أخبار عاجلة

نادين في محكمة الأسرة: جوزي شهواني.. لم أستطع تحمله

نادين في محكمة الأسرة: جوزي شهواني.. لم أستطع تحمله
نادين في محكمة الأسرة: جوزي شهواني.. لم أستطع تحمله

وسط أروقة محكمة الأسرة، جلست نادين، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، شاردة الذهن، تسترجع تفاصيل عام واحد فقط من الزواج، لكنه كان كفيلاً بدفعها لاتخاذ قرار مصيري برفع دعوى خلع ضد زوجها.

 نظراتها تحمل مزيجًا من الإرهاق والخذلان، وهي تروي قصتها لـ تحيا مصر قائلة: "تزوجت منذ عام واحد فقط، كنت أعتقد أنني سأعيش حياة هادئة ومستقرة، خاصة أن زوجي رجل أعمال ناجح، ثري، وله علاقات واسعة في عالم المال والتجارة. منذ بداية الزواج، بدا كل شيء مثاليًا في نظر الجميع، فهو لم يبخل عليّ بأي شيء، منحني كل ما أريد، وكان يغمرني بالهدايا الفاخرة والرحلات. كنت أظن أنني محظوظة، لكن سرعان ما اكتشفت الحقيقة الصادمة: أن هذا الزواج سيصبح عبئًا لا يُحتمل".  

يريدني 'هانم' في بيتي

توقفت نادين للحظة، ثم تابعت بصوت مختنق: "كان عملي جزءًا من حياتي قبل الزواج، أحب مهنتي وأشعر بقيمتي من خلالها، لكن زوجي أصرّ على أن أتركه، مبررًا ذلك بأنه يريدني 'هانم' في بيتي، لا أحتاج إلى العمل وسط الناس، فهو قادر على تأمين حياتي بكل سبل الرفاهية. رفضت في البداية، لكنه ظل يلحّ حتى رضخت لرغبته، وتخليت عن وظيفتي، ظنًا مني أنني سأعيش حياة هادئة مليئة بالحب والاهتمام".

تنهدت نادين قبل أن تضيف بصوت متهدج: "لكن مع مرور الأيام، بدأت ألاحظ طبيعة زوجي الحقيقية، فهو لا يهتم سوى برغباته وشهواته. اكتشفت أنه يرى الحياة من منظور مختلف، وكأنه يملك كل شيء ويحق له التحكم في كل شيء، حتى في جسدي! كان يطلبني خمس مرات في اليوم، دون مراعاة لحالتي النفسية أو الجسدية، وكأنه يرى أنني مجرد وسيلة لإشباع رغباته. لم أستطع تحمله، كنت أشعر وكأنني مجرد 'شيء' في حياته، وليس زوجة وشريكة له". 

لا أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة

وبصوت ممتزج بالمرارة، تابعت نادين: "في البداية، حاولت التأقلم، ظننت أن الأمر قد يكون عابرًا، أو أنني سأعتاد عليه، لكن مع مرور الأشهر، بدأ الإنهاك يسيطر عليّ. لم أكن قادرة على المواصلة، جسدي لم يعد يحتمل، ونفسيتي أصبحت منهارة. وعندما صارحته بأنني لا أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة، انفجر في وجهي واتهمني بأنني أتهرب منه، وأنه زوجي ومن 'حقه' أن يحصل عليّ وقتما يريد. لم يكن يفهم أنني إنسانة، لست آلة ولا دمية بين يديه".  

مسحت نادين دموعها سريعًا قبل أن تواصل حديثها: "لم أجد دعمًا حتى من أهلي، عندما أخبرتهم بمعاناتي، لم يتفهموا الأمر، بل اتهموني بأنني أختلق المشكلات، بل قالوا لي: 'تحملي، كل البنات تتمنى راجل زي جوزك'. لم يدركوا أنني لم أكن أطلب الطلاق لأني أكرهه، بل لأنني لم أعد قادرة على العيش معه. مع ذلك، تحملت، حاولت أن أقنع نفسي أن الأمور ستتحسن، لكنه لم يتغير، بل أصبح أكثر عنادًا، وأكثر قسوة في طلباته".  

استرسلت نادين في حديثها، وكأنها تحاول تفريغ كل ما بداخلها من مشاعر مكبوتة: "عندما وصلت إلى حدي الأخير، قررت مواجهته بطلب الطلاق. في البداية، ظن أنني أمزح، لكنه عندما أدرك أنني جادة، رفض بشدة. قال لي: 'مش هطلقك علشان سبب تافه زي ده، انتي لازم تدي فرصة لزواجنا'. لكني كنت قد اتخذت قراري، لم أعد أطيق العيش معه. وعندما رأى إصراري، بدأ في التشكيك في نواياي، واتهمني بأنني على علاقة برجل آخر، لأنه لا يتخيل أن هناك امرأة تترك رجلاً ثريًا ومقتدرًا مثله دون سبب!".

اللجوء إلى محكمة الأسرة

حكت نادين عن اللحظة التي قررت فيها اللجوء إلى محكمة الأسرة، فقالت بحزم: "حين رأيته يصر على استمراري معه رغم رفضي، ويشكك فيّ، ويهددني بأنه لن يسمح لي بالرحيل، شعرت بالخوف. كنت أدرك أنه لن يطلقني بسهولة، وأنه يعتبرني مجرد 'فريسة' لا يريد لأحد غيره أن يحصل عليها. عندها، لم أجد أمامي سوى اللجوء إلى المحكمة، ورفع دعوى خلع. لا أريد منه شيئًا، لا مال ولا ممتلكات، فقط أريد أن أستعيد نفسي وحريتي، وأن أعود لعملي وحياتي بعيدًا عنه".

أنهت نادين حديثها وهي ترفع رأسها بشجاعة: "أنا لا أخاف منه، ولا يهمني رأي المجتمع، فأنا لم أخطئ، بل اخترت أن أنقذ نفسي من حياة لم أعد قادرة على تحملها. وربما سيقول البعض إنني حمقاء لأنني تركت رجلاً ثريًا، لكنهم لا يفهمون أن المال ليس كل شيء، وأن الحياة بدون كرامة واحترام للنفس لا تُطاق. لهذا السبب، أنا هنا، في محكمة الأسرة، لأدافع عن حقي في العيش كما أريد، وليس كما يريد هو".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير البترول: توقيع اتفاقيات هامة بين مصر وقبرص خلال مؤتمر "إيجبس 2025"
التالى تراجع طفيف للدولار أمام الجنيه.. مفاجأة سارة في ...