إن مسألة تعريب العلوم هي طرح قديم حديث تبناه الأزهر أخيرًا، وهناك معارض للتعريب يعتبره خطوة للخلف، وآخرون يؤيدون عملية التعريب.
من المعروف أن غالبية دول العالم تميل إلى دراسة العلوم بلغتها وترجمتها من اللغات الأخرى، وبشيء من العقلانية أطرح سؤالًا: أيهما أسهل للطالب؟ ولست أقصد هنا أساتذة الجامعات أو الباحثين. فالخريج، ونظرًا لأن اللغة الإنجليزية ليست لغته الأم، يجد صعوبة في ترجمة النص ثم قراءته بلغته الأم ليستوعبه. وإن كان لدينا 200 ألف باحث يجب إلمامهم باللغة الإنجليزية، فعلى الجانب الآخر، فإن عدد طلاب الجامعات حسب إحصائية عام 2024 بلغ 3.8 مليون طالب.
فأيهما أفضل: التيسير على ملايين في حاجة للفهم أم لمئتي ألف باحث يتمسكون باللغة الإنجليزية؟
المنطق يميل إلى ترجمة العلوم لعدة أسباب:
1- توسيع دائرة الاستيعاب والفهم لدى خريجي الجامعات المصرية.
2- إثراء المكتبة المصرية، والتي تكاد تخلو من كتب باللغة العربية إلا من كتب تعود إلى الأربعينات أو قلة قليلة من النشطين، وغالبيتهم يفعلون ذلك لتحسين دخولهم.
إن الطالب الجامعي هو المنتج اللازم لسوق العمل، وسلاحه هو ما يستوعبه من علوم وكيفية استعمالها وتسخيرها للتطوير وحل المشكلات في مجال تخصصه. ومن يرغب في العمل في الخارج أو شركات أجنبية، فليتعلم لغتهم، أما سوق العمل المصري فهو عربي يحتاج لعمالة عربية.
وتبقى معنا مشكلة الترجمة، والتي يمكن التغلب عليها من خلال تغيير قانون الجامعات في مواد الترقية إلى أستاذ مساعد وأستاذ، بحيث تكون هناك خيارات كما في المادتين المقترحتين أسفله. وبذلك نعلّم طلابنا، ونعتز بلغتنا، وتكون لنا مجلاتنا العلمية الخاصة، ونثري مكتبتنا الفقيرة في كتب العلوم الأساسية المترجمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.