أميركا تعلق استقبال الطرود من الصين وهونغ كونغ وسط تصاعد الحرب التجارية

دونالد ترامب وشي جين بينج في قمة زعماء مجموعة العشرين

في أحدث تطور للصراع التجاري المتفاقم بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت خدمة البريد الأميركية تعليق استقبال الطرود الواردة من الصين وهونغ كونغ حتى إشعار آخر.

 فرض رسوم جمركية متبادلة

يأتي هذا القرار في وقت صرّح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "ليس في عجلة من أمره" للتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ، على الرغم من التوقعات بعقد محادثات بينهما عقب فرض رسوم جمركية متبادلة بين البلدين. وفقًا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية 

ورغم عدم إصدار USPS (خدمة البريد الأميركية) بيانًا رسميًا يوضح سبب التعليق، إلا أن القرار يأتي في ظل مجموعة من الإجراءات التجارية التي اتخذتها إدارة ترامب، بما في ذلك فرض تعريفات جمركية واسعة وإلغاء الإعفاءات الضريبية على الطرود منخفضة القيمة,  من المتوقع أن يؤثر هذا الإجراء بشكل كبير على المستهلكين الأميركيين، لا سيما أولئك الذين يعتمدون على منصات التجارة الإلكترونية مثل أمازون.

وتشير التقارير إلى أن نحو 30% من الطرود الصغيرة القادمة إلى الولايات المتحدة عام 2023 كانت تُرسل عبر شركتي التجارة الإلكترونية الصينيتين Shein وTemu، مما يعكس حجم الاعتماد الأميركي على الواردات الصينية منخفضة التكلفة.

تصعيد متبادل بين واشنطن وبكين

تزامنًا مع تنفيذ التعريفات الأميركية الجديدة، أعلنت الصين فرض رسوم على واردات أميركية تشمل الطاقة والمركبات والمعدات الصناعية، كما فرضت تعريفات بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال، ورسومًا إضافية بنسبة 10% على النفط الخام والمعدات الزراعية والمركبات الثقيلة.

إلى جانب ذلك، فتحت بكين تحقيقات ضد شركات أميركية كبرى، من بينها جوجل وبعض العلامات التجارية في قطاع الأزياء، ردًا على ما وصفته بـ "التعريفات الأحادية الجانب" من قبل واشنطن, كما أعلنت تقديم شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، وكشفت عن قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، بما في ذلك التنغستن والتيلوريوم والبزموت والموليبدينوم، وهي عناصر رئيسية في الصناعات التكنولوجية.

حرب تجارية تمتد إلى شركاء آخرين

لم يقتصر التصعيد على الصين، إذ واجهت كل من المكسيك وكندا تعريفات أميركية جديدة بنسبة 25%. ومع ذلك، تمكنت الدولتان من التوصل إلى اتفاقات مع إدارة ترامب لتأجيل فرض هذه الرسوم لمدة 30 يومًا، بعد تعهدهما بتشديد الرقابة على الحدود واتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب الفنتانيل وتدفقات الهجرة غير الشرعية.

في هذا السياق، أعلنت المكسيك نشر 10,000 جندي لتعزيز الرقابة الحدودية، بينما أعلنت كندا عن تعيين مسؤول خاص يُعرف بـ "قيصر الفنتانيل" لمكافحة تهريب المخدرات، إضافة إلى تصنيف عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية.

الأسواق المالية في حالة ترقّب

أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة في الأسواق، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم وسط مخاوف من اضطرابات اقتصادية قد تنتج عن التعريفات الجمركية الجديدة, في المقابل، بدا ترامب واثقًا من استراتيجيته، إذ صرّح بأن "التعريفات الجمركية هي أجمل كلمة في القاموس"، مؤكدًا عزمه على استخدامها كأداة رئيسية في سياسته الاقتصادية.

ومع استمرار التصعيد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، تظل الأسواق والمستهلكون في حالة ترقّب لما ستؤول إليه هذه المواجهة التجارية المحتدمة.