
كشفت أحدث بيانات التوظيف الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، عن صورة قاتمة للحالة الحالية للاقتصاد في عهد الرئيس دونالد ترامب.
ويُخفّض أصحاب المصانع في الولايات المتحدة آلاف الوظائف، حتى في الوقت الذي يُطبّق فيه الرئيس ترامب سياسات اقتصادية يقول إنها «ستُنعش الصناعة»، إذ فقد أصحاب العمل 12 ألف وظيفة في قطاع التصنيع خلال شهر أغسطس الماضي، بينما تقلصت أعداد الموظفين في هذا القطاع بمقدار 42 ألف وظيفة منذ أبريل الماضي، وفقًا لتحليل جديد صادر عن مركز التقدم الأمريكي (CAP) استنادًا إلى بيانات العمل الحكومية، وفق ما أفادت تقارير إعلامية أمريكية.
ويُرجع معهد السياسات غير الحزبي هذا التراجع إلى الرسوم الجمركية الجديدة الباهظة التي فرضتها إدارة ترامب؛ وموقفها المُتشدد تجاه الهجرة؛ ومشروع القانون «الضخم والجميل» الذي يدعمه الجمهوريون، وهو حزمة ضرائب وإنفاق أقرّها ترامب خلال شهر يوليو الماضي، والذي قد يُلحق الضرر بشركات الطاقة المُتجددة من خلال إلغاء بعض الإعفاءات الضريبية تدريجيًا.
وعلى مدار عام 2025، انخفضت فرص العمل في قطاع التصنيع في الولايات المتحدة بما مجموعه 33 ألف وظيفة، وفقًا لأرقام وزارة العمل، إذ أن معظم هذه الخسائر في الوظائف كانت بين الشركات المُصنّعة للسلع المُعمرة، مثل السيارات والأجهزة المنزلية والإلكترونيات، ويأتي هذا الانخفاض في الوقت الذي تباطأ فيه التوظيف بشكل عام بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث أضاف أصحاب العمل 22 ألف وظيفة فقط خلال شهر أغسطس الماضي، وهو ما يقل كثيرًا عن التوقعات.
يُذكر أن عدد وظائف التصنيع في الولايات المتحدة انخفض على مدار العقود الستة الماضية، وفقًا لبيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ففي عام 1960، مثّل قطاع التصنيع حوالي 34% من إجمالي العمالة، بينما بلغ عدد الوظائف في هذا القطاع ذروته في عام 1970 عند 19.5 مليون وظيفة، وبحلول أغسطس من هذا العام، بلغ عدد الموظفين في قطاع التصنيع 12.7 مليون أمريكي، بينما خسر هذا القطاع 87 ألف وظيفة بحلول عام 2024، وفقًا للبيانات.