غادرت جماهير نادي برشلونة صالة بالاو وهي تشعر بغضب شديد جراء الخسارة الجديدة التي تعرض لها فريق كرة السلة أمام باكسي مانريزا بنتيجة (103-92)، وهي الخسارة السابعة للفريق هذا الموسم، التي جعلته يتراجع على سلم الترتيب إلى المركز الثامن على اللائحة.
ومع ارتفاع الفارق إلى 19 نقطة قبل نحو دقيقتين من نهاية الربع الأخير، من المباراة التي جرت في صالة بالاو في مدينة برشلونة، بدأت جماهير النادي الكاتالوني برفع المناديل البيضاء تعبيرًا عن غضبها الشديد من أداء ونتائج الفريق، كما أطلقت صافرات الاستهجان تجاه اللاعبين في الدقيقة الأخيرة من زمن اللقاء.
الخسارة كانت التاسعة للفريق هذا الموسم والسابعة في ميدانه، بعد أن خسر أربع مباريات في اليوروليغ وثلاثًا في بطولة الدوري الإسباني، وهي أرقام مخيفة جدًّا بالمقارنة مع الموسم الفائت الذي لم يخسر فيه النادي أي مباراة أمام جماهيره.
مشجعو "البارسا" باتوا يشعرون بالقلق الشديد إزاء تراجع نتائج الفريق التي تنذر بابتعاده عن المنافسة على الألقاب في الموسم الحالي، حيث إنه يعد حاليًّا خارج المراكز المؤهلة إلى بلاي أوف الدوري الإسباني، كما أنه يحتل المركز التاسع في اليوروليغ قبل عشر جولات من نهاية الدوري المنتظم.
برشلونة والملاعب الإسبانية وقصة المناديل البيضاء
يشكل رفع المناديل البيضاء في الملاعب الإسبانية أشد أنواع التحذير من قبل المشجعين، لإظهار غضبهم الشديد تجاه أمر ما، سواء كان ذلك يتعلق بالقرارات التحكيمية أو بالغضب من إدارة النادي واللاعبين بسبب سوء النتائج.
وتعود أصول الحكاية إلى نهاية عقد الثلاثينات من القرن الماضي، عندما منع الجنرال فرانكو (حاكم إسبانيا) الجماهير من تشجيع فريق برشلونة بسبب تطلعات الإقليم الكتالوني إلى الانفصال عن البلاد، وفرض حظرًا على كثير من مظاهر الدعم للبارسا، الذي كان يمثل رمزًا رياضيًّا وسياسيًّا للإقليم.
وفي إحدى المباريات، قررت جماهير برشلونة رفع المناديل البيضاء في المدرجات، تعبيرًا عن احتجاجها على قرارات فرانكو والحكومة الإسبانية، وإقحام السياسة بالرياضة.
ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التقليد متبعًا في كل المدن والملاعب الإسبانية، بما فيها العاصمة مدريد، للتعبير عن الغضب تجاه إدارات الأندية واللاعبين إضافة إلى الحكام، وإن كانت قد خفّت هذه الظاهرة كثيرًا تجاه القرارات التحكيمية، بعد إدخال التقنيات الحديثة والتكنولوجيا، لتصحيح القرارات التحكيمية المثيرة للجدل.