انتقدت كوريا الشمالية وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بسبب وصفه لها بأنها دولة مارقة، مؤكدة أنها لن تتسامح أبداً مع أي استفزاز أميركي، وأنها سترد بإجراءات مضادة قوية على أي محاولة للمساس بسيادتها.
جاء ذلك في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، حيث وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية تصريحات روبيو بأنها هراء عدائي يهدف إلى تشويه صورة دولة ذات سيادة بشكل متهور، معتبرًا هذه التصريحات استفزازًا سياسيًا خطيرًا.
عودة التوتر بين بيونجيانج وواشنطن في عهد ترامب
تصريحات المتحدث الكوري الشمالي تعتبر أول انتقاد مباشر للإدارة الأميركية الجديدة، التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية، مما يشير إلى عودة التوترات بين البلدين بعد فترة من العلاقات المتوترة تاريخيًا.
وكان ترامب قد أبدى في السابق رغبة في إعادة التواصل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، واصفًا إياه بأنه "رجل ذكي"، لكنه لم يحقق أي تقدم ملموس في ملف نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، رغم عقده ثلاث قمم تاريخية مع كيم خلال ولايته الأولى.
كوريا الشمالية تؤكد استمرار برنامجها النووي "إلى أجل غير مسمى"
لم تتوقف كوريا الشمالية عند الرد الكلامي، بل عززت استراتيجيتها العسكرية، حيث أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الأسبوع الماضي أن بلاده ستواصل تطوير برنامجها النووي إلى أجل غير مسمى، مشددًا على أن القوة النووية لكوريا الشمالية أصبحت لا رجعة فيها، وذلك في خطوة تعكس رفض بيونغيانغ للعروض الأميركية السابقة لإجراء محادثات جديدة.
وكانت العلاقات بين واشنطن وبيونغيانغ قد شهدت تدهورًا كبيرًا منذ انهيار القمة الثانية بين ترامب وكيم في هانوي عام 2019، والتي لم تحقق أي تقدم نحو نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
ومنذ ذلك الحين، صعدت كوريا الشمالية من تجاربها الصاروخية والتسليحية، وسط تشديد العقوبات الاقتصادية عليها من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
كوريا الشمالية تعتبر الأسلحة النووية "ضرورة دفاعية"
تواصل كوريا الشمالية تبرير سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية بأنها وسيلة لردع التهديدات الأميركية وحلفائها، لا سيما كوريا الجنوبية واليابان.
وأكدت بيونغيانغ أن وجود الأسلحة النووية في ترسانتها هو الخيار الوحيد لحماية أمنها القومي، خصوصًا في ظل استمرار التوترات مع واشنطن وسيول، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953، التي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
وتعتبر العلاقات بين الكوريتين في أسوأ حالاتها منذ سنوات، بعد أن أغلقت بيونغيانغ جميع قنوات الاتصال مع سيول، وصعدت من لهجتها العسكرية تجاه جارتها الجنوبية.
ما هي خيارات واشنطن للرد على كوريا الشمالية؟
في ظل تصاعد التوتر، يواجه البيت الأبيض تحديات جديدة في التعامل مع كوريا الشمالية، حيث يضع التصعيد العسكري لبيونغيانغ الإدارة الأميركية في موقف صعب، بين مواصلة الضغط بالعقوبات أو العودة إلى طاولة المفاوضات دون ضمانات للنجاح.
وبينما يأمل البعض أن يتمكن ترامب من إعادة فتح قنوات الحوار مع كيم جونغ أون، يبدو أن بيونغيانغ ليست في عجلة من أمرها للتفاوض، خاصة بعد إعلانها أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، وستواصل تطوير قدراتها العسكرية بشكل غير محدود.
ويبقى السؤال الأبرز: هل سيعيد ترامب تجربة القمم المباشرة مع كيم جونغ أون؟ أم أن واشنطن ستتجه إلى التصعيد وفرض عقوبات أشد قسوة على بيونغيانغ؟