الشتاء هو أحد أكثر فصول السنة انتظارًا، ومع ذلك، فهو أيضًا الوقت الذي يعاني فيه العديد من الأشخاص من أمراض موسمية مثل نزلات البرد والإنفلونزا ومشاكل الجهاز التنفسي، فضلاً عن تفاقم أعراض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل والربو، وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن الشتاء في حد ذاته ليس السبب المباشر لهذه الأمراض.
وبينما يلقي الكثيرون باللوم على درجات الحرارة الباردة في العديد من التحديات الصحية، فمن المهم دحض الأساطير الصحية الشائعة التي تميل إلى الظهور خلال هذا الموسم. وفيما يلي بعض هذه المفاهيم الخاطئة الشائعة حسب ما رصد موقع تحيا مصر.
الأسطورة 1: الخروج في البرد سيجعلك مريضًا
الاعتقاد بأن درجات الحرارة الباردة قد تجعلك مريضًا أو تسبب لك عدوى ليس دقيقًا. فالأمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا تسببها الفيروسات، وليس درجة الحرارة. ورغم أن البرودة لا تجعلك مريضًا بشكل مباشر، إلا أنها قد تضعف مناعتك.الجهاز المناعي، مما قد يزيد من قابليتك للإصابة.
وفقًا لموقع Medical News Today، يؤدي انخفاض ضوء الشمس خلال فصل الشتاء إلى انخفاض مستويات فيتامين د، وهو أمر ضروري لوظيفة المناعة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أجريت عام 2015 يذاكرووجد الباحثون أن درجات الحرارة الباردة يمكن أن تقلل من الاستجابة المناعية في خلايا مجرى الهواء.
وعلاوة على ذلك، فإن استنشاق الهواء البارد والجاف يضيق الأوعية الدموية في الجهاز التنفسي العلوي، مما يجعل من الصعب على خلايا الدم البيضاء الوصول إلى الأغشية المخاطية ومحاربة الجراثيم بشكل فعال.
الأسطورة 2: لا تتعرق في الشتاء، لذا لا تحتاج إلى الاستحمام كثيرًا
التعرق هو وسيلة الجسم لتنظيم درجة الحرارة، ومن الصحيح أن التعرق يحدث أكثر عندما يكون الجو حارًا. في الشتاء، قد يكون التعرق أقل وضوحًا، مما قد يعطيك انطباعًا بأنك لست بحاجة إلى الاستحمام. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن جسمك لا يزال ينتج الزيوت ويتخلص من خلايا الجلد، مما قد يتعارض مع نظافتك اليومية، مما يتطلب الاستحمام بانتظام.
الأسطورة 3: تناول المزيد من الطعام في الشتاء يساعدك على البقاء دافئًا
إذا كنت من الأشخاص الذين يعتقدون أنك بحاجة إلى تناول المزيد من الطعام في الشتاء للبقاء دافئًا، فقد حان الوقت لإعادة النظر في هذه الفكرة. في حين أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام في الشتاءأطعمة مريحةقد يدفع ذلك البعض إلى الاعتقاد بأنهم يحتاجون إلى سعرات حرارية إضافية، إلا أن الحقيقة هي أن جسمك لا يحتاج إلى كمية أكبر بكثير من الطعام للحفاظ على الدفء.
صحيح أن الطقس البارد قد يزيد من إنفاق الطاقة للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنك بحاجة إلى زيادة تناول السعرات الحرارية بشكل كبير. فجسمك قادر على التكيف مع درجات الحرارة الباردة من خلال تعديل عملية التمثيل الغذائي واستخدام الطاقة المخزنة. لذا، بدلاً من الإفراط في تناول الطعام، ركز على وجبات متوازنة ومغذية تحتوي على المزيج الصحيح من الدهون والبروتينات والكربوهيدرات.
الأسطورة رقم 4: ارتداء الملابس الدافئة يمنع الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا
رغم أن ارتداء الملابس الدافئة أمر بالغ الأهمية للبقاء مرتاحًا في الشتاء، إلا أن هذا لا يمنع الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا. ومرة أخرى، تنجم هذه الأمراض عن الفيروسات، وليس درجة الحرارة. وينشأ هذا الاعتقاد الخاطئ لأن الناس يقضون وقتًا أطول في الداخل خلال فصل الشتاء، مما يزيد من خطر انتشار الجراثيم. تساعد الملابس الدافئة في تنظيم درجة حرارة الجسم ولكنها لا تحميك من الفيروسات؛ بل إن النظافة المناسبة والتطعيمات تفعل ذلك.
الأسطورة رقم 5: ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في الشتاء أمر خطير
إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي وسيلة رائعة للحفاظ على لياقتك البدنية وتجنب اكتساب الوزن الزائد. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص لديهم انطباع خاطئ بأن ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق في فصل الشتاء أمر خطير. ويرجع هذا بشكل خاص إلى زيادة خطر الإصابة وانخفاض حرارة الجسم وقضمة الصقيع. ولكن هذا ليس هو الحال طالما كنت مستعدًا.
مع المعدات المناسبة والملابس الدافئة، يمكن أن تكون التمارين الرياضية في الطقس البارد آمنة ومنعشة. في الواقع، تعمل التمارين الرياضية في الهواء الطلق على تعزيز جهاز المناعة لديك وتحسين حالتك المزاجية.
وقد نشرت دراسة في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، تناولت عشر تجارب شارك فيها 343 مشاركًا، وقارنت بين الفوائد الصحية لممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق وبين التمارين الرياضية في الأماكن المغلقة. وأظهرت الدراسة 25 مقارنة مهمة، كلها لصالح ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.
