قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، في كلمته خلال الدورة الـ 156 للمجلس التنفيذي للمنظمة في جنيف، إن اللقاح الحقيقي ضد فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) ما يزال بعيد المنال، ولكن "ليناكابافير" هو أقرب علاج يمكننا الوصول إليه حتى الآن.
طرح حقن جديدة للإيدز كل 6 أشهر تمنع الإصابة بالفيروس
وأوضح أن هذا العقار المضاد للفيروسات القهقرية الجديد يُؤخذ عن طريق الحقن مرة كل 6 أشهر، وقد أظهر نتائج إيجابية في الوقاية من حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" بين الأشخاص المعرضين للخطر.
وأضاف الدكتور تيدروس: "لقد بدأنا إجراءات التوجيه والتأهيل المسبق لهذا المنتج، مما سيعزز طرحه السريع المتوقع في النصف الأول من هذا العام."
كما أشار إلى أنه أحد النجاحات الأخرى التي حققتها منظمة الصحة العالمية هو تركيزها المتزايد على الصحة الرقمية، التي سوف تدعم النظم الصحية في جميع البلدان في المستقبل القريب. في هذا السياق، ذكر أنه في العام الماضي، مكنت الشبكة العالمية لشهادات الصحة الرقمية سلطنة عمان وإندونيسيا وماليزيا من إصدار 250 ألف ملخص للمرضى الدوليين لحجاج 2024، ما أسهم في تسهيل الرعاية الصحية الطارئة لـ 78% من السجلات الممسوحة ضوئيًا.
الإصلاحات داخل منظمة الصحة العالمية
وفيما يتعلق بالإصلاحات داخل المنظمة، أكد الدكتور تيدروس أن منظمة الصحة العالمية نفذت "أعمق وأوسع الإصلاحات" في تاريخها تحت إشراف الدول الأعضاء. حيث تم تنفيذ 85 إصلاحًا من أصل 97 إصلاحًا مقترحًا في خطة تنفيذ الإصلاح التي وضعتها الأمانة العامة للمنظمة، بهدف تحسين استراتيجياتها، نماذج التشغيل، العمليات، الشراكات، التمویل، القوى العاملة والثقافة.
وأشاد بتعاون الدول الأعضاء في دعم هذه الإصلاحات، قائلاً: "إن التغيير بالنسبة لنا هو أمر ثابت، ونحن نرحب دائمًا بالأفكار الجديدة لتحسين كيفية خدمتنا لشعوب العالم."
الانسحاب الأمريكي من منظمة الصحة العالمية
وفيما يتعلق بالقرار الأمريكي بالانسحاب من المنظمة، الذي أعلنته إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل أسبوعين، أعرب الدكتور تيدروس عن أسفه لهذا القرار، وأعرب عن أمله في أن تقوم الولايات المتحدة بإعادة النظر فيه. وأضاف أنه يرحب بالحوار البناء مع الولايات المتحدة لتعزيز العلاقة التاريخية بين المنظمة وواشنطن، التي ساعدت في تحقيق نتائج كبيرة مثل القضاء على الجدري.
وأوضح أن أحد الأسباب التي ذكرتها الولايات المتحدة للانسحاب هو "فشل منظمة الصحة العالمية في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل"، وهو ما رد عليه مدير المنظمة قائلاً: "لقد قمنا بتطبيق أوسع الإصلاحات في تاريخنا، ونحن مستمرون في السعي لتوسيع قاعدة المانحين وتقليل الاعتماد على عدد قليل من الدول المانحة."
التعامل مع جائحة كورونا
وتطرق إلى التعامل مع جائحة كورونا، حيث أوضح أن منظمة الصحة العالمية كانت أول من طلب معلومات عن "الالتهاب الرئوي الفيروسي" في ووهان بعد ظهور أولى الحالات في نهاية 2019، وقامت بتنشيط نظام إدارة الحوادث الطارئة فورًا ونبهت العالم حول كيفية التعامل مع الفيروس الجديد. وأشار إلى أنه رغم التحديات، تم إجراء مراجعات مستقلة للاستجابة العالمية للأزمة، وأسفرت عن أكثر من 300 توصية لتعزيز الأمن الصحي العالمي.
دور منظمة الصحة العالمية في ضمان استقلالها
أما بالنسبة للادعاءات حول تدخلات سياسية في قرارات منظمة الصحة العالمية، أكد الدكتور تيدروس أن المنظمة محايدة وأنها موجودة لخدمة جميع الدول والشعوب دون تحيز سياسي. وقال: "منظمة الصحة العالمية لا تتأثر بأي نفوذ سياسي غير مناسب، ونحن نؤمن بأننا نعمل لصالح الجميع في جميع أنحاء العالم."
وفي ختام كلمته، تحدث عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها المنظمة، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة عن انسحابها، مشيرًا إلى أن المنظمة اتخذت تدابير لخفض نفقاتها وحماية موظفيها، بما في ذلك تجميد التوظيف وتخفيض نفقات السفر.
وأكد أن الهدف الأساسي للمنظمة هو الحفاظ على طاقم العمل المؤهل والمخلص الذي يعمل على تقديم الخدمات الصحية الضرورية في أصعب الظروف حول العالم، مشددًا على أن منظمة الصحة العالمية تواصل العمل لتحقيق تقدم في مجالات الصحة العالمية، بما في ذلك تعزيز أنظمة الصحة الوطنية حول العالم.
تابع أحدث الأخبار عبر
