نظام الكابرانات يفتح أبوابه راكعا لشروط فرنسا في التفاصيل،
في خطوة تعكس ضعف النظام الجزائري أمام الضغوط الخارجية، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان رسمي، عن تقديم تسهيلات جديدة لأفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، لتيسير دخولهم إلى البلاد والخروج منها، وذلك حتى نهاية ديسمبر 2025.
وأكد البيان أن هذه التسهيلات تشمل إمكانية الدخول والخروج باستخدام جواز سفر أجنبي مرفق ببطاقة تعريف وطنية بيومترية، حتى وإن كانت منتهية الصلاحية، أو جواز سفر جزائري بيومتري منتهي الصلاحية.
يأتي هذا القرار بعد تقارير إعلامية أشارت إلى تعرض الجزائر لضغوط مباشرة من باريس، على خلفية توترات سابقة في ملف الهجرة وترحيل المقيمين الجزائريين بطريقة غير قانونية.
ويرى مراقبون أن هذه التسهيلات تمثل استجابة جزائرية واضحة لشروط فرنسية، خصوصًا بعد تهديد باريس بمنع “الكابرانات” وأفراد عائلاتهم من دخول الأراضي الفرنسية.
في المقابل، دعا وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، إلى إلغاء اتفاقية 2013 التي تسمح للنخبة الجزائرية بالسفر إلى فرنسا بدون تأشيرة.
واعتبر دارمانان أن هذه الاتفاقية تمنح مزايا غير مبررة، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات انتقامية لحماية المصالح الفرنسية.
التوترات بين البلدين شهدت تصعيدًا إضافيًا بعد حادثة ترحيل المؤثر الجزائري المعروف بـ”بوعلام”، الذي رحلته فرنسا إلى الجزائر، قبل أن ترفض السلطات الجزائرية السماح له بالدخول وتعيده إلى باريس في اليوم نفسه.
هذه الحادثة كانت بمثابة القشة التي عمقت الأزمة بين النظام الجزائري وباريس، وأظهرت هشاشة الموقف الجزائري في التعامل مع الضغوط الفرنسية.
يثير هذا المشهد تساؤلات حادة حول مدى استقلالية نظام الكابرانات في مواجهة الإملاءات الخارجية، خصوصًا من فرنسا، التي لطالما لعبت دورًا مؤثرًا في سياسات الجزائر الداخلية والخارجية.
ويرى مراقبون أن ما حدث يعد صفعة جديدة للنظام الجزائري، الذي بات يرضخ لضغوط القوى الأجنبية بدلًا من حماية سيادة قراره.
