أخبار عاجلة

«بيتريقوا عليا يا ماما».. هل اختل توازن ريناد عادل أم انتحرت؟ (القصة الكاملة)

«بيتريقوا عليا يا ماما».. هل اختل توازن ريناد عادل أم انتحرت؟ (القصة الكاملة)
«بيتريقوا عليا يا ماما».. هل اختل توازن ريناد عادل أم انتحرت؟ (القصة الكاملة)

"بيتريقوا عليا يا ماما"، بتلك الكلمات عبرت طفلة عن المأساة التي توجهها خلال مرحلة طفولتها، والتي من المفترص أن تكون أفضل أيامها، ولكن كان للقدر رأي آخر، حيث شهدت مدينة الإسكندرية في مصر حادثًا مؤلمًا هز المجتمع بأسره.

تنمر زملاء المدرسة يدفع ريناد عادل للقفز من الطابق الثامن

حيث أقدمت الطفلة ريناد عادل، البالغة من العمر 12 عامًا، والمقيمة في منطقة نوتردام بالإسكندرية، على القفز من الطابق الثامن لمبنى مدرستها، بعدما تعرضت لظاهرة التنمر من قبل زملائها في المدرسة. 

وما جعل الحادث أكثر ألمًا هو الرسالة التي تركتها الطفلة لوالدتها قبل أن تضع حدًا لحياتها، حيث كتبت فيها: "بيتريقوا عليا يا ماما"، وذكرت أسماء المتنمرين الذين تسببوا في معاناتها.

767.jfif
طفلة تقفز من الطابق الثامن بسبب زملائها  

تنمر الأطفال في المدارس

تعد ظاهرة التنمر من المشاكل الاجتماعية والنفسية الخطيرة التي تؤثر بشكل كبير على الأطفال في مراحلهم الدراسية، وتشير الدراسات إلى أن التنمر في المدارس له آثار مدمرة على صحة الأطفال النفسية والجسدية، ويمكن أن يؤدي إلى تدني تقدير الذات، والانعزال الاجتماعي، والاكتئاب، وفي أسوأ الحالات، مثلما حدث مع ريناد، يمكن أن يؤدي إلى الانتحار.

والتنمر يمكن أن يأخذ عدة أشكال، مثل السخرية من المظهر، أو التنمر اللفظي، أو العنف الجسدي، أو حتى التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حالة ريناد عادل، فإن التنمر كان يشمل السخرية من شكلها الخارجي، ما جعلها تشعر بالعزلة واليأس، ولم تتمكن من تحمل الألم النفسي الناجم عن ذلك.

العوامل المؤثرة في انتشار التنمر في المدارس

عوامل متعددة قد تساهم في انتشار ظاهرة التنمر داخل المدارس. من أهم هذه العوامل:

البيئة المدرسية غير الداعمة: في بعض الأحيان، لا يتخذ المعلمون والإدارة المدرسية الإجراءات اللازمة لمكافحة التنمر. عدم وجود توجيه أو مراقبة صارمة يمكن أن يساهم في تفشي الظاهرة.

ضعف التواصل بين الطالب والأسرة: إذا لم يشعر الطفل بأنه يستطيع التحدث مع والديه أو أي شخص بالغ موثوق به عن معاناته، فقد يختار السكوت ويواجه مشاكله بمفرده، كما حدث مع ريناد.

الثقافة المدرسية السلبية: في بعض المدارس، يُمكن أن تكون ثقافة التسلط والتفرقة سائدة بين الطلاب، مما يعزز من مشاعر الخوف والضغط النفسي لدى الأطفال الذين يعانون من التنمر.

التأثيرات الاجتماعية والإعلامية: في بعض الأحيان، قد تتأثر بعض الأطفال بالأفكار السلبية التي تُروج عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، مما يدفعهم للتنمر على الآخرين بهدف الشعور بالقوة أو التفوق.

آثار التنمر على الأطفال

إن آثار التنمر على الأطفال تتجاوز الآلام الفورية، بل يمكن أن تكون لها عواقب طويلة الأمد على صحتهم النفسية والعاطفية. الطفل الذي يتعرض للتنمر بشكل مستمر قد يعاني من:

الاكتئاب والقلق: الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يمكن أن يشعروا بالحزن المستمر، ويعانون من نوبات قلق شديدة تؤثر على حياتهم اليومية.

انخفاض الثقة بالنفس: قد يفقد الطفل الذي يتعرض للتنمر ثقته في نفسه، ويشعر بأنه أقل قيمة من الآخرين.

العزلة الاجتماعية: بسبب السخرية والرفض، قد يبتعد الطفل عن الآخرين ويشعر بالوحدة.

الأفكار الانتحارية: في أسوأ الحالات، يمكن أن يصل الطفل إلى مرحلة يعتقد فيها أن الموت هو الحل لإنهاء معاناته، كما حدث مع ريناد.

اقرأ أيضا

الخطوات الضرورية لمكافحة التنمر في المدارس

لمكافحة ظاهرة التنمر، يجب أن يتخذ المجتمع المدرسي خطوات فاعلة للحد من انتشار هذه الظاهرة المؤذية. بعض الحلول الفعالة تشمل:

التثقيف والتوعية: يجب أن يتم توعية الطلاب والمعلمين حول آثار التنمر وكيفية التصرف في حالات التنمر. يتم ذلك من خلال ورش عمل، ندوات، ودورات تدريبية.

إجراءات صارمة ضد المتنمرين: يجب أن تكون هناك سياسات واضحة في المدارس لمعاقبة المتنمرين. هذه السياسات يجب أن تشمل تحذيرات ومتابعة مستمرة لضمان عدم تكرار السلوكيات السلبية.

تعزيز دعم الصحة النفسية: يجب أن يتوافر في المدارس فريق مختص بالصحة النفسية يساعد الطلاب على التعامل مع المشاكل النفسية التي قد تواجههم، بما في ذلك التنمر.

تشجيع التواصل مع الأسرة: من المهم أن يتم التواصل المستمر بين المعلمين وأسر الطلاب. في حال تعرض الطالب للتنمر، يجب على المدرسة أن تتعاون مع الأسرة لمتابعة حالة الطفل والعمل على حل المشكلة.

دور الأقران: تشجيع الطلاب على أن يكونوا جزءًا من الحل عن طريق دعم بعضهم البعض وحماية زملائهم من التنمر يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين البيئة المدرسية.

قصة ريناد عادل هي تذكير مؤلم بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربة التنمر في المدارس. إذا لم يتم علاج هذه الظاهرة بشكل فعال، فإن الأطفال مثل ريناد قد يتعرضون لمزيد من الألم النفسي والعاطفي الذي قد يقودهم إلى اتخاذ قرارات مأساوية. من المهم أن يعمل الجميع، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والمجتمع، بشكل مشترك لضمان بيئة مدرسية آمنة وصحية للأطفال، حيث يمكنهم النمو والتعلم دون الخوف من التنمر.

اقرأ أيضا

عقوبات التنمر في أماكن العمل ووسائل النقل

في خطوة هامة لمكافحة الجرائم المستحدثة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، يأتي القانون رقم 185 لسنة 2023 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، ليشدد العقوبات على جرائم مثل التعرض للغير، التحرش الجنسي، والتنمر، خصوصًا عند ارتكاب هذه الجرائم في أماكن العمل أو وسائل النقل أو من قبل شخصين أو أكثر.

نصوص القانون وتفاصيل العقوبات

نص القانون على تشديد العقوبات في حالة ارتكاب هذه الجرائم في الأماكن العامة أو الخاصة أو باستخدام وسائل التقنية الحديثة. وبموجب التعديل الجديد:

الجرائم في الأماكن العامة أو الخاصة: يعاقب كل من يتعرض للآخرين بأي شكل من الأشكال الجنسية أو الإباحية، سواء بالكلام أو الفعل أو باستخدام وسائل الاتصال الإلكترونية أو أي وسائل أخرى، بالحبس لمدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن أربع سنوات، مع غرامة تتراوح بين مائة ألف جنيه و200 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

الجرائم في أماكن العمل أو وسائل النقل: إذا ارتكبت هذه الجرائم في أماكن العمل أو وسائل النقل أو من قبل شخصين فأكثر، أو كان الجاني من الأشخاص الذين لهم سلطة على المجني عليه (مثل الوالدين، أو المسؤولين عن التربية، أو المعلمين)، فالعقوبة تكون الحبس لمدة لا تقل عن سنة مع غرامة تتراوح بين عشرين ألف جنيه ومائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

الظروف المشددة:

وفي حال اجتمع ظرفان أو أكثر من الظروف المشددة، مثل ارتكاب الجريمة في مكان العمل أو من قبل شخص له سلطة على المجني عليه، فإن العقوبة تتضاعف، مع زيادة في الحد الأدنى للعقوبة.

أهداف القانون وأثره على المجتمع

يهدف هذا القانون إلى مواجهة ظاهرة الجرائم الاجتماعية المستحدثة التي باتت تؤثر بشكل ملحوظ على الأفراد والمجتمع ككل. مثل هذه الجرائم تؤدي إلى تدمير العلاقات الإنسانية داخل المجتمع، وقد تُترك آثارًا نفسية جسيمة على المجني عليهم، ما يجعل من الضروري اتخاذ خطوات حاسمة للحد منها.

كما يُظهر القانون التزام الدولة بتوفير بيئة آمنة للجميع، سواء في أماكن العمل أو وسائل النقل، وضمان الحماية من أي نوع من أنواع التحرش أو التنمر. هذا التشديد في العقوبات يُعد رادعًا قويًا لأي محاولة للقيام بهذه الأفعال الإجرامية في المجتمع.

يعد القانون رقم 185 لسنة 2023 خطوة هامة نحو الحد من الجرائم الاجتماعية المستحدثة، ويعكس حرص الدولة على حماية حقوق الأفراد ومنع أي انتهاك لكرامتهم في أي مكان، سواء كان في العمل أو في وسائل النقل أو في أي بيئة أخرى.

تابع أحدث الأخبار عبر google news

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كتلة هوائية قطبية تعبر شمال إفريقيا: أمطار غزيرة، ثلوج كثيفة، ورياح عاتية تهدد الاستقرار الجوي
التالى العصبة تعلن برنامج الجولة 19 من البطولة مع تأجيل مبارتين