في مقابلة حصرية مع القناة 12 الإسرائيلية، كشف يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، تفاصيل العملية العسكرية الأكثر جرأة، التي انتهت بتصفية الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024.
العملية، التي استهدفت نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بل جاءت بعد شهور من التخطيط والجدل السياسي داخل الأوساط الإسرائيلية.
الاجتماع الحاسم: اتخاذ القرار في اللحظات الأخيرة
وفقًا لجالانت، بدأ التخطيط لاغتيال نصر الله قبل أيام من تنفيذ العملية، عندما عرض رئيس الأركان وقائد القوات الجوية على الحكومة الإسرائيلية خطة التصفية، وأكدا أن فرصة النجاح تبلغ 90%، لكن كان هناك قلق من احتمالية هروب نصر الله من موقعه.
"سألتهم: كم طنا من المتفجرات تخططون لاستخدامها؟ أجابوا: 40 طنا. فقلت لهم: لا، استعملوا 80 طنا، نريد النجاح بنسبة 99%."
رغم موافقة 5 من أعضاء الكابينت الإسرائيلي، رفض اثنان آخران العملية، مما أدى إلى تأجيل القرار. وفي هذه الأثناء، تلقى جالانت معلومات استخباراتية تفيد بأن نصر الله قد يغادر موقعه في أي لحظة، مما زاد الضغط على نتنياهو لاتخاذ قرار سريع.
لحظات التردد: نتنياهو يماطل وجالانت يضغط
بينما كان الكابينت يناقش تفاصيل العملية، سافر بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ورفض إعطاء الضوء الأخضر للعملية فورًا، مفضلًا الانتظار حتى عودته. لكن في اليوم التالي، نشرت وسائل الإعلام تقارير عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مما زاد من تعقيد الوضع.
"تلقيت اتصالًا من رئيس الوزراء قائلًا: كنت أفكر في حديثكم ليلة أمس، وسنجتمع الليلة لاتخاذ القرار."
في يوم الجمعة، حدد جالانت مع رئيس الأركان الساعة 6:00 مساءً كموعد نهائي للتنفيذ، لكن نتنياهو طلب تأجيلها حتى الساعة 6:30، ليتمكن من إنهاء خطابه في الأمم المتحدة. وأخيرًا، أعطى الضوء الأخضر.
التنفيذ: 84 طنًا من المتفجرات تمحو الهدف
عند الساعة 6:20 مساءً، انطلقت الطائرات الإسرائيلية في غارة جوية عنيفة على الموقع المحدد في ضاحية بيروت الجنوبية، مستهدفة المبنى الذي كان يتواجد فيه نصر الله.
"بحلول ذلك الوقت، أسقطنا 84 طنًا من المتفجرات، وتمت تصفية نصر الله بنجاح."
بعد دقائق، بدأت وسائل الإعلام الدولية بنقل الخبر وسط موجة من الارتباك والصدمة في لبنان، بينما أعلن حزب الله حالة الطوارئ القصوى، متوعدًا برد غير مسبوق
عواقب الاغتيال: هل يشعل الحدث حربًا إقليمية؟
أثار اغتيال نصر الله موجة غضب واسعة في لبنان وإيران، حيث تعهد حزب الله برد قوي، وسط مخاوف من تصعيد عسكري غير مسبوق مع إسرائيل.
في المقابل، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تنظر في إضافة عملية الاغتيال إلى لائحة الاتهامات ضد جالانت ونتنياهو، اللذين يواجهان مذكرات توقيف دولية بتهم جرائم حرب في غزة ولبنان.
