“الاتحاد للطيران” تمضي بثقة نحو الطرح الأولي دون الحاجة للسيولة

الاتحاد للطيران

أكدت شركة “الاتحاد للطيران” الإماراتية استعدادها الكامل للمضي قدمًا في الطرح العام الأولي (IPO) في حال قرر المساهمون ذلك، مشيرة في الوقت نفسه إلى عدم حاجتها الحالية للسيولة النقدية الناتجة عن الطرح، بفضل ما وصفته بـ”الوضع المالي القوي والمستقر”. 

ويأتي هذا في وقت تسود فيه أجواء من الحذر في الأسواق العالمية نتيجة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، التي أثرت سلبًا على شهية المستثمرين وأدت إلى تعطل العديد من صفقات الدمج والاستحواذ والطروحات العامة على مستوى العالم.

طرح الاتحاد للطيران

قال أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي لـ”الاتحاد للطيران”: “لسنا بحاجة إلى السيولة حالياً، لدينا وضع مالي جيد وربحية قوية، وقد حققنا تحسناً كبيراً في ميزانيتنا”، موضحًا أن الشركة ترى في الطرح العام مجرد أداة تمويلية إضافية، وليست ضرورة مالية ملحة، وفق تصريحاته لـ “بلومبرج”.

وسجلت “الاتحاد للطيران” قفزة في أرباحها لعام 2023، حيث تضاعفت أكثر من ثلاث مرات لتصل إلى 476 مليون دولار، وهي الأعلى في تاريخ الشركة، مدفوعة بزيادة في إيرادات المسافرين وقطاع الشحن، كما ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 25% لتبلغ 6.9 مليار دولار.

وكانت وكالة رويترز قد أفادت، في فبراير الماضي، أن الاتحاد تعتزم تنفيذ طرح أولي في سوق أبوظبي للأوراق المالية، قد يشمل بيع حصة تصل إلى 20% من أسهم الشركة، بهدف جمع نحو مليار دولار، في أول إدراج من نوعه لشركة طيران خليجية منذ عام 2008.

وأوضح نيفيس، الذي سبق أن أشرف على إدراج شركة “أزول” (Azul)، ثالث أكبر شركة طيران في البرازيل، في بورصة نيويورك عام 2017، أن “الاتحاد للطيران” – المملوكة لـ”القابضة” (ADQ) التابعة لصندوق الثروة السيادي في أبوظبي – جاهزة تمامًا للطرح، وأن كل شركة طيران طموحة تسعى للنمو والتأثير العالمي، تحتاج إلى تنويع مصادر رأس المال.

وقال نيفيس: “الطرح العام الأولي بالنسبة لي هو ببساطة مصدر إضافي لرأس المال، وليس أكثر من ذلك”، وفق تصريحاته لـ”صنداي تايمز”.

قيمة شركة الاتحاد للطيران

تُشير التقديرات إلى أن قيمة الشركة السوقية عند الطرح قد تصل إلى نحو خمسة مليارات دولار، وهو ما يمثل محطة مهمة في تاريخ صناعة الطيران الخليجي، إذ يُعد أول إدراج في القطاع منذ طرح “طيران الجزيرة” الكويتية في عام 2008.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود أوسع من حكومات دول الخليج لتنويع اقتصاداتها، وتقوية أسواق رأس المال، خاصة في ظل إقبال إقليمي متزايد على الطروحات، وقد جمعت شركات في المنطقة خلال عام 2023 ما يقرب من 13 مليار دولار من الاكتتابات العامة، مما يجعل ذلك العام الثاني الأفضل للطرح العام في الشرق الأوسط منذ تفشي جائحة كورونا.

وأظهرت تقارير “بلومبرج” في أبريل الجاري أن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفرض الرسوم الجمركية، أدت إلى تعقيد مشهد الصفقات العالمية، حيث تعطلت عمليات اندماج واستحواذ وطروحات بمليارات الدولارات كانت مخططًا لها منذ بداية العام، وسط تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.