وإسرائيل)"، كما قال هورويتز: "في ظل الفوضى الحالية، ونظرا لتشكيلة الحكومة الإسرائيلية، أعتقد أن الإغراء سيكون قويا جدا للبقاء على الجانب السوري من جبل الشيخ، حتى في الأمد البعيد".