تقرير أممي: المغرب جسر صناعي يربط إفريقيا بأوروبا رغم التحديات وفي التفاصيل،
أفاد تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) أن المغرب نجح في تعزيز موقعه كفاعل رئيسي في التعاون الصناعي بين دول الجنوب، متجاوزًا دوره التقليدي كمستفيد ليصبح جسرًا استراتيجيًا يربط بين أوروبا والعالم العربي وإفريقيا جنوب الصحراء. وأشار التقرير إلى أن المملكة شاركت في مشروعين ضمن برامج التعاون الصناعي جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي (SSTIC)، مما يعكس ريادتها في هذا المجال.
ووفقًا للتقرير، عزز المغرب مكانته من خلال مبادرات بارزة مثل برنامج الشراكة القُطري (PCP) وCleantech Morocco، بالإضافة إلى دوره المحوري في المشاريع الإفريقية. كما استضافت الأكاديمية الخضراء الإقليمية في المغرب خبراء من ست دول إفريقية (بوركينا فاسو، غانا، رواندا، السنغال، جنوب إفريقيا، وموريشيوس) لتعزيز الانتقال العادل نحو الاقتصادات الدائرية، مما يؤكد التزام المملكة بنقل المعرفة ودعم القدرات الصناعية في القارة.
ورغم التقدم الملحوظ، لا تزال التحديات كبيرة، حيث يعتمد التعاون الصناعي في إفريقيا بشكل كبير على التمويل الخارجي.
وأشار التقرير إلى أن 24 دولة إفريقية فقط من أصل 54 شاركت في مشاريع SSTIC، مع تركيز 70% من هذه المشاريع في قطاعي الزراعة والطاقة، بينما لا تزال مجالات مثل الصحة والتكنولوجيا الرقمية بحاجة إلى مزيد من الاستثمار.
يُذكر أن المغرب يلعب دورًا جوهريًا في نقل التكنولوجيا الخضراء إلى دول مثل السنغال وكمبوديا عبر مشروع Cleantech Morocco، كما يستعد لاستضافة مؤتمر “التحالف من أجل الصناعة 4.0 والتصنيع الذكي في إفريقيا”.
وتؤكد هذه الجهود مكانة المغرب كحلقة وصل استراتيجية بين الشمال والجنوب، رغم التحديات التي تواجهها القارة في تحقيق الاستقلالية الصناعية.