أخبار عاجلة

لماذا أعلن ترمب طوارئ "الطاقة" وهل تحقق "الرسوم الجمركية" أهدافها؟ الحجي يجيب

لماذا أعلن ترمب طوارئ "الطاقة" وهل تحقق "الرسوم الجمركية" أهدافها؟ الحجي يجيب
لماذا أعلن ترمب طوارئ "الطاقة" وهل تحقق "الرسوم الجمركية" أهدافها؟ الحجي يجيب

على الرغم من أن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعدّ متشعبة إلى حدّ كبير، فإن آثارها أكثر تشعّبًا، لا سيما أن النظام الرئاسي في الولايات المتحدة يمنح الرئيس قوى كثيرة وكبيرة، وهو أمر موجود أيضًا في دول أخرى مثل فرنسا وتركيا.

ولكن، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، فإن هناك قرارات أخرى -حسب النظام الرئاسي الأميركي- أعطاها الكونغرس للرئيس، تعطيه قوة شبه مطلقة، ويصبح دكتاتورًا مطلقًا.

ومن هذه القرارات، إعلان حالة الطوارئ، إذ إنه -تاريخيًا- أعلن عديد من الرؤساء حالات الطوارئ، ولكن دائمًا كانت هناك مشكلة لهذه الحالات، مثل حالة الحرب مثلًا، أو تفشّي جائحة كورونا عالميًا قبل سنوات.

وأضاف: "حالة الطوارئ تُمكِّن الرئيس من إصدار قرارات سريعة ومباشرة، دون المرور على الكونغرس، ودون أخذ موافقة أيّ أحد آخر، والإشكال هنا هو أن ترمب أعلن حالة الطوارئ في الطاقة دون وجود أزمة طاقة".

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، يوم الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2025، تحت عنوان "النفط في ساحة معارك ترامب التجارية ووكالة الطاقة الدولية".

إعلان ترمب الطوارئ في قطاع الطاقة

تطرَّق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة إلى أسباب إعلان ترمب الطوارئ في قطاع الطاقة، موضحًا أن أميركا أكبر منتج للنفط والغاز والغاز المسال في العالم، كما أن أسعار النفط وأسعار الكهرباء معتدلة، وأسعار الغاز منخفضة، ولا توجد أزمة بمجال الطاقة.

ولكن، وفق الحجي لفهم ما يفعله ترمب، يجب تذكُّر ما فعله بايدن، الذي واجه ضغوطًا شديدة من أعضاء حزبه، وبعض الجهات البيئية المتطرفة، لإعلان حالة الطوارئ المناخية، وهو ما كان سيمكّنه من اتخاذ قرارات مناخية قوية، لكنه كان ثعلبًا سياسيًا.

ترمب

وأوضح أنس الحجي أن بايدن أدرك أن القرارات ستؤخَذ إلى المحاكم، وسينتهي بعضها في المحكمة العليا، وخشي أن يُحاكَم الفكر المناخي في المحكمة العليا، وهو ما كان سيؤدي إلى فضح كثير من الأمور.

لذلك، فضّل بايدن أن يتبنى قرارات رئاسية تخدم قانون الطوارئ المناخية دون إعلانها، ومن ثم يخفف من وطأه المشكلات في المحاكم الأميركية، فاتخذ قرارات سياسية كثيرة في هذا المجال، أو قرارات رئاسية بمعنى أدقّ.

وتابع: "ما فعله ترمب هو ردة فعل على كل ما قام به بايدن في المجالات المناخية، إذ فتح عدّة جبهات أراد أن يحارب في أماكن عدّة، منها حروب تجارية وحروب على السياسات المناخية، ومنها -بالطبع- الحرب على وكالة الطاقة الدولية".

رسوم ترمب الجمركية

قال أنس الحجي، إنه عند الحديث عن رسوم ترمب الجمركية، خاصة تلك التي كان سيفرضها على جارتَيه كندا والمكسيك، لا بدّ من الإشارة إلى وجود مشكلات كثيرة بين هؤلاء الجيران، منها المخدرات التي تفتك بالشباب الأميركي، وأغلبها يأتي من المكسيك، وجزء من كندا، وكذلك موضوع الهجرة غير الشرعية.

وأضاف: "المعروف -تاريخيًا- أن أغلب الهجرة غير الشرعية يأتي من المكسيك، وأغلب الناس يأتي من أميركا الجنوبية والوسطى من المكسيك نفسها، لكن مع تزايد المشكلات على الحدود الأميركية، جاء جزء كبير من المهاجرين غير الشرعيين عبر المكسيك من الصين وفيتنام والشرق الأوسط".

مهاجرون غير شرعيون على الحدود الأميركية المكسيكية
مهاجرون غير شرعيين على الحدود الأميركية المكسيكية- الصورة من "إيه بي"

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى إن منطقة الشرق الأوسط تشهد هجرة غير شرعية بأعداد كبيرة، ومن يأتون من هذه المنطقة أغلبهم من ليبيا ومصر وسوريا وتونس، وجميعهم يأتون إلى المكسيك، ثم يحاولون دخول الولايات المتحدة من هناك.

وفي سبيل معالجة هذه الأمور، اتخذ ترمب قرارًا مهمًا بشأن المخدرات -لكن من غير المرجح أن يتصرف بناءً عليه- إذ صنّف كل تجّار المخدرات على أنهم إرهابيون، وهذا أمر مهم جدًا، لأنه يمكّن أميركا من اغتيالهم أو إرسال طائرات مسيّرة أو جنود للبلاد الأخرى للتخلص منهم.

وأشار إلى أنه من غير المعروف ما إن كان ترمب سيفعل ذلك أم لا، لكن بحجّة الهجرة غير الشرعية والمخدرات، وبحجّة أن الميزان التجاري غير عادل بين هذه البلاد، أقرّ الرسوم الجمركية، وكان الهدف هو 25%، وهي نسبة عالية تخرب موازين التجارة العالمية، وليس بين دول أميركا الشمالية فقط.

حرب تجارية

قال الدكتور أنس الحجي، إن هناك أشياء أخرى تتعلق بالميزان التجاري، أحدها أن هناك حرب تجارية من مدة ترمب الأولى على الصين، إذ فرض ضرائب جمركية عالية على المنتجات الصينية.

وعن طريقة ردّ الصين، أوضح أنه -نظرًا لوجود هناك اتفاقية تجارة حرة بين المكسيك والولايات المتحدة-، حوّلت الصين المصانع إلى المكسيك، وبدلًا من أن تكون بكين أكبر شريك لواشنطن، أصبحت المكسيك أكبر شريك تجاري بسبب الصينيين.

ومن ثم، فإن ردّ فعل ترمب على المكسيك لا يستهدفها وحدها، وإنما يستهدف الصين أيضًا، والآن من المتوقع أن يتصاعد الأمر، لأن وزير الخارجية الأميركي الجديد معروف بكراهيته الشديدة وعدائه الصريح للحكومة الصينية.

وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو
وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو- الصورة من بلومبرغ

لذلك، وفق أنس الحجي، من المتوقع أن تكون الأمور أكثر سوءًا في المستقبل، لأنه -تاريخيًا- قبل 200 أو 300 عام، كانت فكرة الضرائب الجمركية عالية، إذ كانت الصناعات مستقلة، فمثلًا كانت الصناعة في بريطانيا متكاملة جدًا، فتنتج بريطانيا وترسل منتجاتها لبلاد أخرى.

لكن الآن، عند الحديث عن سيارة فورد -مثلًا- مصنوعة في المكسيك، أو جُمِّعَت في المكسيك، فهي سيارة مصنوعة في أكثر من دولة، وهو ما ينطبق على "آيفون" المصنوع في أكثر من 20 دولة، لذلك فإن الأمور مختلفة الآن عن السابق.

خط إنتاج شاحنة فورد 150 لايتنينغ الكهربائية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان
خط إنتاج شاحنة فورد 150 لايتنينغ الكهربائية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

ومن ثم، فإن فرض أيّ رسوم جمركية على أيّ بلد يسبب مشكلات كثيرة، وكان من المقرر، وفق قرار ترمب، بدء فرض الضرائب منذ صباح يوم الثلاثاء 4 فبراير/شباط، بنسبة 25% على كل الاستيراد مع استثناء الغاز الطبيعي، كما فرض ضرائب 10% على النفط المستورد من كندا.

وأضاف: "بالطبع ثار جنون الإعلام، والأمر كان خطيرًا، وحدثَ انهيار في الأسواق، أي حدث كل ما لا يريده ترمب، فهو يريد أن ينخفض الدولار لكنه ارتفع، ويريد خفض أسعار النفط لكنها ارتفعت، ويريد ارتفاع أسواق الأسهم، لكنها انهارت، كما انخفضت العملات المشفرة، بما فيها التي تحمل اسمه واسم زوجته".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مباحثات أردنية عراقية لتعزيز التعاون العسكري المشترك بين البلدين
التالى نتيجة الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الأول 2024-2025.. ظهرت في 3 محافظات