تواصل مصر جهودها الحثيثة لتطوير صناعة تكرير النفط وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، من خلال تنفيذ مشروعات طموحة تستهدف تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين كفاءة الإنتاج.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أطلقت شركة أسيوط لتكرير البترول مشروعًا جديدًا لإنتاج الكهرباء باستعمال الطاقة الشمسية بقدرة 10 ميغاواط، بدعم من منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي؛ ما يمثّل 10% من إجمالي استهلاكها من الكهرباء سنويًا.
ويأتي هذا المشروع في إطار إستراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية، التي تهدف إلى تحسين كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة في قطاع التكرير؛ إذ تسعى الوزارة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري؛ بما يُسهِم في تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل التكاليف التشغيلية للمصافي.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة أسيوط لتكرير البترول على تنفيذ مشروع آخر لتدوير مياه الصرف الصناعي، وهو ما سيمكّنها من توفير نحو 2 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، فضلًا عن تقليل النفقات التشغيلية بنحو 1.5 مليون دولار سنويًا؛ ما يدعم توجه الدولة نحو تعزيز كفاءة استهلاك الموارد المائية.
وفي إطار تحسين الأداء الصناعي، أنهت الشركة مشروع تجديد مراوح التبريد بجهاز التقطير، الذي سيسهم في استرجاع نحو 125 طنًا شهريًا من منتج البوتاجاز؛ ما يعادل توفيرًا سنويًا يقدر بنحو 720 ألف دولار، إضافةً إلى الحد من الانبعاثات الضارة الناجمة عن عمليات التكرير.
تعزيز الاستدامة البيئية في المصافي
تسعى وزارة البترول والثروة المعدنية إلى تعزيز الاستدامة البيئية في المصافي المصرية من خلال تنفيذ تقنيات متطورة تسهم في تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه.
وفي هذا السياق، ربطت شركة أسيوط لتكرير البترول مداخن عدد من الأفران بنظام الرصد الذاتي المستمر للانبعاثات الغازية، بالتنسيق مع جهاز شؤون البيئة؛ لضمان الامتثال للمعايير البيئية العالمية، حسبما ورد في بيان وزارة البترول والثروة المعدنية.
كما أنشأت الشركة نظامًا متكاملًا لمعالجة مياه الصرف الصناعي؛ إذ تُستعمل المياه المعالجة لري زراعات نبات الجوجوبا داخل موقع الشركة؛ ما يسهم في تحقيق مكاسب بيئية واقتصادية، من خلال تقليل التصريفات الصناعية وزيادة العائد الاقتصادي لأشجار الجوجوبا.
وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية أوسع تستهدف تحويل المصافي المصرية إلى منشآت صناعية صديقة للبيئة، من خلال تقليل البصمة الكربونية للقطاع، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتطبيق معايير السلامة البيئية داخل مواقع العمل.
التوسع في مشروعات التكرير
في إطار خطتها لرفع كفاءة الإنتاج، تعمل شركة أسيوط لتكرير البترول على تنفيذ خطة استثمارية طموحة، تشمل تكرير 4.2 مليون طن من النفط الخام خلال العام المالي 2025-2026، بهدف تعظيم الاستفادة من الطاقات الإنتاجية المتاحة وتقليل الاعتماد على الواردات النفطية.
وخلال اجتماع الجمعية العامة لاعتماد الموازنة الاستثمارية للشركة، أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، أهمية تطوير صناعة التكرير المصرية وتعزيز قدرتها الإنتاجية، مؤكدًا ضرورة التزام المصافي بأنظمة السلامة؛ لما لها من دور أساسي في استدامة العمليات التشغيلية.
من جانبه، استعرض رئيس شركة أسيوط لتكرير البترول الكيميائي ماجد الكردي، المشروعات الجديدة التي تشمل تحديث الوحدات الإنتاجية، وتوسيع نطاق عمليات التكرير من خلال إنشاء مجمع تقطير جديد، إضافة إلى مشروع استرجاع الغازات لإنتاج النافثا والبوتاجاز.
الطاقة الشمسية في المصافي المصرية
أكد وزير البترول ضرورة تعزيز الاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة؛ بما في ذلك التوسع في استعمال الطاقة الشمسية بالمصافي المصرية، في إطار رؤية الدول لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار بدوي إلى أن مشروعات تطوير قطاع التكرير ستُسهِم في تقليل فاتورة الواردات النفطية، وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المحلية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثل مشروعات التكرير الجديدة في مصر خطوة أساسية نحو تحقيق أمن الطاقة وتحسين الأداء البيئي للمصافي؛ بما يتماشى مع رؤية الدولة لتنمية قطاع النفط وتحقيق التنمية المستدامة.
وتعكس هذه المشروعات التزام الحكومة المصرية بتحقيق توازن بين متطلبات التنمية الصناعية والاعتبارات البيئية، بما يضمن استمرار القطاع البترولي في أداء دور محوري في دعم الاقتصاد الوطني، مع الحد من الآثار البيئية لعمليات التكرير.
ومن خلال هذه المبادرات الطموحة، تواصل مصر ريادتها في مجال تطوير صناعة التكرير، مستندةً إلى أحدث التقنيات البيئية، لضمان مستقبل أكثر استدامة وأمانًا للطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
- شركة أسيوط لتكرير البترول تطلق مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 10 ميغاواط من الحساب الرسمي لمجلس الوزراء في فيسبوك.