جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، تمسكه بخطته لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، مؤكداً أن البلدين سيفعلان ذلك، في إشارة إلى استجابتهما لضغوط واشنطن.
ترامب: قدمنا لهم الكثير.. وسوف يفعلون ذلك
خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض، سُئل ترامب عما إذا كان سيسعى لإجبار مصر والأردن على استقبال الفلسطينيين من غزة، فرد قائلاً بثقة: "نعم، سيفعلان ذلك، سيفعلان ذلك، سيقومان بذلك".
وعندما سأله أحد الصحافيين عن سبب اعتقاده بأن القاهرة وعمّان ستقبلان الخطة رغم رفضهما المعلن، أجاب ترامب: "نحن نقدم لهم الكثير، وسوف يفعلان ذلك"، ملمحًا إلى إمكانية ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية لتحقيق ذلك.
مستشار ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل
في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، الأربعاء، قال آدم بوهلر، مستشار ترامب الخاص لشؤون الرهائن، إن على مصر والأردن اقتراح "حل بديل" إذا لم يكونا مستعدين لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب اقتراح ترامب خطة "تطهير غزة"، التي تدعو إلى إبعاد السكان الفلسطينيين من القطاع، وهي رؤية يتبناها اليمين الإسرائيلي المتشدد.
مبعوث ترامب: غزة غير صالحة للسكن
بدوره، قال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إن إعادة إعمار غزة قد تستغرق من 10 إلى 15 عامًا، معتبرًا أن القطاع "غير صالح للسكن".
وفي تصريحات لموقع "أكسيوس"، أكد ويتكوف أنه لم يناقش مسألة نقل سكان غزة مع الرئيس ترامب مباشرة، لكنه أشار إلى أن الوضع في القطاع يستدعي "إيجاد حلول جذرية".
في مواجهة هذه التصريحات، شددت مصر والأردن على رفضهما القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، واعتبارها خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
السيسي: لن نشارك في الظلم
خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، مشيرًا إلى أن الشعب المصري سيرفض هذا المقترح بشدة.
وأضاف السيسي بلهجة حاسمة: "لو أنا طلبت من المصريين هذا الأمر، سيخرجون جميعًا إلى الشوارع ليقولوا لي: لا، لا تشارك في ظلم".
الخارجية المصرية: موقف ثابت لا يتغير
أكدت وزارة الخارجية في بيان رسمي تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، ورفضها القاطع لأي مساس بالحقوق الفلسطينية، سواء من خلال الاستيطان، أو ضم الأراضي، أو التهجير القسري.
على الجانب الأردني، أكدت عمان أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية مرفوضة تمامًا، باعتبارها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وكان الملك عبد الله الثاني قد صرّح في أكثر من مناسبة بأن "الأردن لن يكون بديلاً عن فلسطين، ولن يقبل بأي مشاريع تنال من حقوق الفلسطينيين".
هل تنجح ضغوط ترامب؟
في ظل التصعيد الدبلوماسي بين واشنطن وكل من القاهرة وعمان، يطرح مراقبون تساؤلات حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستنجح في فرض خطتها، أم أن الموقف الحاسم لمصر والأردن سيجبر واشنطن على التراجع أو البحث عن بدائل أخرى.