بين أحضان شوارع منطقة الزمالك المنمقة والهادئة، تفوح رائحة «حيفا» في قطع فنية متراصة بانتظام تكاد تسمع صوتها تهتف بالهوية الفلسطينية في معرض سنوي يحتفي بتراثها، يحوى رسومات لـ«حنظلة»، الأيقونة الفلسطينية الخالدة التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، وقدمها سنة 1969 بإحدى الصحف العربية، ويمثل «حنظلة» صبيًا في العاشرة من عمره، ويظل في نفس العمر مهما تعاقبت السنون، ولن يكبر حتى يعود لفلسطين.
جاليري «حيفا» للحفاظ على الهوية الفلسطينية
«المعرض السنوى للتراث الفلسطينى» أقامه «جاليرى حيفا»، الذى لقى إقبالاً كبيراً من المصريين، إذ يعرض أشكالاً للشال الفلسطينى ومنتجات هاند ميد صُنعت بإيادٍ مصرية فلسطينية، يقبل عليها زوار المعرض، استمر من الـ12 ظهراً حتى الـ12 منتصف الليل، بحسب ما روى الفلسطينى محمود العطار، منظم الجاليرى لـ«الوطن»، موضحاً أن فكرة المعرض جاءت من الانتماء للوطن: «كل واحد فينا لسه عنده مفتاح الدار وعارف بيته فين وقريته وأهله، وعلشان حابين نخلد الهوية والتراث الفلسطيني عملنا الجاليرى، وجهزنا له قبلها بـ4 شهور، المنتجات اللي فيها 50% أيادي مصرية و50% فلسطينية».
للمعرض السنوى الذى يعقد مرة واحدة في العام تاريخ طويل، إذ بدأ الشباب المصريون من أصول فلسطينية، محمود العطار وأشقاؤه، في 2016 بافتتاح أول معرض لهم في وسط البلد، ثم بعدها فرع في الإسكندرية والمنصورة والزمالك، وبحسب وصف «العطار» يتم التجهيز لجاليرى آخر في الشرقية، منظمو المعرض يجيدون أيضاً الحرف اليدوية: «أنا باعمل شغل نحت على الخشب، والدي كمان عامل مجسمات للرموز الفلسطينية منحوتة زي حنظلة وكنيسة القيامة ومفتاح العودة، أختي هنو بتشتغل في التطريز وهكذا، إحنا وأصدقاء لينا بدأنا نجمع شغلنا ونعرضه، والمعرض سنة بعد سنة كبر، وهدفنا مش بس تخليد الهوية الفلسطينية، عندنا مشغولات يدوية للحضارة الفلسطينية، عملنا جاليري قبل كده لفيروز، فيه مشغولات يدوية سيناوية وغيرها من الرموز اللي بتعكس الهوية المصرية كلها».
منتجات بأيد مصرية فلسطينية
وأضاف «العطار» عن المنتجات المعروضة في الجاليري ويتوافد عليها الزوار: «كان زمان بتيجي منتجات المعرض من سيدات فلسطينيات بيطرزوا علم فلسطين وبيعملوا شغل على الملابس، حاليًا بسبب الحرب بيعملها فلسطينيين موجودين في مصر»، لكل منتج قصة مثل الحقائب التي عليها مفتاح العودة وأخرى رُسم عليها «حنظلة»، ومنتجات أخرى كُتب عليها عبارة «إنا باقون هنا ما بقى الزعتر والزيتون» تعكس تشبث الفلسطينيين بالأرض، فضلًا عن الكوفية الفلسطينية الأصلية.
كل المدن الفلسطينية لها مكانة خاصة في قلب «العطار» وأشقائه، وكلها جميلة، لكنها ممنوعة حتى على أهلها، ولأن حيفا واحدة من أجمل وأكبر هذه المدن اختار «العطار» اسمها لـ«الجاليري»: «اخترنا حيفا لأنها من أجمل المدن الفلسطينية، بس عمرنا ما شفانها وممنوعين من إننا ندخلها بسبب سياسة المحتل».
هنو العطار، شقيقة «محمود» وواحدة من العارضين للتراث الفلسطيني، تحتفي بتاريخ بلدها: «من 2016 باعمل شغل التطريز الفلسطيني زي الكوفية، ملابس، شنط وإكسسوارات، والناس بتتشد للشغل ده جداً، المميز السنة دي وعى الناس ودعمهم للقضية بشكل أكبر، والحاجات المميزة في المعرض هي الميداليات والسلاسل والكوفيات، الناس بقت تحب تشتريها وتتحرك بيها وتعبر عن دعمهم للقضية بيها، الجاليرى النهارده في يوم مميز للتراث الفلسطينى، فيه جاليري طول السنة في نفس المكان شغل هاند ميد برضو».
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.