يمثّل إنشاء أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا خطوة مبتكرة نحو مستقبل أكثر استدامة، سيُسهم في تعزيز التعاون في مجالات عدة بين البلدين.
ووفقًا لبيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يهدف المشروع إلى إنشاء ممر بحري خالٍ من الانبعاثات بين البلدين، ويُتوقع أن يكون علامة فارقة في تاريخ النقل البحري.
وتُعد الخطوة جزءًا من الجهود الدولية لتحقيق الحياد الكربوني، إذ ستُسهم العبّارات الكهربائية السريعة في ربط الضفتين الأوروبية والأفريقية دون التأثير في البيئة.
وسيُنفّذ أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا بالتعاون بين القطاعَيْن العام والخاص، إذ يهدف إلى تعزيز البنية التحتية للمواني على ضفتَي مضيق جبل طارق، وتحقيق قفزة نوعية في قطاع النقل البحري.
ويُتوقع أن يؤدي الممر الأخضر مع دخوله مرحلة التنفيذ دورًا حيويًا في تقليص انبعاثات الكربون ويضع الأسس لتوسيع الشراكات البينية بين العديد من الدول.
كما سيُسهم الممر البحري في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسبانيا والمغرب، بالإضافة إلى توفير فرصة للمستثمرين والمهنيين في القطاع البحري، ما يخلق فرص عمل جديدة ويعزّز من التكامل بين الاقتصادات.
ويستعرض هذا التقرير ملامح مشروع أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا، الذي يتضمن بناء عبارتين كهربائيتَيْن سريعتَيْن، بالإضافة إلى تجهيز المواني بالبنية الأساسية اللازمة لدعمه.
تفاصيل المشروع
يُعد المشروع الأول من نوعه بين المغرب وإسبانيا، إذ يتيح لأول مرة ربط البلدين من خلال ممر بحري خالٍ من الانبعاثات باستعمال عبارة كهربائية.
وقال رئيس شركة باليريا الإسبانية (Balearia)، أدولفو أوتور مارتينيز، إن المشروع يُعد خطوة مهمة نحو تحديث قطاع النقل البحري وتعزيز التعاون بين ضفتي مضيق جبل طارق.
وأضاف أن مشروع أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا يمثّل نموذجًا للابتكار والتحديث، مشيرًا إلى أن البنية التحتية للمواني ستشهد تحولًا كبيرًا لتتناسب مع متطلبات العبارات الكهربائية.
وأوضح أوتور في معرض "فيتور 2025" أن المشروع سيُسهم بصفة كبيرة في تعزيز ربط إسبانيا والمغرب، وهو جزء من خطة طويلة الأجل تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني.
وتابع: "نحن ملتزمون بتوفير النقل البحري الذي لا يضر البيئة ويُسهم في تقليص انبعاثات الكربون".
من جهة أخرى، أكد كاتب الدولة الإسباني للنقل والتنقل المستدام، خوسيه أنطونيو سانتانو كلافيرو، أن هذا المشروع هو مثال على التعاون المشترك بين البلدَيْن، ويعكس الرغبة في المستقبل المستدام.
وأوضح أن الممر البحري بين طريفة وطنجة سيكون الأسرع والأكثر استدامة بين أوروبا وأفريقيا، وهو ما يعكس التزام البلدين بالبيئة.
يُشار إلى أنه، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فازت شركة باليريا بعقد من هيئة ميناء خليج ألغيسيراس لإدارة خط طريفة-طنجة-المدينة على مدى الأعوام الـ15 المقبلة. وأعطت هيئة الميناء الأولوية للمعايير الفنية والبيئية في منح أول خط أخضر عابر للقارات.
التعاون الاقتصادي
من جهتها، أبدت سفيرة المغرب لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، إشادتها بمشروع أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا، مؤكدة أنه يمثّل قفزة نوعية في التعاون بين الجانبين.
وقالت بنيعيش، إن المشروع لا يقتصر على الفوائد البيئية فحسب، بل يمثل أيضًا فرصة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وأضافت أن المشروع سيُسهم في دعم العلاقات الثنائية، لا سيما في إطار تنظيم كأس العالم 2030، وهو ما يمثّل فرصة لتعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وبدوره، أشار رئيس هيئة المواني في الجزيرة الخضراء، خيراردو لاندالوسي، إلى أن هذا الخط البحري المستدام يمثّل فخرًا لكلا البلدين، وسيعزّز من التعاون المشترك في إدارة الموانئ.
وأضاف أن مشروع أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا سيكون له دور كبير في تقوية الروابط الاقتصادية والتجارية بين ضفتي المضيق، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون بين المملكتين.
مراحل مشروع أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا
من المقرر أن تُبنى العبّارتان الكهربائيتان في إسبانيا، على أن تُدشّنا في غضون عامين إلى 3 أعوام، كما ستُجهّز المواني على ضفتي البحر المتوسط ببنية أساسية تدعم هذا النوع من النقل البحري، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُتوقع أن تكون العبّارتان الجديدتان محط أنظار العالم بوصفهما جزءًا من مبادرة عالمية لتوسيع الممرات البحرية الخضراء، وهو ما سيُسهم بصورة ملحوظة في تحسين التجربة السياحية والتجارية بين إسبانيا والمغرب.
وبناءً على التوجه، يُتوقع أن يسهم مشروع أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا في تحقيق نتائج إيجابية ليس فقط على مستوى البيئة، بل أيضًا على مستوى الاقتصادَيْن الإسباني والمغربي، من خلال تعزيز الربط بين الضفتين.
الخلاصة..
فيما يلي، نسلّط الضوء على 5 معلومات رئيسة حول أول ممر أخضر بين المغرب وإسبانيا.
- العبّارات الكهربائية السريعة: من المقرر أن تستعمل شركة باليريا عبارتَيْن كهربائيتَيْن سريعتَيْن بين إسبانيا والمغرب، ستكونان خاليتَيْن من الانبعاثات، يبلغ طول الواحدة 87 مترًا .
- السعة: ستتمكّن كل من العبارتين من نقل 800 راكب و225 مركبة، مع سعة بطاريات تبلغ 11.5 ميغاواط/ساعة.
- البنية التحتية للمواني: يتضمّن المشروع تحديث المواني على ضفتي مضيق جبل طارق لتدعيم شحن السفن الكهربائية.
- الهدف البيئي: يُعد المشروع خطوة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ويهدف إلى تقليص التلوث الضوضائي والانبعاثات.
- دعم التعاون بين البلدين: يعزّز المشروع الشراكة الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، ويوفّر منصة للتعاون في مجالات النقل البحري والابتكار البيئي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: