أخبار عاجلة

العمارتي: إسبانيا اكتشفت التراث العربي بفضل اهتمام أوروبا بالإرث الأندلسي

العمارتي: إسبانيا اكتشفت التراث العربي بفضل اهتمام أوروبا بالإرث الأندلسي
العمارتي: إسبانيا اكتشفت التراث العربي بفضل اهتمام أوروبا بالإرث الأندلسي
العمارتي: إسبانيا اكتشفت التراث العربي بفضل اهتمام أوروبا بالإرث الأندلسي
هسبريس من الرباطالأحد 9 فبراير 2025 - 05:00

قال الأكاديمي محمد العمارتي: “عندما طُرد المسلمون من الأندلس أسّست إسبانيا دولتها في الأندلس على حساب الدم المسلم واليهودي، وأحرقت تراثَها، فانتهى أمر اللغة العربية وتراثها، ودخلت إسبانيا في ظلامية الضمير والثقافة، وأحرقت جزءا مهما من سيرورتها الثقافية. ولما فطنت لاهتمام أوروبا بالتراث الأندلسي إلَّا هي، صار الاستعراب الإسباني وافدا مستوردا من الخارج لأن إسبانيا عملت على طمسه”.

وأضاف الباحث المغربي، في لقائه مع الإعلامي ياسين عدنان، في بودكاست “في الاستشراق” الذي تعرضه “منصة مجتمع”، أنه “في عهد كارلوس الثالث استقدم الإسبان مارونيين من الشام، على رأسهم الغزيري، الذي فهرس مخطوطات دير الإسكوريال في عشر سنوات، واندهش لما في المكتبة من الذخائر، وهذا حصل بعد فهرسات في دول أوروبية أخرى قطعت شوطا كبيرا، وبعد ترجمات أوروبية للتراث الأندلسي ولو أنها كانت قليلة”.

وأوضح أن الاستعراب “حركة قامت في أواخر القرن التاسع العشر لدراسة التراث الأندلسي والعربي في إسبانيا، وكان شغلها الشاغل الأندلس تراثا مشتركا بين إسبانيا والعالم العربي”، علما أن إسبانيا عرفت استشراقا (اهتمام بتراث الشرق عامة)، واستعرابا، واستفراقا (دراسة إفريقيا)، لكن “الاستعراب لم تكن له أطماع استعمارية، إلا قليلا لا يقاس عليه، وهو حنين للتراث العربي للأجداد بالأندلس عند باحثين”.

وفرّق العمارتي بين استعرابَين قديم وحديث، فـ”في مرحلة السيادة الإسلامية على الأندلس كانت فئة من المسيحيين تسمّى المستعرَبين (بفتح الراء)، حافظوا على دينهم ومعتقداتهم، لكنهم تشبهوا بالعرب وتعلموا العربية وزاولوا مهامهم في ظل السيادة الإسلامية، ونفرق بينهم وبين مسيحيي ممالك الشمال في شبه الجزيرة الإيبيرية. أما المستعرِبون فاشتغلوا بالاستعراب في قرون لاحقة، وتخصصوا في الإرث الأندلسي بشكل عام، وإخراج ذخائر هذا التراث الغني الذي يغطي مراحل مهمة من تاريخ إسبانيا في العصر الوسيط”.

وتابع قائلا: “الاستعراب القديم أفقه المعرفي غير واضح، فقد كان المستعرَبون يدرسون العربية لتقلد المناصب في الدولة الإسلامية، دون حس معرفي، لأن العربية فرصة للعمل في البلاط والترقي في المناصب بسدة الحكم بدرجة أولى. أما الاستعراب الجديد فعلم قائم بذاته، يهتم بالأندلس، وإخراج المكتبة الأندلسية بمختلف أطيافها، من شعر، وتاريخ، وأنثروبولوجيا، وجماليات، ونصوص فقهية، وفلسفية…”.

وأبرز أن في “الاستعراب الإسباني” منطلقا “يرى أن التراث الأندلسي هو إسباني، نبت في بيئة إيبيرية، وأنتجه علماء إيبيريون بلغة عربية، وهذا خطاب غير بريء، وأقول دائما إن خطاب الاستعراب الإسباني كان يرحّل في بعض مراحله كل الإنتاج العربي الإسلامي في الأندلس وينسبه إلى الإسبان”. قبل أن يستدرك قائلا: “لولا غيرتهم هذه لما أخرجوا هذا التراث وبحثوا عن عيون التراث الأندلسي، وأحدثوا مدارس خاصة لدراسته”.

ومن بين من استحضرهم اللقاء العلَمان محمد بن شريفة عميد الدراسات الأندلسية بالمغرب، وعباس الجراري رائد دراسات الأدب المغربي، “فكلاهما حضّرا أطروحتيهما للدكتوراه في مصر، بإشراف عبد العزيز الأهواني. وبنشريفة لفت انتباه الدارسين العرب للأمثال والأزجال والتراث الأندلسي المنسي فيها، وانتقالها إلى ضفة الغرب الإسلامي، وقد كان رائدا في دراسة الأدب المنسي بشكل عام، وكشف شعراء منسيين (…)، وكان يسمي هذا كله أدب الغرب الإسلامي، وكان يقول لولا المغاربة لضاعت الأندلس”.

" frameborder="0">

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حركيات يؤسسن مجلس بني ملال
التالى إينيجو مارتينيز بعد الرباعية أمام إشبيلية: صححنا خطأ من ظن وفاة برشلونة