close

الفيدرالي الأمريكي بين ضغوط السياسة وحتمية خفض الفائدة

الفيدرالي الأمريكي بين ضغوط السياسة وحتمية خفض الفائدة

كتب: رحمة محمد

يواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مع انعقاد جلسته اليوم الأربعاء، واحدة من أعقد لحظاته منذ سنوات، إذ يجد نفسه بين ضغوط البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب لدفع الفائدة نحو خفض كبير، وبين الحاجة إلى الحفاظ على استقلاليته المؤسسية وسط معركة قضائية غير مسبوقة.

في الأثناء، يترقب المستثمرون أول خفض فعلي في أسعار الفائدة منذ أشهر، في وقت يسجل فيه الدولار أدنى مستوياته منذ الصيف الماضي، ما يفتح الباب أمام تداعيات مباشرة على الاقتصادات الناشئة.

توقعات الأسواق

تشير استطلاعات “رويترز” لآراء أكثر من 100 خبير اقتصادي إلى أن الفيدرالي يتجه نحو خفض أولي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية تكرار الخفض مرتين أو ثلاث مرات قبل نهاية العام إذا واصل التضخم تراجعه.

تهدف هذه الخطوة إلى تحقيق ما يعرف بـ”الهبوط الناعم” للاقتصاد الأمريكي، أي خفض تكاليف الاقتراض دون إعادة إشعال موجة تضخمية جديدة.

لكن أصواتاً داخل المجلس، مثل رافائيل بوستيك من فرع أتلانتا، تحذر من أن “أي خفض سريع قد يضر بالاقتصاد”، فيما يشدد كريستوفر والر على ضرورة أن يستند القرار إلى أدلة واضحة على استمرار تباطؤ التضخم.

استقلالية على المحك

الضغوط السياسية تضاعفت بعدما رفضت محكمة استئناف فيدرالية مسعى لإقالة ليزا كوك، عضو مجلس المحافظين، مؤكدة أن العزل لا يتم إلا لأسباب قانونية جوهرية.

رغم ذلك، أمرت وزارة العدل بفتح تحقيق في قضية تتعلق بالاحتيال العقاري ضدها، ما يعكس تصاعد التوتر بين القضاء والإدارة التنفيذية.

في الوقت نفسه، وافق مجلس الشيوخ على تعيين ستيفن ميران، المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب، في مجلس حكام الفيدرالي قبل يومين من الاجتماع، ما يعزز المخاوف من اختراق سياسي محتمل للمؤسسة النقدية التي يصر رئيسها جيروم باول على أنها “تتخذ قراراتها بمعزل عن أي اعتبارات سياسية”.

تداعيات محتملة على مصر

يرى الخبير الاقتصادي مصطفى بدرة أن الفيدرالي قد يخفض الفائدة بما يتراوح بين 0.5% و1%، في ظل الضغوط السياسية المتزايدة.

أوضح لـ”إيكونومي بلس” أن أي خفض أمريكي سيبعث برسالة إيجابية لأسواق الذهب والنفط، كما يتيح لمصر فرص اقتراض بشروط أفضل في الأسواق العالمية، خاصة مع اتباع البنك المركزي المصري سياسة خفض تدريجي للفائدة تماشياً مع تراجع التضخم.

أضاف أن الخطوة قد تدعم الاستثمار المحلي وتخفف أعباء الموازنة العامة إذا قررت مصر محاكاة الخفض.

مؤشر الدولار تحت الضغط

لم يتجاوز مؤشر الدولار الأمريكي مستوى 100 نقطة منذ منتصف مايو، مسجلاً اليوم نحو 97.1 نقطة، في أدنى مستوياته منذ يوليو، وهو ما يعكس فقدان العملة زخماً إضافياً في ظل توقعات خفض الفائدة.

The post الفيدرالي الأمريكي بين ضغوط السياسة وحتمية خفض الفائدة appeared first on Economy Plus.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *