اعتبر الدولي المغربي السابق مصطفى حجي أنه لم يعد للخصوم الضعفاء وجود في إفريقيا، مشيراً إلى أن مجموعة المنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا تضم منتخبات صعبة المنال، لكن “الأسود” قادرون على تجاوز هذا التحدي والمنافسة على نيل لقب “الكان” على أرضهم.
وعلق حجي، في حوار مع صحيفة “أفريك فوت”، على مجموعة من المواضيع المتعلقة بالكرة المغربية والمنتخب الوطني، منها جاهزية المملكة لاحتضان تظاهرات كروية عالمية، على رأسها كأس العالم 2030، قائلاً: “اليوم يمتلك المغرب القدرة على إنجاح تنظيم أكبر التظاهرات، لدينا البنية التحتية، الخدمات اللوجستية، وسائل النقل، وحسن الاستقبال. كما أن موقعنا الجغرافي يمنحنا ميزة إضافية”.
وبخصوص كأس أمم إفريقيا 2025 المقرر في المغرب يرى نجم “أسود الأطلس” السابق أنها ستكون الأفضل في تاريخ البطولة، خاصة بعد النسخة المميزة التي استضافتها كوت ديفوار، وأضاف: “أنا متأكد أن نسخة المغرب ستكون رائعة. موقعنا قريب من أوروبا، ما سيسهل توافد الأفارقة في المهجر. لدينا ملاعب عالمية، وأرضيات حديثة تساهم في تحسين جودة اللعب، إضافة إلى مناخ مثالي، إذ تتراوح درجات الحرارة بين 18 و20 درجة مئوية، وهو الطقس المثالي لممارسة كرة القدم”.
كما تحدث مصطفى حجي عن وضعية خط هجوم المنتخب المغربي، بتواجد مهاجمين كبار، مثل يوسف النصيري وأيوب الكعبي، إضافة إلى سفيان رحيمي، وزاد معلقاً: “ما يجعل أي فريق قويا هو المنافسة بين لاعبيه. كلما زاد عدد اللاعبين الجيدين كان المدرب أكثر سعادة. عندما يكون هناك تنافس يتطور اللاعبون؛ لا أرى أن هذا يمثل مشكلة. لدينا ثلاثة مهاجمين رائعين، وامتلاك المغرب مهاجمين بهذه الجودة يُعتبر نقطة قوة إضافية لوليد الركراكي وللمنتخب الوطني”.
كما تطرق الدولي السابق في الحوار نفسه إلى المستويات المميزة للمهاجم المغربي الشاب حمزة إغامان، الذي يتألق مع غلاسكو رينجرز، ورد على سؤال ما إذا كان سيلتحق بصفوف المنتخب المغربي مستقبلاً: “هذا السؤال يجب أن يُطرح على المدرب. شخصيا أتمنى أن تتاح الفرصة للجميع، فما يحدث في المغرب مذهل، لدينا لاعبون موهوبون في جميع أنحاء أوروبا، والمواهب مستمرة في الظهور”.
وأشاد حجي بالمستويات التي يقدمها إبراهيم دياز وإلياس بن صغير، معتبرا إياهما من أفضل المواهب التي يمكن أن يمتلكها المنتخب المغربي، وتابع: “نحن نتحدث عن لاعبين من طراز عالمي، إنهما مبدعان ويمكنهما صنع الفارق في أي لحظة؛ بصراحة أفضّل أن يكونا معنا بدلاً من أن نواجههما كخصوم”؛ كما تحدث عن اللاعب الواعد أيوب بوعدي، وعن إمكانية اختياره اللعب للمغرب، موردا: “إنه لاعب موهوب جدا. مرة أخرى المغرب اليوم لديه نجوم في أفضل الأندية العالمية. ستكون المنافسة على المقاعد في المنتخب شرسة، والجميع سيحتاج لإثبات نفسه للحصول على فرصة…”.
وبخصوص تراجع أداء عز الدين أوناحي وسفيان أمرابط بعد تألقهما في “مونديال 2022” في قطر اعتبر المتحدث ذاته أن الأمر راجع إلى مجموعة من العوامل، منها عدم استمرارية لعبهما مع أنديتهما، وقال: “بعد بطولة كبيرة مثل كأس العالم يصبح الأمر صعبًا. عندما تنتقل إلى نادٍ كبير تصبح رهيناً بقرارات المدربين التي قد لا تكون في صالحك، وقد لا تكون الخيار الأول لهم، ما يجعلك تلعب كبديل. كما أن هناك فترات فراغ يمر منها اللاعب، وهي كلها أمور تهز الثقة في النفس. ومع ذلك اليوم أمرابط يقدم أداءً جيدا في تركيا، وأوناحي أيضا في اليونان؛ إنهما لاعبان شابان وسيتوهجان من جديد، ليس لدي أي شك في ذلك”.
وبخصوص اختفائه من محيط المنتخب المغربي بعدما تعاقب على مساعدة مدربي المنتخب المغربي منذ 2014، قال حجي: “أعتقد أنني قدمت كل ما لدي في تلك المرحلة. كنت بحاجة إلى التراجع قليلا وإعطاء الفرصة للجيل الجديد. لكنني سأعود، هذا أمر مؤكد. كل شيء له وقته، وعودتي ستكون تدريجية. شاركت في كأس العالم 2018 وعملت مع المدرب وحيد خليلوزيتش في كأس أمم إفريقيا. كنت بحاجة إلى وقت للتفكير في مستقبلي وما أرغب في فعله لاحقا”.