اعترف الدولي الجزائري أنيس حاج موسى نجم نادي فينورد روتردام الهولندي، بأنّ حياته انقلبت رأسًا على عقب في الفترة الأخيرة وتحولت إلى فيلم، بعد نجاحه في التألق مع فريقه ووصوله إلى قمة كرة القدم الأوروبية في فترة وجيزة جدًّا، بعد أن كان قبل عام واحد فقط مجرد لاعب في الدرجة الثانية ببلجيكا.
ويقدّم حاج موسى (22 عامًا) مستويات مذهلة مع فينورد، بعد انضمامه إليه رسميًّا الصيف الماضي، ووصل به الحد إلى منافسة كبار نجوم كرة القدم العالمية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، في قصة ملهمة بالنسبة للاعب كان قبل أشهر يصارع مع الهواة، قبل أن يجد نفسه مطلوبًا لدى كبار أندية أوروبا.
قصة "نجم الخضر" مليئة بالكفاح، وهو الذي رفض نادي لانس الفرنسي الإبقاء عليه في صفوفه عقب تخرجه من أكاديميته، قبل أن يلعب في الدرجة الثالثة ثم الثانية في بلجيكا، ليصل بعدها إلى نادي فيتيس في هولندا، ومنه إلى الكبير فينورد خلال عام واحد، حيث كان عام 2024 مذهلًا بكل المقاييس للجناح الأيمن الطائر.
حاج موسى يروي قصة كفاحه للوصول إلى القمة
نشر موقع "أف أر 12" الخاص بمتابعة أخبار نادي فينورد تفاصيل حوار أجراه حاج موسى مع مجلة فينورد الخاصة بالنادي الهولندي، تحدث فيه عن قصة كفاحه للوصول إلى القمة، حيث قال: "لم أفكر في الأمر حقًّا، ولكن في عمر 22 عامًا مررت بالعديد من التجارب".
وتابع: "لقد كنت صغيرًا جدًا عندما انتقلت إلى لانس بمفردي ثم إلى بلجيكا. كان والداي يأتون لزيارتي أحيانًا، لكن في النهاية كان علي أن أتدبر أمري بمفردي"، وأوضح: "في الواقع لم يكن الأمر مهمًّا بالنسبة إلي. لطالما كان بإمكاني إظهار نفسي في الملعب، كنت سأسافر إلى الجانب الآخر من العالم إذا لزم الأمر".
ورد نجم "الخضر" على سؤال بخصوص رفض مسؤولي لانس له في بداياته، وتأكيدهم بأنّهم لا يرون أي مستقبل له: "أردت أن أثبت أنهم ارتكبوا (لانس) خطأً بعدم تجديد عقدي وانتهزت كل فرصة. لقد شعرت بتحسن كبير من الناحية الذهنية".
وأوضح: "إذا نظرت إلى مسيرتي حتى الآن، فقد اضطررت إلى تلقي بعض الضربات، لكنني واصلت الكفاح والصعود في كل مرة وهذا يجعلني أقوى. إنّها قصة النهوض والقتال والاستمرار".
فيلم سينمائي
واعترف حاج موسى بأن مهمته لم تكن سهلة خلال بداياته مع فينورد هاذ الموسم، وصرح بهذا الخصوص: "في بداياتي مع فينورد كان عليّ التعود والتكيف ولم يكن الأمر سهلًا مرة أخرى، ولكن عندما تحصلت على فرصتي انتهزتها".
وأوضح: "الاستماع إلى نشيد دوري أبطال أوروبا لأول مرة على أرض الملعب ضد باير ليفركوزن، يظل أمرًا لا يوصف. لقد كنت عاطفيًّا جدًّا"، وأضاف: "لقد رآني والداي أحقق حلمي وأعطاني ذلك شعورًا خاصًّا جدًّا. لقد كانت تلك المناسبة واحدة من تلك اللحظات المبهرة" وزاد: "ثم توالت المباريات ومنها مواجهة مانشستر سيتي. كان الأمر كما لو أن حياتي تحولت إلى فيلم سينمائي"، في إشارة إلى قصة نجاحه وصعوده.
وتابع: "بعد تسجيلي لأهداف أمام سالزبورغ وسيتي وسبارتا براغ، أصبحت الآن أول لاعب من فينورد يسجل ثلاثة أهداف متتالية في دوري أبطال أوروبا، هذا الأمر يجعلني فخورًا للغاية"، وأردف: "من كان يتوقع ذلك قبل عشر سنوات؟، لذلك ترى أن الأمور يمكن أن تكون غريبة في كرة القدم، وآمل أن أتمكن من إلهام الشباب لمواصلة تحقيق أحلامهم دائمًا".
وعن مهاراته العالية في المراوغة، أكد حاج موسى: "لا أعتقد أنني أبالغ عندما أقول إن المراوغة هي علامتي المميزة، عندما كنت طفلًا لم أفعل شيئًا آخر غير ذلك"، وزاد: "ركل الكرة أو التسديد على المرمى حوالي 10000 مرة لم يكن يبدو مثيرًا للاهتمام بالنسبة إلي"، وختم: "عندما أتلقى الكرة، كان ذلك من أجل المراوغة ومحاولة الالتفاف حول الجميع. لقد أصبحت المراوغة أمرًا غريزيًّا بالنسبة إلي".