في إطار تفعيل البرامج الثقافية والتربوية الهادفة إلى تنمية القدرات العلمية والمعرفية للنزلاء نظم السجن المحلي ببني ملال لقاءً تكوينياً تحت عنوان: “فن الكتابة باللغة العربية: القدرات الإبداعية والإمكانات العلاجية”.
هذا النشاط، الذي يأتي في سياق انفتاح المؤسسات السجنية على محيطها الخارجي، يندرج ضمن الجهود التي تبذلها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لتعزيز الإدماج الاجتماعي والثقافي للنزلاء.
وأطر هذا اللقاء التكويني نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في مجالات العلوم الإنسانية والقانونية وعلم النفس، إذ شاركت فيه الدكتورة وردة برطيع، أستاذة التعليم العالي ورئيسة مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية بمراكش، إلى جانب الأستاذة زينب الفاتحي، من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والدكتورة خديجة فخري، من جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال؛ بالإضافة إلى الدكتورة أمال ولي الدين، الأخصائية في علم النفس التربوي. كما حضر اللقاء الفنان والممثل المغربي إسماعيل الباشري، الذي أضاف بعداً فنياً وإبداعياً إلى الفعالية.
وتناول اللقاء موضوع الكتابة باللغة العربية كوسيلة للتعبير عن الذات وإطلاق القدرات الإبداعية الكامنة، حيث ناقش المشاركون الدور العلاجي للكتابة في تحسين الصحة النفسية وتعزيز الثقة بالنفس لدى النزلاء. وأكدت الدكتورة وردة برطيع أن “الكتابة ليست مجرد أداة للتعبير، بل وسيلة للتحرر من القيود النفسية والاجتماعية، خاصة في ظروف الاعتقال”. من جهتها أشارت الدكتورة أمال ولي الدين إلى أهمية الأنشطة الثقافية في تعزيز الصحة النفسية للنزلاء، معتبرة أن “الكتابة تساعد على تفريغ المشاعر السلبية وبناء شخصية أكثر توازناً”.
وتخللت اللقاء فقرات فنية وفكاهية من تنشيط نزيلات ونزلاء المؤسسة السجنية، حيث أظهروا مواهبهم الإبداعية في مجالات مختلفة، ما لاقى استحساناً كبيراً من الحضور. وكان النشاط فرصة لإبراز القدرات الفكرية والمعرفية للنزلاء، وإثبات أن الإبداع لا يعرف حدوداً، حتى في أصعب الظروف.
ويأتي هذا النشاط في إطار سلسلة من البرامج الثقافية التي تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وتهدف إلى تعزيز انفتاح المؤسسات السجنية على محيطها الخارجي، وتوفير فرص للتكوين والتأهيل للنزلاء.
وفي هذا الصدد أكد المنظمون أن مثل هذه المبادرات تسهم في إعادة تأهيل النزلاء وإعدادهم للاندماج بشكل إيجابي في المجتمع بعد الإفراج عنهم؛ كما أبرزوا أن اللقاءات التكوينية تعكس الجهود المبذولة لتحويل المؤسسات السجنية من مجرد أماكن للعقاب إلى فضاءات للإصلاح والتأهيل، من خلال تعزيز القدرات الإبداعية والمعرفية للنزلاء، ما يسهم في بناء مستقبل أفضل لهم، مؤكدين أن الفن والثقافة يمكن أن يكونا من الأدوات القوية للتغيير الإيجابي.