الكنيسة تحتفل بتذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية سنة ٣٨١م

الكنيسة تحتفل بتذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية سنة ٣٨١م
الكنيسة تحتفل بتذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية سنة ٣٨١م

تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية..في مثل هذا اليوم من عام 381 ميلادي، اجتمع في مدينة القسطنطينية مئة وخمسون أبًا بدعوة من الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير لمحاكمة مقدونيوس، بطريرك القسطنطينية، إلى جانب سابيليوس وأبوليناريوس بسبب تجديفهم ضد الله الكلمة والروح القدس. وعندما انتشرت تلك الأفكار المضللة، شعر الآباء بالخطر الذي يهدد سلامة الكنيسة، فأبلغوا الإمبراطور ثيودوسيوس بهذه الهرطقات للتعامل معها.

تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية
تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية

تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية

أصدر الأمر بعقد مجمع كبير وأرسل دعوات إلى الأنبا تيموثاؤس، بابا الإسكندرية الثاني والعشرين، والأنبا داماسوس، بابا رومية، والأنبا بطرس، بطريرك أنطاكية، والأنبا كيرلس، بطريرك أورشليم. حضر الجميع برفقة أساقفة كراسيهم، باستثناء بابا رومية الذي اكتفى بإرسال نواب يمثّلونه. وعندما انعقد المجمع المقدس في مدينة القسطنطينية، تم استدعاء مقدونيوس، فسأله الأنبا تيموثاؤس رئيس المجمع قائلاً: ما هو اعتقادك؟ فأجاب مقدونيوس بأن الروح القدس مخلوق مثل باقي المخلوقات. عندها رد الأنبا تيموثاؤس موضحاً أن الروح القدس هو روح الله نفسه، وإذا اعتبرنا، وفق رأيك، أن روح الله مخلوق، فهذا يعني أن حياة الله مخلوقة، وبالتالي نستنتج أنه سيكون بلا حياة من دون روحه. ثم نصحه بالتراجع عن رأيه الخاطئ. وإذ أصرّ على موقفه ورفض النصيحة، تم عزله وتجريده من رتبته.

تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية
تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية

المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية

ثم سأل سبيليوس قائلاً: وأنت، ما هو اعتقادك؟ فأجاب: أؤمن بأن للثالوث ذاتًا واحدة وإقنومًا واحدًا. فرد عليه الأنبا تيموثاؤس: إذا كنت ترى أن الثالوث كما تزعم، فإن مفهوم الثالوث يصبح باطلًا، كما تبطل معموديتك لأنها تُجرى باسم الآب والابن والروح القدس. بل وبناءً على رأيك، يصبح الثالوث قد تألم ومات، مما يتعارض مع ما ذكره الإنجيل عن الابن القائم في الأردن أثناء نزول الروح القدس عليه بهيئة حمامة، في حين كان الآب ينادي من السماء. ثم قدم له النصيحة بالرجوع عن اعتقاده الخاطئ، لكنه رفض ذلك، مما دفع الأنبا تيموثاؤس إلى عزله وتجريده من رتبته.

الله الكلمة قد اتحد بطبيعتنا البشرية ليخلصنا

ثم سأل أبوليناريوس: وأنت، ما هو اعتقادك في الأمر؟ فأجاب قائلاً: إن تجسد الابن حدث باتحاده مع الجسد البشري دون أن يكون معه النفس الناطقة، لأن لاهوته قام مقام النفس والعقل. فرد عليه الأنبا تيموثاؤس قائلاً: إن الله الكلمة قد اتحد بطبيعتنا البشرية ليخلصنا. فإذا كان الاتحاد قد اقتصر على الجسد الحيواني فقط، فهذا يعني أنه لم يخلص البشر بل الحيوانات، لأن البشر يُبعثون في يوم القيامة بالنفس الناطقة العاقلة، وهي التي يتوقف عليها الخطاب والحساب، ومن خلالها ينال الإنسان النعيم أو العذاب. بناءً على هذا، فإن منفعة التجسد تصبح لاغية.

تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية
تذكار اجتماع المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية

وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن لله  أن يقول عن نفسه إنه إنسان إذا لم يتحد بالنفس الناطقة العاقلة؟ حاول بعضهم نصحه للعدول عن رأيه الباطل، لكنه أبى الاستجابة، فواجه المصير نفسه الذي لقيه زميلاه. وفي النهاية، قام المجمع بحرمان الثلاثة وكل من يتبع رأيهم. بعد ذلك، جرى استكمال دستور الإيمان الذي كان قد وضعه آباء مجمع نيقية حتى العبارة “الذي ليس لملكه انقضاء، وبالروح القدس”، حيث أضاف آباء مجمع القسطنطينية ما تبقى من النص إلى نهايته، كما وضعوا قوانين أخرى لا تزال بين أيدي المؤمنين حتى اليوم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق السيطرة على حريق داخل عقار سكنى بحلوان
التالى مدرعات الاحتلال الثقيلة تظهر لأول مرة منذ الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية