في عالم سريع التغير، يطرأ تحول مستمر على سوق العمل مع تقدم التكنولوجيا وابتكار حلول جديدة، بحلول عام 2030، يتوقع الخبراء أن العديد من المهن التقليدية ستختفي أو تصبح غير ذات صلة في ظل التطورات التقنية المتسارعة.
حسب ما رصد موقع تحيا مصر قد يكون هذا التغيير مقلقًا للبعض، لكنه يفتح أيضًا أبوابًا لفرص جديدة ومهن مبتكرة. فما هي المهن التي قد تختفي بحلول عام 2030 وكيف يمكن للأفراد التكيف مع هذا الواقع الجديد؟
1. سائقو السيارات والشاحنات
من أبرز المهن التي قد تختفي بحلول 2030 هي مهنة السائقين، سواء كانوا يعملون في السيارات الخاصة أو الشاحنات. مع تطور تقنيات القيادة الذاتية للسيارات، من المتوقع أن تصبح هذه المهنة في طريقها إلى الانقراض. الشركات الكبرى مثل "تسلا" و"جوجل" تعمل بالفعل على تطوير سيارات ذاتية القيادة يمكنها التنقل بدون تدخل بشري. هذا التقدم في التكنولوجيا قد يؤثر بشكل كبير على وظائف الملايين من سائقي المركبات في جميع أنحاء العالم.
2. الموظفون في وظائف الاستقبال والمساعدة الهاتفية
المهن المرتبطة بالاستقبال وخدمة العملاء عبر الهاتف، مثل موظفي الاستقبال في الفنادق أو مراكز الدعم الهاتفي، قد تختفي تدريجيًا نتيجة لتطور الذكاء الصناعي وتقنيات التعرف على الصوت.
مع استخدام روبوتات الدردشة (Chatbots) والتطبيقات الذكية، يمكن للذكاء الصناعي التعامل مع استفسارات العملاء وحل مشكلاتهم بكفاءة أعلى وأسرع من البشر، مما يؤدي إلى انخفاض الحاجة إلى هذه الوظائف.
3. وظائف الصرافة والخدمات المصرفية التقليدية
في ظل التوجه العالمي نحو الخدمات المصرفية الرقمية والتعاملات النقدية الإلكترونية، من المتوقع أن تختفي العديد من وظائف الصرافين في البنوك. تتزايد سرعة الاعتماد على تطبيقات الدفع الرقمي والمحافظ الإلكترونية، مما يقلل من الحاجة إلى العمليات اليدوية التقليدية في البنوك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم الأتمتة في تسريع إجراءات المعاملات المالية وتقليل التكاليف التشغيلية للبنوك.
4. الصحفيون في مجال الأخبار التقليدية
أدى الانتقال إلى العصر الرقمي إلى تغييرات كبيرة في صناعة الإعلام. الصحف والمجلات الورقية تواجه صعوبة في البقاء في السوق بسبب تراجع قراءتها، بينما تحل وسائل الإعلام الرقمية مكانها بسرعة. بحلول 2030، من المرجح أن تنقرض العديد من وظائف الصحافة التقليدية، مثل الصحفيين الذين يكتبون للمجلات أو الصحف الورقية. بدلاً من ذلك، ستزداد الحاجة إلى الصحفيين المتخصصين في المحتوى الرقمي، مثل المحررين الذين يمكنهم التعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعية والإنتاج الرقمي.
5. عمال التجميع في المصانع
تعتبر صناعة التصنيع من المجالات التي تشهد تغييرات هائلة بفضل الأتمتة واستخدام الروبوتات. بحلول 2030، ستصبح الكثير من وظائف عمال التجميع في المصانع غير ضرورية، حيث ستعتمد المصانع بشكل أكبر على الروبوتات والأنظمة الذكية لتنفيذ العمليات. الروبوتات يمكنها إجراء عمليات التجميع بكفاءة وسرعة أعلى، بالإضافة إلى قدرتها على العمل في بيئات خطرة، مما يجعل هذه المهن في طريقها للزوال.
6. العاملون في مجال التوصيل التقليدي
مع الانتشار السريع للتقنيات مثل الطائرات المسيرة (الدرون) والروبوتات الأرضية، قد تختفي المهن التقليدية المرتبطة بخدمات التوصيل، مثل سائقي الدراجات أو سيارات الأجرة الصغيرة. التوصيل بواسطة الطائرات المسيرة أصبح شائعًا في بعض الدول، حيث تستخدم شركات مثل "أمازون" الطائرات المسيرة لتوصيل البضائع بسرعة وبكفاءة أعلى.
7. المترجمون في بعض المجالات
في حين أن الترجمة الفورية لا تزال تتطلب مهارات بشرية في بعض السياقات المعقدة، إلا أن تطور تقنيات الترجمة الآلية (مثل Google Translate وبرامج الذكاء الصناعي) قد يؤدي إلى تقليص الحاجة إلى المترجمين البشريين في العديد من المجالات البسيطة والمتكررة. تزداد دقة هذه الأنظمة باستمرار، مما يجعلها منافسًا قويًا للترجمة البشرية في مجالات مثل الترجمة التجارية والإدارية.
8. موظفو المكتبات
تراجعت وظيفة موظفي المكتبات في العديد من الأماكن بسبب الانتقال إلى الأرشفة الرقمية والكتب الإلكترونية. بحلول 2030، قد تنخفض الحاجة إلى موظفي المكتبات في المكتبات العامة التقليدية. تقنيات الأرشفة الرقمية والبحث الإلكتروني جعلت من السهل الوصول إلى المعلومات دون الحاجة للموظفين التقليديين.
التكيف مع التغيرات المستقبلية
على الرغم من أن اختفاء هذه المهن قد يبدو مقلقًا، إلا أنه يشير إلى فرص جديدة. الأشخاص الذين يتقنون المهارات الرقمية مثل البرمجة، التحليل البياني، والذكاء الاصطناعي سيكون لديهم فرص كبيرة في سوق العمل. من الأهمية بمكان أن يواكب الأفراد التغيرات السريعة في التكنولوجيا من خلال تعلم مهارات جديدة والتكيف مع الواقع الرقمي.