الجيش السوداني يعلن تقدمه نحو استعادة الخرطوم من قوات الدعم السريع

مبنى القيادة العامة للجيش السوداني يحمل آثار قصف مدفعي في الخرطوم

يبدو أن الحرب الأهلية الدامية في السودان  تقترب من مرحلة حاسمة، حيث أعلن الجيش السوداني، تحقيق تقدم كبير في معركته لاستعادة العاصمة الخرطوم، من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفقًا لتقرير الجارديان البريطانية

ومع اقتراب الصراع، الذي طالما اتسم بالجمود الدموي، من الذكرى السنوية الثانية، أكدت القوات المسلحة السودانية تحقيق سلسلة من المكاسب الميدانية السريعة في مختلف أنحاء البلاد, وشهدت العاصمة الخرطوم التطورات الأكثر أهمية، إذ باتت القوات العسكرية على مقربة من القصر الجمهوري، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

التقدم على محور النيل الأزرق

في جنوب الخرطوم، حققت وحدات من الجيش تقدمًا سريعًا على طول النيل الأزرق، متجهة نحو نقطة دخول استراتيجية إلى العاصمة، وهو ما أثار تكهنات بإمكانية انسحاب قوات الدعم السريع من المدينة، في خطوة قد تؤدي إلى إعادة تقييم عميقة لمسار الصراع.

تحول في مسار المعارك

تشير التطورات الميدانية، إلى تحول واضح في ميزان القوى، حيث أكد مصدر عسكري أن القوات المسلحة "قريبة من وسط الخرطوم". 

من جانبه صرح بابكر الأمين، رئيس البعثة في السفارة السودانية بلندن، بأنه يتوقع استعادة الجيش للعاصمة بالكامل خلال أيام قليلة, وقال: "لم يتبقَّ سوى جيوب محدودة لقوات الدعم السريع في الخرطوم، وخاصة في منطقة النيل الشرقي، ونتوقع تطهير المدينة منها خلال فترة وجيزة".

اشتباكات عنيفة في أم درمان

أما في أم درمان، ثاني أكبر مدينة سودانية، فقد شهدت اشتباكات عنيفة مؤخرًا، كان أبرزها هجوم شنته قوات الدعم السريع على سوق شعبي، ما أسفر عن مقتل 54 مدنيًا, وأضاف الأمين أن "أم درمان تكاد تكون خالية تمامًا من قوات الدعم السريع، وكذلك الخرطوم شمال".

أثر النزاع على السودان

أسفرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع عن خسائر كارثية، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزح نحو 12 مليونًا من ديارهم، بينما تواجه مناطق عديدة خطر المجاعة, وحدها الخرطوم شهدت نزوح 3.6 مليون شخص بسبب العنف المستمر.

تأتي هذه التطورات بعد نجاح الجيش في كسر حصار قوات الدعم السريع لمقر قيادته في الخرطوم، مما أتاح لرئيس الأركان عبد الفتاح البرهان زيارة المقر للمرة الأولى منذ بدء الحرب, كما تمكنت القوات المسلحة مؤخرًا من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تقع على بعد 180 كيلومترًا جنوب الخرطوم، وتُعرف بكونها عاصمة "سلة الخبز" السودانية.

دارفور.. ساحة المعركة التالية؟

تشير تقارير استخباراتية إلى أن العديد من مقاتلي قوات الدعم السريع انسحبوا بالفعل إلى إقليم دارفور، معقل المجموعة المسلحة, باستثناء الفاشر، عاصمة شمال دارفور، والتي لا تزال تحت الحصار، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم.

في الوقت ذاته، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تزايد أعداد جرحى الحرب الذين تتعامل معهم فرقها في دارفور والخرطوم، مما يعكس التصعيد المستمر في المعارك. ويرى المراقبون أن الوضع الإنساني المتفاقم في السودان قد يزداد سوءًا في حال تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته بإغلاق وكالة المساعدات الأمريكية "يو إس إيد"، التي تعد أحد أكبر الداعمين الإنسانيين للبلاد.