شهد السودان في الآونة الأخيرة تطورات سياسية وعسكرية هامة تمثلت في سلسلة من الانتصارات التي حققها الجيش السوداني.
هذه الانتصارات، التي كانت أبرزها فك الحصار عن القيادة العامة واستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية، أعادت تشكيل ميزان القوى داخلياً.
تأثير هذه النجاحات لا يقتصر فقط على الداخل السوداني، بل يتجاوزها ليطال السياسات الخارجية للدول الإقليمية والدولية تجاه السودان. في هذا السياق، تحدث الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمحلل السياسي السوداني في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر"، عن التحولات الجارية في السودان وتأثيراتها المتوقعة على الأوضاع الإقليمية والدولية.
الانتصارات العسكرية السودانية: بداية جديدة للثقة الداخلية
أكد الدكتور حسن شايب أن ما حققه الجيش السوداني من انتصارات يعد بمثابة تحول كبير على الصعيدين المعنوي والعسكري.
ففي الوقت الذي نجح فيه الجيش في فك الحصار عن القيادة العامة، كانت هذه الخطوة بمثابة رسالة قوية على قدرة الجيش السوداني في الحفاظ على السيادة الوطنية والدفاع عن مراكز السلطة.
هذه الانتصارات ساهمت في تعزيز ثقة الشعب السوداني في مؤسسات الدولة، وزادت من تماسك القوات المسلحة في مواجهة التحديات الأمنية التي يواجهها السودان.
انعكاسات الانتصارات على السياسات الخارجية
وأشار دنقس إلى أن الانتصارات التي حققها الجيش السوداني سيكون لها تأثير كبير على السياسات الخارجية للدول الإقليمية والدولية.
فعلى الرغم من أن العديد من الدول قد تبنت مواقف حيادية أو حتى دعمت بعض القوى المعارضة في السابق، إلا أن الوضع الجديد في السودان سيدفع هذه الدول إلى إعادة تقييم مواقفها تجاه السودان.
حيث من المتوقع أن تعمل القوى الإقليمية والدولية على تطوير استراتيجيات جديدة في التعاطي مع السودان في ضوء هذه التطورات العسكرية.
التعاون الإقليمي والفرص المتاحة للسودان
في سياق متصل، أشار الدكتور حسن إلى أن بعض الدول المجاورة للسودان قد ترى في هذه الانتصارات فرصة للتعاون مع السودان في مجالات الأمن الإقليمي.
فالدول التي تشترك مع السودان في تحديات مشتركة مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية، قد تجد في استقرار السودان خطوة هامة لتطوير التعاون الأمني المشترك.
وأضاف أن السودان، بفضل موقعه الجغرافي المتميز، يمكن أن يتبنى إستراتيجية لدول الجوار تهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي من خلال فتح منافذ بحرية للدول المغلقة مثل إثيوبيا، جنوب السودان، تشاد، وأفريقيا الوسطى، من خلال اتفاقيات شراكة اقتصادية تحقق منافع متبادلة.
تعزيز الأمن القومي السوداني والتعاون العسكري المشترك
وأوضح دنقس أن تعزيز التعاون العسكري بين السودان ودول الجوار، من خلال تجارب القوات المشتركة، يعتبر من أولويات السودان لتأمين حدوده وحماية أمنه القومي.
حيث أن هذه الخطوات ستساهم في تحييد أي تهديدات أمنية قد تواجه البلاد من خلال التعاون المتبادل بين هذه الدول.
علاوة على ذلك، فإن التعاون الأمني مع الدول المحاذية سيسهم في تحقيق استقرار إقليمي يخدم مصالح السودان ويعزز من دوره المحوري في المنطقة.
من خلال هذه الانتصارات المتتالية، يبدو أن السودان على أعتاب مرحلة جديدة من الاستقرار الداخلي، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على السياسات الخارجية والتعاون الإقليمي.
هذه الانتصارات توفر للسودان فرصة كبيرة لإعادة تشكيل تحالفاته وتحقيق مصالحه الاستراتيجية، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
