أعلنت السلطات الأمنية في الإدارة السورية الجديدة اعتقال العميد عاطف نجيب، رئيس فرع الأمن السياسي في درعا إبان حكم بشار الأسد، وهو الرجل الذي يُتهم بكونه المسبب المباشر لاندلاع الثورة السورية عام 2011 بعد تعذيبه الوحشي لأطفال درعا، ومن بينهم حمزة الخطيب الذي تحوّل إلى أيقونة للثورة بعد استشهاده تحت التعذيب.
اعتقال جلّاد درعا.. السوريون يحتفون بالقصاص
جاء إعلان اعتقال نجيب بمثابة لحظة انتصار معنوي للسوريين، حيث ضجّت منصات التواصل الاجتماعي باحتفالات واسعة، معتبرين أن سقوطه في قبضة العدالة يمثل انتقامًا رمزيًا لأرواح آلاف الضحايا الذين سقطوا تحت قمع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق.
وأكد مدير مديرية الأمن في محافظة اللاذقية أن نجيب اعتُقل من مخبأه في ريف اللاذقية، حيث كان يختبئ منذ سقوط نظام الأسد، وتم تحويله إلى الجهات القضائية المختصة لمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
انسوا أطفالكم وأنجبوا غيرهم.. كيف أشعل نجيب الثورة السورية؟
يُحمّل السوريون عاطف نجيب مسؤولية مباشرة عن اندلاع الثورة السورية، إذ كان الرجل الذي أمر باعتقال 13 طفلًا من درعا بسبب كتابتهم شعارات مناهضة للنظام على الجدران، منها "إجاك الدور يا دكتور"، والشعب يريد إسقاط النظام، مستوحاة من موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة.
لم يكتفِ نجيب باعتقال الأطفال، بل عرّضهم لأبشع أنواع التعذيب داخل فرع الأمن السياسي بدرعا لمدة 45 يومًا، حيث تم اقتلاع أظافرهم، وصعقهم بالكهرباء، وتعليقهم على الجدران، وصولًا إلى مقتل أحدهم تحت التعذيب، وهو الطفل حمزة الخطيب (13 عامًا)، الذي تحوّل جسده إلى دليل وحشي على جرائم النظام بعد قطع عضوه الذكري بأداة حادة وتشويه ملامحه بالكامل.
وحين توجهت وجهاء درعا وشيوخ العشائر إلى الفرع الأمني للمطالبة بالإفراج عن الأطفال، قوبلوا بجملة مخزية ومهينة من نجيب، حيث قال لهم:
"انسوا أطفالكم وأنجبوا غيرهم، وإن لم تستطيعوا فابعثوا لنا بنسائكم لإتمام المهمة".
من هو عاطف نجيب؟
عاطف نجيب هو ابن خالة بشار الأسد، وُلد في جبلة بمحافظة اللاذقية عام 1960، وتخرّج من الكلية الحربية في حمص قبل أن يلتحق بجهاز المخابرات السورية.
تولّى مناصب أمنية حساسة، من بينها:
رئيس فرع الأمن السياسي في درعا (2009 - 2011).
رئيس فرع الأمن السياسي في منطقة الشيخ محي الدين بدمشق.
مسؤول في قسم التحقيق والدوريات بفرع الفيحاء للأمن السياسي، وهو أحد أكثر الفروع الأمنية شهرةً في عمليات التعذيب.
وبعد اندلاع الثورة السورية وهروبه من درعا، تم نقله إلى دمشق ثم إلى اللاذقية، حيث كان يعمل ضمن الدائرة الأمنية الضيقة للنظام حتى انهياره.
ملاحقة فلول نظام الأسد.. عملية أمنية واسعة النطاق
يأتي اعتقال عاطف نجيب ضمن حملة أمنية تقودها الإدارة السورية الجديدة لملاحقة كبار مسؤولي نظام الأسد الفارين، والذين لعبوا دورًا في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومنذ سقوط النظام، تم تنفيذ عشرات الاعتقالات بحق ضباط ومسؤولين سابقين تورّطوا في الاعتقالات التعسفية، التعذيب، القتل الممنهج، والمجازر التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية.
وتشير التقارير إلى أن الإدارة السورية الجديدة ستواصل هذه العمليات في مختلف المحافظات السورية، لضمان عدم إفلات أي مسؤول متورط في جرائم النظام السابق من المحاسبة.
