في خطوة جديدة ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، شرعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تنفيذ الترتيبات النهائية للإفراج عن 3 إسرائيليين من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
يأتي هذا بعد سلسلة من العمليات التي شهدت إطلاق سراح إسرائيليين في مناطق مختلفة، ويعدّ هذا التحرير الأول من نوعه في وسط القطاع، وهي منطقة لم تشهد توغلا بريًا للقوات الإسرائيلية منذ بداية العملية العسكرية.
تفاصيل عملية الإفراج عن الأسرى
أفادت حركة حماس بأن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين سيطلق سراحهم هم إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور أبراهام ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي.
وكشفت حركة حماس أن اثنين منهم من كبار السن، بينما يعاني الثالث من إصابة أو حالة مرضية، مما يضيف بعدًا إنسانيًا لهذه العملية.
وضمن هذه الترتيبات، تواصل كتائب القسام تنفيذ عملية التسليم بمشاركة عناصر أمنية من الحركة، حيث تمركزت في المنطقة بأعداد كبيرة.
الترقب والحذر في شوارع دير البلح
وشهدت شوارع دير البلح انتشارًا مكثفًا لعناصر كتائب القسام، الذين ظهروا بالزي العسكري الكامل والمسلحين بأسلحة ثقيلة، في خطوة تعكس الجاهزية والتأهب من جانبهم.
كما جابت مركبات مزودة برشاشات ثقيلة المنطقة وسط أجواء من الترقب والحذر، بينما كانت التحضيرات للتسليم جارية في نقاط مختلفة.
رمزية وتحدي في الشوارع
وفي مشهد يعكس رمزية القوة العسكرية لحركة حماس، قامت كتائب القسام بإقامة منصة رئيسية في أحد شوارع دير البلح حملت شعارًا بارزًا: "نحن الطوفان نحن اليوم التالي".
في المنتصف، تم وضع علم فلسطين داخل قبضة يد، تعبيرًا عن الصمود في مواجهة العدوان.
كما زينت المنصة بصور لقيادات بارزة في الحركة التي استشهدت خلال الحرب، مما أضاف بعدًا رمزيًا على الحدث، مؤكدًا على استمرار الحركة في مسيرتها ضد الاحتلال.
إيصال رسالة وتأكيد على القوة الميدانية
كما أظهرت الصور التي زينت المنصة، صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل مثلث أحمر إلى جانب مشاهد لآليات إسرائيلية مدمرة، مع جملة مكتوبة بالعبرية أسفلها "النصر المطلق".
هذه الرموز تعتبر بمثابة رسالة قوية حول قدرة كتائب القسام على إدارة الميدان وتنفيذ عملية الإفراج بنجاح، بما يعكس قوتها التنظيمية وسيطرتها الميدانية.
إجماع فلسطيني على القوة والانتصار
من جانبهم، أفاد وسائل الإعلام الفلسطينية بأن هذه الترتيبات تعتبر جزءًا من سعي كتائب القسام لإبراز قوتها التنظيمية والسيطرة الكاملة على عملية تسليم الأسرى. يضيفون أن هذا المشهد يعكس فخر الفلسطينيين بقوة حركتهم العسكرية التي تحظى بدعم شعبي كبير، وتؤكد استمرار قدرتها على تنفيذ الاتفاقات الميدانية رغم التحديات.
هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لحركة حماس من أجل تحقيق أهدافها في إطار الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وتعكس حرصها على إظهار قدرتها على فرض شروطها في أي عملية تبادل أسرى.
كما أن تسليم هؤلاء الأسرى يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في مسار التهدئة ووقف إطلاق النار الذي يشرف عليه الوساطات الدولية.
