البنك المركزي الروسي يبقي على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى تاريخي
الجمعة 21 مارس 2025 | 01:54 مساءً

البنك المركزي الروسي يبقي على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى تاريخي
أعلن البنك المركزي الروسي، اليوم الجمعة، الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي عند 21%، وهو أعلى مستوى له تاريخيًا، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، في خطوة تعكس استمرار مخاوفه بشأن الضغوط التضخمية، رغم مؤشرات على تباطؤ نمو الأسعار.
وأكد البنك في بيان رسمي أنه سيواصل تقييم ديناميكيات التضخم ومدى استدامة انخفاضه، مشيرًا إلى أنه لن يتردد في رفع الفائدة مجددًا إذا لم تتحقق الأهداف المستهدفة. ومن المنتظر أن تعقد محافظة البنك، إلفيرا نابيولينا، مؤتمرًا صحفيًا في الثالثة مساءً بتوقيت موسكو لتوضيح تفاصيل القرار وتوجهات السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
التضخم في روسيا.. تباطؤ نسبي لكن المخاطر مستمرة
رغم أن معدل التضخم السنوي لا يزال قريبًا من 10%، إلا أن البنك المركزي الروسي رصد تباطؤًا واضحًا في نمو الأسعار المعدل موسميًا مع بداية العام، مقارنةً بشهر ديسمبر الماضي.
كما تراجع التضخم في السلع غير الغذائية إلى النصف، مدفوعًا بتحسن قيمة الروبل الروسي، في ظل تفاؤل الأسواق بشأن المفاوضات المحتملة بين موسكو وواشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
السياسة النقدية.. بين التشدد والترقب
في اجتماعه السابق، تبنى البنك المركزي نبرة متشددة، ملمحًا إلى إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية لتقييد السياسة النقدية إذا استدعى الأمر.
وكان أليكسي زابوتكين، نائب محافظ البنك، قد صرّح قبل الاجتماع بأن البنك لا يزال يقيم الحاجة إلى مزيد من الرفع في سعر الفائدة، لكنه أشار إلى أن “زيادة الفائدة الحقيقية قد لا تكون ضرورية في الوقت الحالي”.
وتُعد توقعات التضخم إحدى الأدوات الرئيسية لصناع القرار، وقد أظهرت بيانات البنك انخفاضها في مارس إلى 12.9%، مقارنة بـ14% في يناير، ما يشير إلى تحسن طفيف في ثقة الأسواق.
سوق العمل ومعدلات البطالة.. بوادر تحسن حذرة
لعب سوق العمل دورًا رئيسيًا في رفع مستويات التضخم، بسبب النقص الحاد في الأيدي العاملة. لكن بيانات رسمية كشفت عن ارتفاع معدل البطالة في روسيا خلال يناير للمرة الأولى منذ أكثر من عام، ما قد يكون إشارة أولية إلى انخفاض الضغط على الأجور والأسعار.
كما سجل معدل التضخم الأسبوعي أدنى مستوى له منذ سبتمبر، وفقًا لهيئة الإحصاء الروسية، بينما أكدت وزارة الاقتصاد أن معدل التضخم السنوي استقر عند 10.1%.
الأسواق تترقب.. هل يرفع البنك المركزي الفائدة مجددًا؟
مع استمرار البنك المركزي في مراقبة تطورات التضخم، تبقى الأسواق في حالة ترقب لأي إشارات حول إمكانية رفع أسعار الفائدة مجددًا.
ويرى خبراء أن القرار المقبل للبنك المركزي سيتوقف على مدى نجاح السياسات الحالية في كبح التضخم، إضافة إلى تأثير العوامل الخارجية مثل تحركات الأسواق العالمية والتوترات الجيوسياسية، التي لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد الروسي.
نقلا عن الجريدة العقارية