أخبار عاجلة
دعاء الرزق مكتوب ومجرب.. ردده في وقت السحر -

كيف يؤثر التزييف العميق على السياسة والإعلام؟ وما هو رأي الدين والقانون في هذه التقنية؟.. اعرف التفاصيل

كيف يؤثر التزييف العميق على السياسة والإعلام؟ وما هو رأي الدين والقانون في هذه التقنية؟.. اعرف التفاصيل
كيف يؤثر التزييف العميق على السياسة والإعلام؟ وما هو رأي الدين والقانون في هذه التقنية؟..  اعرف التفاصيل
كتب : عامر عبدالرحمن

التزييف العميق (Deepfake) هو تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي وبرامج الحاسوب لإنتاج مقاطع فيديو مزيفة عبر دمج صور ومقاطع فيديو لشخصية معينة، بهدف إنشاء مقطع جديد يبدو في البداية حقيقيًا، ولكنه في الواقع مُعدل باستخدام تقنيات التعلم الآلي. يعتمد التزييف العميق على أدوات وتقنيات متطورة مثل خوارزميات التعرف على الوجه والشبكات العصبية الاصطناعية، بما في ذلك المشفرات التلقائية التباينية (VAEs) والشبكات التوليدية التنافسية (GANs).

بينما ليس إنشاء المحتوى الزائف أمرًا جديدًا، فإن التزييف العميق يتميز باستخدام هذه التقنيات المتقدمة، ما يجعله أكثر إقناعًا وصعوبة في اكتشافه, وقد أثار هذا الموضوع قلق الأكاديميين والمختصين، الذين أبدوا مخاوف بشأن استخدام التزييف العميق في الترويج للمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، وحتى التدخل في الانتخابات.

على الرغم من هذه المخاوف، فقد استجابت صناعة تكنولوجيا المعلومات والحكومات بتطوير تقنيات للكشف عن هذا النوع من التزييف وتقليل استخدامه, كما تم استخدام هذه التقنية في أغراض غير قانونية، مثل إنشاء مقاطع فيديو إباحية مزيفة لمشاهير، أو نشر أخبار كاذبة بهدف التلاعب بالآراء العامة أو الانتقام.

التطور التاريخي ل  (Deepfake)

طورت تقنيات التلاعب بالصور في القرن التاسع عشر، وكان لها تأثير كبير على صناعة السينما، حيث تم استخدامها لتحسين التجربة البصرية وإنشاء مؤثرات خاصة, ومع مرور الوقت، شهدت هذه التقنيات تطورًا ملحوظًا في القرن العشرين، خاصة مع ظهور الفيديو الرقمي الذي ساهم في تسريع عملية التلاعب بالصور والفيديوهات.

أما تقنية التزييف العميق، فقد ظهرت لأول مرة في الأبحاث الأكاديمية خلال تسعينيات القرن العشرين، ثم بدأ الهواة في استخدام هذه التقنيات عبر الإنترنت وفي المجتمعات الرقمية, في السنوات الأخيرة، تبنت الصناعة التقنية هذه وبدأت في استخدامها بشكل واسع في إنتاج المحتوى الإعلامي والترفيهي.

وتمثل التقدم في هذه التقنية على مستويين: الأول أكاديمي وقانوني حيث يتم تطويرها وتحليلها من قبل العلماء والباحثين في مجالات الذكاء الاصطناعي والعلوم الحاسوبية، بينما يتمثل المستوى الثاني في الاستخدام غير القانوني، حيث يقوم المبرمجون الهواة بتطوير هذه التقنيات بشكل غير مرخص، مما يؤدي إلى استخدامها لأغراض ضارة وغير أخلاقية مثل التلاعب بالصور والفيديوهات لنشر الأخبار الكاذبة أو لأغراض أخرى غير مشروعة.

كان من أبرز المشاريع المبكرة في مجال التزييف العميق برنامج "إعادة كتابة الفيديو" الذي نُشر عام 1997, في هذا المشروع، تم تعديل لقطات فيديو لشخص يتحدث بحيث يُصوَّر وهو ينطق كلمات تختلف تمامًا عن الكلمات الأصلية في المسار الصوتي, يعتبر هذا المشروع من أوائل الأنظمة التي أتمت عملية إعادة تنشيط الوجه بالكامل، حيث استخدم تقنيات التعلم الآلي لربط الأصوات التي يصدرها الشخص بحركات شكل وجهه، مما سمح بإنشاء فيديوهات تظهر الشخص وهو ينطق كلمات لم يُسمع بها في الواقع.

أمثلة على استخدام تقنية التزييف العميق (Deepfake):

1. صورة مزيفة لدونالد ترامب

 تم إنشاء صورة مزيفة باستخدام ميدجورني تُظهر ترامب أثناء اعتقاله. تم تداول الصورة على نطاق واسع، مما أثار تساؤلات حول مصداقيتها.

2. فيديو مزيف لفلاديمير بوتين

تم نشر مقطع فيديو مزيف يظهر بوتين وهو يحذر الأمريكيين من التدخل في الانتخابات والانقسام السياسي المتزايد.

3. صورة مزيفة للبابا فرانسيس

 تم استخدام تقنية ميدجورني لإنشاء صورة مزيفة للبابا فرانسيس وهو يرتدي سترة منفوخة، مما أثار جدلاً واسعاً.

4. فيديو مزيف لباراك أوباما

 في عام 2018، نشر الممثل جوردان بيل فيديو مزيف يظهر فيه أوباما وهو يوجه إهانات لترامب. تم تعديل الصوت والوجه لتقليد أوباما بدقة.

5. فيديو مزيف لدونالد ترامب

 في 2019، تم نشر مقطع مزيف يظهر ترامب وهو يتفاخر بالفوز في الانتخابات التمهيدية، حيث تم تعديل وجه جيمي فالون ليبدو كوجه ترامب.

6. صور مزيفة لدونالد ترامب أثناء اعتقاله

 في مارس 2023، انتشرت سلسلة صور تم إنشاؤها باستخدام ميدجورني تُظهر ضباط شرطة نيويورك يضعون الأصفاد على ترامب، والتي تم تداولها على الإنترنت على نطاق واسع.

7. فيديو مزيف لنانسي بيلوسي

 في 2019، انتشر مقطع فيديو تم تعديله لنانسي بيلوسي يظهرها وكأنها في حالة سكر، وهو شكل من أشكال التلاعب بالفيديو.

 8. فيديو مزيف لمارك زوكربيرغ

 في مايو 2019، تم نشر فيديو مزيف يظهر زوكربيرغ يتحدث عن جمع البيانات والتحكم فيها من قبل فيسبوك، كجزء من معرض توعية بمخاطر الذكاء الاصطناعي.

9. فيديو مزيف لكيم جونغ أون وفلاديمير بوتين

 في 2020، تم نشر مقاطع مزيفة تصور الزعيمين يحذرون من تدخلهم في الانتخابات الأمريكية، بهدف تحذير الجمهور من تهديد الديمقراطية.

10. فيديو مزيف لبوتين في 2023

 في يونيو 2023، تم نشر فيديو مزيف يظهر بوتين يعلن غزوًا روسيًا وتعبئة عامة، وهو مثال على استخدام التزييف العميق لأغراض سياسية.

 الإفتاء لا يجوز شرعًا

أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز شرعًا استخدام تقنية "التزييف العميق" (DeepFake) لإنتاج مقاطع مرئية أو صوتية معدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي تُظهر الأشخاص وهم يفعلون أو يقولون شيئًا لم يفعلوه أو لم يقولوه في الواقع. 

وذلك لأن هذا يُعتبر كذبًا وغشًّا وتضليلًا للحقائق، وهو ما يتناقض مع القيم الإسلامية التي تحرم الغش بكل أنواعه. كما استشهدت دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم)، والذي يُحرم الغش في جميع صوره.

وأضافت دار الإفتاء أن الإسلام يشجع على الابتكار والاختراع، لكنه لا يجعله هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لتحقيق غايات مشروعة, ولذلك، يجب أن تكون الابتكارات العلمية محاطة بأخلاقيات تقوم على التقويم والإصلاح، مع ضرورة عدم إلحاق الضرر بالنفس أو بالآخرين. فإذا كان الاختراع وسيلة لغاية مشروعة، فإنه يُعتبر مشروعًا، أما إذا كان يهدف إلى أمر محرم، فإنه يُحظر.

وأكدت الدار, أن استخدام تقنية "التزييف العميق" لإنتاج مقاطع مفبركة بهدف الإضرار بالآخرين يعد محرمًا شرعًا، حيث يُعتبر نوعًا من الغش والكذب، وهو محرم في الحديث النبوي الشريف: "مَن غشَّنا فليس منا", كما أن هذه التقنية تُستخدم للترويع والتهديد، وهو ما يتعارض مع مقاصد الشريعة التي تحرص على حفظ الحياة والكرامة الإنسانية، وتحظر ترويع الآخرين حتى في المزاح.

قانونية استخدام  تقنية التزييف العميق (Deepfake)

تعد تقنية التزييف العميق (Deepfake) جريمة قانونية بموجب القانون رقم (175) لسنة 2018، والذي يتعلق بمكافحة جرائم تقنية المعلومات في مصر,حيث ينص هذا القانون على معاقبة الأفراد الذين ينشرون معلومات مضللة أو مزيفة عبر الإنترنت، بما في ذلك المحتوى الذي يتم تعديله أو تزييفه باستخدام تقنيات مثل التزييف العميق, ويشمل القانون أيضًا جرائم متعلقة بالمحتوى غير المشروع الذي يهدف إلى تشويه الحقائق أو التلاعب بالواقع، مما يعرّض الشخص المسؤول للمسائلة القانونية والعقوبات المناسبة.

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق درجال يعلن حالة الطوارئ ويقدم وعدًا للجماهير العراقية
التالى كونسيساو ينتقد إسماعيل بن ناصر بعد فوز ميلان على كومو