في خطوة أثارت موجة واسعة من الجدل على الساحة الدولية، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه خارجه، متحدثًا عن تحويل المنطقة إلى ما سماه "ريفييرا الشرق الأوسط" وواجه هذا الإعلان، الذي جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضًا قاطعًا من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي، مما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية والدبلوماسية في المنطقة.
خطة ترامب لم تقتصر فقط على السيطرة على غزة، بل تضمنت أيضًا إعادة بناء القطاع من خلال مشاريع اقتصادية واسعة، معتبرًا أن سكان غزة "سيكونون أفضل حالًا" في أماكن أخرى. في الوقت ذاته، أدى هذا الطرح إلى ردود فعل غاضبة من الحلفاء والخصوم على حد سواء، حيث رفضت مصر والأردن الفكرة تمامًا، فيما اعتبرتها السعودية "غير مقبولة".
إلى جانب هذه التطورات، شهدت الولايات المتحدة انقسامًا سياسيًا حادًا حول دعم إسرائيل، حيث علق الديمقراطيون في الكونجرس صفقة أسلحة بقيمة مليار دولار كانت مخصصة لتل أبيب، في تحدٍّ مباشر لسياسات ترامب في الشرق الأوسط. كما حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من التداعيات الخطيرة والمكلفة لهذه الخطط، معتبرة أن تحويل غزة إلى منطقة تحت سيطرة واشنطن سيؤدي إلى تداعيات سياسية قد تصل إلى حد الدمار في المنطقة.
على الصعيد الاقتصادي، لم يكن التأثير محصورًا بالشرق الأوسط، بل امتد ليشمل الأسواق العالمية، حيث تستعد بريطانيا لمواجهة التداعيات المحتملة لتعريفات ترامب الجمركية، وسط مخاوف من تدفق السيارات الرخيصة وانخفاض الاستثمارات. كما أدى التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تعليق الطرود الصينية إلى أمريكا، مما أثار غضب المستهلكين الأمريكيين.
رفض عالمي لخطة "ريفييرا الشرق الأوسط"
قوبلت تصريحات ترامب حول تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" برفض واسع من مختلف الأطراف الدولية. فقد أدانت مصر والأردن والسعودية وتركيا ودول أخرى هذه التصريحات، مؤكدين رفضهم لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة.
موقف الدول العربية
أكدت مصر في بيان رسمي رفضها لإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددة على أهمية إعادة الإعمار دون المساس بحقوق السكان.
وأعلنت السعودية أن موقفها من القضية الفلسطينية "ثابت وغير قابل للتغيير"، مؤكدة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذر الأردن من أن أي محاولة لإعادة توطين سكان غزة ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
الموقف الدولي
أكدتا أستراليا ونيوزيلندا دعمهما لحل الدولتين، ورفضتا أي محاولات لفرض سياسات التهجير القسري.
ودعت الصين إلى احترام الحقوق الفلسطينية، محذرة من تداعيات هذه الخطوة على الأمن الإقليمي.
ووصفت تركيا خطة ترامب بأنها "سخيفة" و"غير مقبولة"، مشيرة إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا بإخراجهم من أراضيهم.
تعليق صفقة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل
وفي تطور لافت، أوقف الكونجرس الأمريكي صفقة أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل، وذلك في خطوة تعكس الانقسام العميق داخل الولايات المتحدة بشأن دعم تل أبيب.
وتشمل الصفقة 4700 قنبلة زنة 1000 رطل بقيمة 700 مليون دولار وجرافات مدرعة بقيمة 300 مليون دولار.
وجاء هذا التعليق نتيجة لضغوط من المشرعين الديمقراطيين، الذين طالبوا بمراجعة الدعم العسكري لإسرائيل في ظل التطورات الأخيرة في غزة.
تحذيرات من تداعيات إعادة إعمار غزة تحت القيادة الأمريكية
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حذر من التكاليف الباهظة لخطة ترامب بشأن غزة، مشيرة إلى أن تحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" سيؤدي إلى تداعيات سياسية خطيرة.
و يرى محللون أن هذه الخطوة قد تُفسر على أنها محاولة لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري.
بريطانيا تواجه تداعيات تعريفات ترامب الجمركية
وفي سياق الحرب التجارية العالمية، بدأت بريطانيا تستعد لمواجهة تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية، حيث تخشى الحكومة البريطانية من تدفق السيارات الصينية الرخيصة إلى الأسواق البريطانية، مما قد يضر بالصناعة المحلية.
و أوقفت خدمة البريد الأمريكية استقبال الطرود من الصين حتى إشعار آخر، مما أثار غضب المستهلكين الأمريكيين.